مهداة الى صديقي د. يوسف عراقي (من وحي كتابه "عودة على طري العودة ")
أسيرُ على شواطِئِ الرمل
ألملم ذكريات اللاجِئينَ
أختَصِرُ المَسَافاتِ بالبُكاءْ
ودُموعي تَغسِلُ احجار البيوت المهدمة
لكنها لا ولن تُحيي المَوتى
ولا تنزل رَحمةً ولا اعاشة
مِن السماءْ.
افتَقِدُ حِكاياتِ امي
عَنْ الطنطورة والدامون
وليالي التعب في موسم الحصاد
والعاب الأولادْ بالطين والرمل...
عَنْ شمس الغروب
عَنْ امواج البحر وشجرة الكينا
ورائحة الطابون...
كَيفَ فرقتنا تِلكَ الحُدودْ ؟...
قَدْ ماتت امي
حالِمة بِنهارٍ أفضلْ
بنَسيمِ البَحرِ الساحرِ
كانت تعلم ان تحقيق الحلم صعب
ولكنها لم تفقد الامل يوما ...
يموت اللاجئون كل يوم من جديد
يرسِمونَ بمَوتِهمْ لَوحَاتٍ
تُظِهِرُ بَشاعَةَ العالَمْ
تآوَهَ البَحرُ آهاتٍ
والحالِمينَ, والعاشِقينَ
العالَمُ، نِصفُهُ أَصَمْ ونِصفُهُ أبَكَمْ
وبَعضَهُ يَبكي وبعضه لا يرحم
أتَخَبَطُ في أعمِدةِ التيه والقَلَقْ
أتَخِذُ الظَلامَ وطَناً
وأكتُبُ النصوص
لتبكيني
أرتدي رِداءَ الامل
ويرتديني
لَكِنَّ الرِداءَ مُمَزَقْ
والحلم أبحَرَ
في الشفق الأزَرَقْ.
لَنْ أَحلُمَ الليلَة
سأكتُبَهُمْ قَصيدَةً
كَي أتَمَنى
أَنَّ النهارَ سَوفَ يَعودْ
وتشرق شمسنا من جديد…..
[email protected]