ذكر تقرير لوكالة "رويترز" للأنباء تفاصيل جديدة بشأن الساعات التي سبقت عملية اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، بضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد، يوم الجمعة الماضي.
وقالت الوكالة إن سليماني وصل إلى مطار دمشق بسيارة مظللة، وركب معه 4 ضباط من الحرس الثوري الإيراني.
وتابعت الوكالة نقلا عن مصادر: "وقفت السيارة بالقرب من الدرج المؤدي إلى طائرة تابعة لشركة أجنحة الشام السورية من طراز إيرباص A320 متجهة إلى بغداد، لم يتم تسجيل سليماني ولا مرافقيه الأربعة في قيد ركاب الطائرة".
من جهته قال مصدر أمني عراقي للوكالة، إن قائد فيلق القدس تجنب استخدام طائرته الخاصة بسبب المخاوف المتزايدة بشأن أمنه.
وفي تفاصيل تحرك سليماني قالت "رويترز" نقلا عن مسؤولين في المطار، إن طائرة سليماني هبطت في مطار بغداد حوالي الساعة 00:30 فجر يوم الثالث من يناير.وخرج سليماني ومرافقوه من الطائرة ونزلوا إلى مدرج المطار بواسطة سلم متحرك متجاوزين الجمارك.واستقبل الوفد القيادي في الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، خارج الطائرة، وصعد الرجلان إلى مركبة مدرعة كانت تنتظرهما. وقال المسؤولون في المطار إن الأشخاص الذين كانوا يحرسون سليماني صعدوا جميعهم في مركبة رباعية الدفع ثانية.وبينما كان ضباط أمن المطار يراقبون، توجهت السيارتان إلى الطريق الرئيسي المؤدي من المطار. وأصاب الموكب صاروخان أمريكيان، الأول ضرب المركبة التي تقل سليماني والمهندس الساعة 00:55 صباحا، قبل أن يضرب الثاني السيارة التي كانت تقل حرس سليماني.
وقال المسؤولون الأمنيون العراقيون إنه في الساعات التي أعقبت الهجوم، قام المحققون بإجراء التحقيق في جميع المكالمات والرسائل النصية الواردة من طاقم الموظفين العاملين في المطار، بحثا عن الشخص الذي قد يكون أطلع الولايات المتحدة على تحركات سليماني.
ولفتت الوكالة إلى أن المحققين ركزوا على كيفية تعاون المخبرين المشتبه بهم داخل مطاري دمشق وبغداد مع الجيش الأمريكي للمساعدة في تتبع وتحديد موقع سليماني، ويقود التحقيق مستشار الأمن الوطني العراقي، فالح الفياض، الذي يشغل أيضا منصب رئيس هيئة الحشد الشعبي.
وقال المحققون إن عناصر وكالة الأمن القومي يعتقدون أن المشتبه بهم الأربعة الذين "لم يتم القبض عليهم"، كانوا يعملون كجزء من مجموعة أوسع من الأشخاص الذين يقومون بتزويد الجيش الأمريكي بمعلومات، ومن بين المشتبه بهم، موظفان في الأمن بمطار بغداد وآخران في شركة أجنحة الشام، أحدهم يعمل في مطار دمشق وآخر يعمل على متن الطائرة.
وتشير النتائج الأولية لفريق التحقيق في بغداد إلى أن المعلومة السرية الأولية المسربة بشأن سليماني جاءت من مطار دمشق، بينما كانت مهمة خلية مطار بغداد هي تأكيد وصول الهدف وتفاصيل قافلته.
ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية التعليق على ما إذا كان المخبرون السريون في العراق وسوريا لعبوا دورا في الهجمات. وقال مسؤولون أمريكيون، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، لرويترز، إن الولايات المتحدة كانت تتابع عن كثب تحركات سليماني لعدة أيام قبل الضربة، لكنهم رفضوا ذكر كيف حدد الجيش موقعه ليلة الهجوم.
[email protected]