استهلت الأسواق العالمية العام الجديد بضربة بداية موفقة وأداء جيد، حيث سجلت مؤشراتها ارتفاعات جماعية تفاؤلاً بالأنباء عن توقيع قريب لاتفاق ينهي الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
ففي وول ستريت، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 161 نقطة بنسبة 0.57%، كذلك ارتفع ستاندرد آند بورز 17 نقطة بنسبة 0.53%، وقفز ناسداك 78 نقطة بنسبة 0.88%. وقال بيتر كارديلو، كبير الاقتصاديين في السوق لدى مؤسسة «سبارتان كابيتال سيكيوريتيز»: إننا نبدأ العام في الجانب المشرق.
ارتفاع أوروبي
واستهلت الأسهم الأوروبية العام الجديد على بداية قوية مع تيسير الصين سياستها النقدية من أجل تحفيز الاقتصاد ومع مؤشرات ملموسة على أن إبرام اتفاق تجارة بين بكين وواشنطن بات وشيكاً. وارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.5% بعد أن شهد انخفاضاً لجلستين متتاليتين بسبب بيع لجني الأرباح في نهاية العام عقب ارتفاعات للأسهم خلال ديسمبر.
وساد الحذر في الأسواق قرب نهاية 2019 بشأن مدى صمود الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حوّل الحذر إلى تفاؤل يوم الثلاثاء الماضي عندما قال إن المرحلة الأولى من اتفاق البلدين ستوقّع في 15 يناير بالبيت الأبيض.
وقال البنك المركزي الصيني إنه خفض نسبة الاحتياطي الإلزامي التي يجب على البنوك الاحتفاظ بها، وذلك للمرة الثامنة منذ عام 2018، وهو ما يتيح سيولة بنحو 800 مليار يوان (115 مليار دولار).
وتتحول الأنظار الآن صوب مؤشر مديري المشتريات وبيانات المصانع في ألمانيا ومنطقة اليورو، والمقرر صدورها خلال الساعات القليلة المقبلة.
وارتفع سهم إيرباص بنسبة 2.3% بعدما قالت «رويترز» إن الشركة أصبحت أكبر مصنع للطائرات في العالم للمرة الأولى منذ 2011 بعد أن تمكنت من تسليم 863 طائرة في 2019 بما يفوق التوقعات.
صعود الدولار
وأنهى الدولار موجة خسائر استمرت ستة أيام إذ ارتفع 0.2% في أولى جلسات 2020، مزيحاً اليورو عن ذروته في خمسة أشهر، بينما تجاهل اليوان في تعاملاته الخارجية خفض المركزي الصيني نسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك.
ومن المتوقع أن تبقى التعاملات هزيلة حتى يوم الثلاثاء عندما تعود أغلب الدول الأوروبية لفتح أسواقها بعد عطلة الأعياد، لكن أغلب المتعاملين سيشعرون بالارتياح لتمكن الدولار من تخطي فترة العطلات التي تقل فيها السيولة دون حدوث أزمات شح في أسواق النقد كان البعض يخشى منها.
إلا أن المخاوف مستمرة من تكرار ما حدث في يناير الماضي الذي شهد «انهياراً خاطفاً» بسبب موجة بيع ضخمة لوقف الخسائر في خضم معاملات هزيلة بسبب العطلات، وبدا أن المستثمرين الأفراد اليابانيين قد بدأوا العطلة في طوكيو على مراكز مدينة في الين والعملات ذات العائد المرتفع مثل الليرة التركية.
وعادة ما تتسبب مثل تلك التحركات في الين في تأرجحات حادة للدولار أيضاً، لكن المتعاملين ربما أفضل استعداداً عن العام الماضي.
سيولة كافية
وقال لاوري هاليكا، خبير أسواق الصرف لدى «إس.إي.بي» في ستوكهولم: كان هناك بعض الحديث عن نقص محتمل في الدولار، لكن الأسعار الأمريكية لم تتغير، وظل مسؤولو مجلس الاحتياطي الاتحادي مسيطرين على الوضع ووفروا سيولة كافية. بالتالي يتماشى سعر الدولار مقابل الين مع شهية المخاطرة عموماً.
وبعد أن ختم الدولار ديسمبر بانخفاض قارب 2% أمام سلة من العملات، بدأ مؤشره في الارتفاع قليلاً إلى 96.55، بينما استقرت العملة مقابل اليورو عند 1.12095 دولار بفارق ضئيل عن ذروة أوائل أغسطس البالغة 1.1249. وأنهى اليورو 2019 دون تغير يذكر تقريباً.
وأغلق اليوان مسجلاً 6.9631 للدولار في أقوى إغلاق له منذ الثاني من أغسطس، كما استقر في تعاملات الأسواق الخارجية بعد تراجع مبدئي إثر خفض الصين يوم الأربعاء نسبة الاحتياطي الإلزامي التي يجب على البنوك الاحتفاظ بها.
وانخفض الدولار الأسترالي 0.2% واقترب الدولار الكندي من أعلى مستوى له في شهرين ونصف الشهر. وتراجع الجنيه الإسترليني 0.2% أيضاً بعد مكاسب بلغت 2.5% على مدار ديسمبر.
ارتفاع الذهب
2وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 1520.38 دولاراً للأوقية (الأونصة) بعد أن لامس أعلى مستوياته منذ 25 سبتمبر عند 1525.20 يوم الثلاثاء الماضي. وختم المعدن الأصفر 2019 بأكبر مكاسب سنوية منذ 2010.
واستقرت العقود الأمريكية الآجلة عند 1523.20 دولاراً للأوقية. وقال هاريش ف. مدير أبحاث السلع في جيوجيت للخدمات المالية: تراجع الدولار هو السبب الرئيسي، لكن أيضاً أحجام التعاملات تميل نحو الانخفاض، وبالتالي يدعم ذلك أسعار الذهب.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفع السعر الفوري للفضة 0.2% إلى 17.86 دولاراً للأوقية، وزاد البلاتين 0.4% إلى 966.37 دولاراً، وارتفع البلاديوم 0.4% أيضاً إلى 1946.74 دولاراً للأوقية.
[email protected]