وصلت الى عيادة الطبيب رياض خوري، اخصّائي أمراض الجلد في المركز الطبّي زفولون التابع لكلاليت، متعالجة تشكو من حكّة مزعجة في الجلد. ولحسن حظّها، لم يكتف د. رياض بفحص عيني لأسباب الحكّة، بل اجرى فحصا شاملا للجلد بواسطة جهاز الديرموسكوب (منظار الجلد) الذي يمكّن الطبيب من إجراء فحوصات أكثر دقة لآفات الجلد والأغشية المخاطية أو الزوائد الجلدية. وخلال الفحص، لاحظ د. رائد آفة جلدية حمراء صغيرة وقطرها أقل من 1سم، ومع ذلك كان لديه شك بانها آفة جلدية خطيرة. وبناء على ذلك، قرر انه يجب فحص الآفة من العمق عن طريق أخذ عيّنة منها.
من المهم ذكره أن المتعالجة ارادت ان تتجاهل الموضوع وقالت انها غير منزعجة كثيرا من هذه النقطة الصغيرة، الّا ان الطبيب اصرّ على إجراء الفحوصات والتي تبيّنت نتائجها لاحقا بأنها سرطان جلدي من نوع سرطان خلايا ميركل. ويقول د. خوري ان النوع هذا من السرطان يعتبر نوعا نادرا وعنيفا ومصدره من خلايا ميركل المسؤولة عن حاسّة اللمس في الجلد، ويظهر فقط في نسبة 0.2 – 0.45 لكل 100،00 شخص وبشكل عام يتطوّر بسرعة هائلة، بدون أوجاع وغالبا ما يظهر في الأماكن الأكثر عرضة للشمس على شكل بقع حمراء او أرجوانية على الجلد.
وبفضل التشخيص، تم تحويل المتعالجة بشكل فوري لإجراء عملية جراحية، كما وبدأت بتناول العلاج الكيماوي. وبالرغم من أن طريق الشفاء لن تكون سهلة، الّا أن الكشف المبكر على يد اخصّائي الجلد بالتأكيد انقد حياة المتعالجة.
ويشير د. خوري، بأسف شديد، إلى أن هنالك ظاهرة جديدة، حيث يختار الناس للتوجه لمعالجين غير مؤهلين او حتى للعيادات التجميلية من اجل إزالة نتوءات الجلد والبقع "بدون ندب او علامات" والنتيجة هي تطوّر الآفات السرطانية من غير تشخيص من قبل أخصائي جلد وبالتالي سيصعب علاجها.
[email protected]