يقدّم خبراء مركز شنايدر لطبّ الأطفال التابع لمجموعة كلاليت، بعض النصائح والتوصيات الهامّة مع اقتراب فصل الشتاء. في كلّ شتاء، يحدث تفشّي موسمي للإنفلونزا بالإضافة لفيروسات أخرى، وخلال أسابيع قليلة تصاب شريحة كبيرة من النّاس بالفيروسات ومضاعفاتها، وتكون الإنفلونزا اكثر شيوعا لدى الأطفال مقارنة بالبالغين. وفي هذا الصدد، يشير بروفيسور آفي بيلبسكي، اخصّائي الأمراض المعدية وطبيب في قسم الأطفال في المركز الطبي شنايدر، انه من المهم جدا اخذ التطعيم ضد الإنفلونزا في كل عام، كما ويقدّم بعض النصائح لتقليل احتمال الإصابة بها لدى الأطفال في فصل الشتاء:
تطعيم الأطفال ضد الانفلونزا: التطعيم ضد الإنفلونزا ليس جزءا من التطعيمات الروتينيّة في البلاد، الّا انّ وزارة الصحّة تنصح بتطعيم الأطفال كل عام. نجاعة التطعيم تختلف من سنة الى أخرى، لكن حتى في السنة التي تعتبر فيها النجاعة منخفضة، كلّ من يأخذ التطعيم يتمتع بحصانة من الإنفلونزا. ومن اجل منع دخول الفيروسات الى المنزل، على كل افراد العائلة الذين تبلغ أعمارهم اكثر من نصف السنة ان يأخذوا التطعيم ضد الإنفلونزا. وفي هذا العام، بالإمكان اخذ التطعيم عن طريق رذاذ الأنف، لكن ككل الأعوام الماضية تفضل أغلبيّة السكان اخذ التطعيم عن طريق الحقن. اما التلاميذ في صفوف الثاني، الثالث والرّابع سيحصلون على تطعيم ضد الإنفلونزا في المدارس.
التطعيمات الروتينيّة: برنامج التطعيمات الروتينية في البلاد هو برنامج شامل. لقد أُثبت ان التطعيمات الروتينية هي الطريقة الأكثر نجاعة للوقاية من الأمراض، وكذلك الأكثر أمانا، ولذلك يوصى بشدة بتطعيم الأطفال بجميع التطعيمات الروتينيّة. في السنوات الأخيرة نرى ظاهرة يتم فيها الفصل بين التطعيمات الروتينية بهدف تخفيف آثارها الجانبيّة، الأمر الذي يؤدّي الى تأجيل بعض التطعيمات الهامّة جدا والتي من الضروري اخذها بالذات في السنة الأولى من العمر. من الضروري إعطاء التطعيمات في الوقت المناسب، وفقط في حالة الإصابة بالحمّى يجب تأجيل التطعيم. امّا الأعراض البسيطة مثل سيلان الأنف، السعال وأوجاع الحلق ليست أسبابا كافية لتأجيل التطعيم الروتيني. ومن المهم ذكره انه في السنوات الأخيرة نلاحظ انتشار مرض الحصبة في البلاد، ومن الأفضل أخذ تطعيم الحصبة ابتداءَ من عمر ستة أشهر، ومن المهم متابعة توصيات وزارة الصحّة في هذا الصدد.
عدم إرسال الأطفال للمؤسسات التعليمية: يجب الامتناع عن ارسال الأطفال المرضي للمؤسسات التعليمية، ومن المهم ان نتذكر ان طفل واحد مريض بإمكانة ان ينقل العدوى للعديد من الأطفال، الأمر الذي يخلق سلسلة عدوى من الصعب إيقافها. اذا حرص الوالدان على الّأ يرسلا طفليهما المريض للمؤسسات التعليمية نستطيع ضمان عدد أقل من الأطفال المرضى، كذلك من المهم دائما حتلنة المربيات في الروضات والمعلمات بالمشاكل الصحيّة للطفل.
اجراء الفحوصات في عيادات الأطفال: غرف الانتظار لدى الأطباء بشكل عام وأطباء الأطفال بشكل خاص تعجّ في فصل الشتاء بالأطفال المرضى. من المهم ان نعرف ان قسما كبيرا من فيروسات جهاز التنفّس تنتقل عبر الهواء، والبعض الاخر عن طريق الملامسة بما في ذلك ملامسة الأسطح التي تظل الفيروسات عليها حتى بعد ساعات عديدة. لذلك، يوصى بالامتناع عن الوصول غير الضروري للعيادات. امّا العلامات التي توجب زيارة الطبيب فورا هي الحمّى، التقيّؤ، الإسهال المفرط والطفح الجلدي.
تجنّب العدوى: يجب التشديد على غسل اليدين بالماء والصابون بعد تغيير الحفاضات، استعمال المرحاض وبالطلع قبل لمس الطعام. وبالنسبة للعائلات التي لديها أطفال صغار في المنزل، يجب غسل اليدين قبل ملامسة الأطفال كما ويجب توصية الاخوة الكبار باتّباع نفس الأسلوب، وفي حال وجود مرض لدى احد افراد العائلة يجب التشديد على تهوئة المنزل.
الاستخدام الحكيم للمضادّات الحيوية: من المهم ان نعلم بأن معظم الامراض في فصل الشتاء هي أمراض فيروسية واستعمال المضادات الحيوية للشفاء منها هو امر غير مجدي. علاوة على ذلك، تبيّن ان إعطاء المضادّات الحيوية خاصة في السنة الأولى من عمر الطفل يزيد من خطر الإصابة بالأمراض في عمر الشيخوخة. مع ذلك، اذا أوصى طبيب الأطفال بالعلاج بالمضادّات الحيوية يجب التشديد على اخذ العلاج بالكامل.
التطعيم لدى النساء الحوامل: توصي وزارة الصحّة بإعطاء تطعيم ضد الانفلونزا لجميع النساء الحوامل، وفي الثلث الأخير من الحمل توصي أيضا بإعطاء تطعيم ضد السعال. ان الهدف من إعطاء التعطيمات هو حماية الام الحامل، وكذلك حماية الجنين الذي يتلقّى الاجسام المضادّة من أمه.
الرضاعة: تشير الأبحاث ان احدى فوائد الرضاعة الطبيعية هي الوقاية من العدوى، خاصة في السنة الأولى من العمر، بحيث تقوم الأم المرضعة بنقل الاجسام المضادّة للتلوّث لجسم الرضيع. من المهم ذكره هو ان الرضاعة الجزئية أيضا تساهم في منع العدوى في فصل الشتاء. ولذلك، يوصى بتأجيل وقف الرضاعة، اذا أمكن، حتى بداية فصل الربيع.
دخول الحضانة في السنة الأولى من العمر: يوصى قدر الإمكان بتأجيل دخول الطفل للحضانة في السنة الأولى من عمره حتى بداية فصل الربيع. من المهم معرفته مسبقا، بأن دخول الطفل للحضانة في فصل الشتاء خاصة في السنة الأولى من العمر، على الأرجح سيؤدّي لإصابته بأمراض فيروسية وبكتيريّة. اما دخول الطفل للحضانة في فترة متقدمة اكثر وفي موسم أكثر دفئا، سيؤدّي الى تأجيل هذه الامراض الى فترات أخرى يكون الطفل فيها قد كبر وباستطاعته مواجهة المرض بشكل افضل.
[email protected]