منذ أن أجبرت على ترك مسرح السرايا العربي يافا والذي أسسته قبل عشرون عاما . وذلك قبل ست سنوات. وانتقلت للعمل على تأسيس مسرح الحياة في الرملة .
من يومها قررت أن أكف عن الكتابة في هذه الزاوية بكل ما يتعلق بمسرح السرايا في الأنشطة المسرحية العربية بما تحمله من هموم في هذا المجال الكبير . لأن هموم المسرح هي ليست همومي شخصيا إنما هي هموم الحراك المسرحي في بلادنا الغالية ,
أشاهد وأسمع الكثير من الكوادر الفنية الناشطة في حقول المسارح المختلفة عن تصرف الجمهور الصغير خلال العروض المسرحية وبدون الدخول الى التفاصيل عن الأسباب المزعجة خلال العروض المسرحية أفتح باب لنا نحن العاملين في هذا النشاط والدور الذي علينا عمله في إثراء وتربية الأطفال على محبة المسرح والاستمتاع في العروض المسرحية واحترام الفرق الفنية والكوادر العاملة خلال العروض المسرحية .
للتاريخ يوم باشرنا في العمل المسرحي أيام المسرح الناهض في حيفا عام 1967 من القرن الماضي وخلال عشر سنوات من العمل والابداع لم نكن نحصل على ميزانيات من الوزارة ولا من أي جسم اخر الا لفترة سنتين يوم عملنا بالشراكة مع بيت الكرمة ( بناء على توصية من الوزارة في اتفاق شراكة لكي نحصل على دعم مادي)
وكنا نقوم في برامج توعية لدى الطلاب في حيفا وخارجها وبنينا جسور للتعاون مع طلاب المدارس والمؤسسات التعليمية وجعلهم يحبون ويحترمون الأعمال المسرحية والنتائج كانت إيجابية جدا الطلاب أي الجمهور الصغير والجمهور الكبير تقربوا من المسرح وأصبحوا يعشقون الفن المسرحي ويستمتعون من خلال العروض ونحن نطوف المدن والقرى العربية والجميع شاهد على ما اكتبه. حيث تحول الطلاب الى مشاركين في حضورهم بمشاهدة المسرحيات والاستمتاع في العروض المسرحية
اليوم الأوضاع تغيرت . المسارح تتلقى الدعم الهائل من الوزارة ومؤسسات أخرى ولكن وضع وتصرف الطلاب لم يكن كما كان في الماضي
ولسنا بحاجة للبحث عن الأسباب . بل السؤال ماذا علينا نحن العاملين في مجال المسرح عمله من أجل تربية الأجيال الصاعدة وجعلهم جمهور يحب ويحترم المسرح والعاملين في هذا المجال
أقترح على الفرق المسرحية أن تبادر هي وتبعث بكوادرها الفنية الى المدارس والمؤسسات والنوادي وتلتقي مع جمهور الطلاب وتشرح لهم عن أهمية وجود الحراك والنشاط المسرحي وهذا يحتاج لدعم الإدارة في المسارح أن تضع على الاجندة برنامج في هذا الموضوع والعمل مع المؤسسات التعليمية على خلق مناخ ابداعي يتيح للطلاب ويجعلهم يحبون الحضور والمشاهدة في المسارح المختلفة
حتى نزيل الضوضاء والازعاج وغير ذلك خلال العروض المسرحية وهذا واجب حضاري ووطني , علينا التعاون سوية على بناء التوعية وحب الفن لدى الطلاب لكي تكبر هذه الأجيال وتصبح جمهور مشجع للمسرح كما كان عليه في القرن الماضي
لقد كتبت هذه الكلمات لأني حريص ومحب للحركة المسرحية منذ ستون عاما
ومع هذا أقدر عاليا الزملاء العاملين في مجال المسرح وجميع الفنون وأيضا الأطر التعليمية التي هي داعمة ومشجعة للنشاط المسرحي
[email protected]