تحت رعاية دولة رئيس الوزارء الدكتور محمد إشتيه، احتفلت جامعة القدس وجامعة جانجشي للصداقة والسفارة الصينية في فلسطين، بتدشين معهد كونفوشيوس الصيني الأول والوحيد من نوعه في فلسطين في جامعة القدس، وذلك في احتفال رسمي شارك فيه رئيس جامعة جانجشي للصداقة البروفيسور "مي جامبينج" وعدد من نوابه، ووفد رفيع المستوى من الجمهورية الصينية، ونائب السفير الصيني في فلسطين المستشارة "وانج شي"، ونائب السفير الفلسطيني لدى الصين المستشار الدكتور شادي أبو زرقة، ورئيس جامعة القدس أ.د. عماد أبو كشك، ووزير شؤون القدس فادي الهدمي ممثلاُ عن رئيس الوزراء، ومحافظ محافظة القدس عدنان غيث، وممثلين عن مؤسسات رسمية وأهلية والكادر الأكاديمي والإداري في الجامعة.
وبهذه المناسبة، قال أ.د. عماد أبو كشك نحتفل اليوم بتدشين معهد كونفوشيوس الصيني في هذا اليوم التاريخي في جامعة القدس، ليكون بذلك المعهد الأول والوحيد في فلسطين الذي يحمل الرقم 63 على مستوى الشرق الأوسط وليتخذ من القدس الجامعة والعاصمة بيتاً له.
وأوضح أ.د. أبو كشك أهمية المعهد في جامعة القدس لنتبادل من خلاله مع أصدقائنا الصينيين الخبرات الأكاديمية والبحثية مع جامعاتهم العريقة كجامعة جانجشي ويتعلم طلبة الجامعة والجامعات الفلسطينية وموظفي المؤسسات والوزارات اللغة الصينية، وهو المعهد الوحيد في الشرق الاوسط المخول بإعطاء شهادات امتحان HSK للكفاءة باللغة الصينية، كما ونتعرف على ثقافات جديدة من خلال الأنشطة الثقافية المتنوعة التي يعقدونها في الجامعة.
وأكد أ.د. أبو كشك أن الجامعة تفتح ذراعيها للعلاقات العالمية المتنوعة، خاصة مع الدول صاحبة القوة الاقتصادية والتقدم العلمي والتكنولوجي كما دولة الصين، مشيراً إلى أن هذه العلاقة قد تجلت مؤخراً من خلال مشروع اقتصادي ثقافي عرف "بطريق الحرير" وقعته الجامعة مع رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لغرفة طريق الحرير للتجارة العالمية وتم الاتفاق بموجبها على التعاون في دعم أكاديمية القدس للبحث العلمي مع الجامعات العربية، ما بين الأردن وفلسطين ولبنان، وتحسين مهارات الخريجين من جامعة القدس لتأهيلهم لسوق العمل الفلسطيني، ودعم الجامعة في تطوير نظم التخطيط والتطوير الاستراتيجي .
وأشاد أ.د. أبو كشك بالعلاقات التاريخية العميقة التي تربط الصين مع فلسطين ومواقفها الداعمة لها في المحافل الدولية، مقدماً شكره للصين وشعبها باسم جامعة القدس وفلسطين وشعبها.
ونقل الوزير الهدمي تحيات دولة رئيس الوزراء د. محمد اشتية خلال كلمته، قائلا نحن في حضرة هذه الجامعة العريقة جامعة القدس جامعة الانجازات والابداعات والتطور نفتتح معهد كونفوشيوس، الذي يعتبر انجازاً يضاف لرصيدها كونها جامعة مبدعة وخلاقة وراعية الريادة والشباب الفلسطيني، مبيناً أهمية المعهد في تعزيز التواصل الموجود ببعده التاريخي ويضيف بصمة في المجالات التعليمية والثقافية والأكاديمية بين الدولتين.
واستعرض الوزير الهدمي العلاقة التي تربط فلسطين بالصين عبر التاريخ في نصرة الثورة الفلسطينية وعدالتها، معتبرًا إياها حليف حقيقي للشعب الفلسطيني في المحافل الدولية وصديق قوي لفلسطين والقدس وأهلها، مقدماً شكره للصين حكومةً وشعباً على هذا الدعم.
بدوره، نقل محافظ محافظة القدس عدنان غيث تحيات الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتهنئته لجامعة القدس على هذا الانجاز، مؤكدا على دور جامعة القدس في دعم وبناء المؤسسات المقدسية وتنشئة جيل صاعد مبدع، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب المقدسي، موجهاً التحيات والتقدير للصين وشعبها لمواقفه تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وأشاد غيث بجامعة القدس والانجازات الكبيرة التي تحققها، وما تتميز به من برامج نوعية متطورة، وإنجازات علمية متلاحقة يشار لها بالبنان.
وعبرت مستشارة مكتب جمهورية الصين عن سعادتها لافتتاح معهد كونفوشيوس في حرم جامعة القدس، والمنطلقة من عمق العلاقة بين الشعبين الصيني والفلسطيني والعلاقة القوية التي تربطهما عبر التاريخ، مبينةً أن هناك 550 معهد كونفوشيوس وأكثر من ألف دورة تدريبية لتعلم اللغة الصينية بأكثر من 162 دولة حول العالم.
وأشارت إلى أهمية إنشاء المعهد في جامعة القدس كونه المنارة والطريق لتعلم اللغة الصينية وللتعرف على الثقافة الصينية، مؤكدةً أنهم في السفارة الصينية سيبذلون كل الجهد لدعم الأنشطة الثقافية والأكاديمية في المعهد.
وقال رئيس جامعة جانجشي: "اليوم أصبح معهد كونفوشيوس حقيقة وواقع تحتضنه جامعة القدس، فهي بمكانتها الاكاديمية والبحثية المرموقة ما يجعلها خيارنا الأول لإنشاء المعهد فيها، مؤكدا على عمق الشراكة التي تربط الجامعتين ضمن اتفاقيات تعاون مشترك تضم التبادل الطلابي للتعرف عن قرب على الثقافة واللغة الصينية.
وأعرب رئيس جامعة جانجشي عن امتنانه لكل من ساهم في تعزيز هذه العلاقة بين جامعتي جانجشي والقدس، وعبر عن أمله في تعزيز التعاون مع جامعة القدس في مختلف التخصصات، ومهنيئاً فلسطين والجامعة على انجاز هذا التدشين والاحتفال الذي يدلل على عمق العلاقة ما بين دولتي الصين وفلسطين.
وقد تخلل الحفل عروضاً فنية لطلبة وأساتذة المعهد باللغة والثقافة الصينية.
ويشار إلى أن جامعة القدس افتتحت معهد كونفوشيوس في جامعة القدس عام 2015، والذي تقدم الجامعة من خلاله جملة من البرامج العلمية والثقافية كتعليم اللغة الصينية، وبرامج في الدراسات الصينية، إضافة إلى فتح أبواب التبادل الثقافي والحضاري بينها وبين شركائها من شتى بقاع الأرض، كما وشاركت الجامعة مؤخراً في المؤتمر الدولي السنوي لتعليم اللغة الصينية، الذي نظمه "معهد كونفوشيوس" الرئيس في بكين، حيث جاءت مشاركة الجامعة باعتبارها الحاضن الرسمي لمعهد كونفوشيوس في فلسطين، كما حصلت الجامعة على رخصة اعتماد رسمية من الحكومة الصينية لعقد امتحان مستوى اللغة الصينية الحكومي "HSK" في كافة المستويات للطلبة الفلسطينيين الراغبين في اكمال دراستهم في الصين، وينظم المعهد العديد من الأنشطة الثقافية الصينية في الجامعة.
[email protected]