السر الأول:

سر المعمودية:
المعمودية هي الباب الوحيد الذي ندخل منه الي الأيمان بالمسيح. "ان كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح" (يو3: 5) ففي البدء كانت روح الله يرف علي وجه المياه (تك1: 2).

تُقسَّم رتبة العماد الى سبعة أقسام وهي:
1- الكفر بالشيطان والإيمان بالمسيح:
يقف طالب العماد باتجاه ألغرب باسطاً يديه، وهو يعني الانتقال من أرض ألعبودية عبودية ألخطيئة الى أرض الحرية. ومن ثم يقوم طالب العماد بفعل إيمان بالثالوث يتم بتحول طالب العماد من الغرب الى الشرق مقر النور ومصدره، وهذا يعني عودة الانسان الى علاقته بالله واتحاده به.

2- المسحة بالزيت المقدس:
تعني ختم للعهد بالإيمان الذي قطعه طالب العماد مع الله إذ كفر بالشيطان وقام بفعل ايمان بالمسيح.

3- خلع الملابس:
يعبر بنوع خاص عن الواقع الذي صار به طالب العماد بعد الكفر بالشيطان وفعل الايمان بالمسيح: لقد تعرّى من الانسان القديم مع كل تصرفاته. وترمز أيضاً الى آدم والمرأة قبل الخطيئة.

4- العماد بالتغطيس:
أي الموت عن الخطيئة ودفن الماضي والقوى الشريرة العاملة فيه، الخروج من الماء هو الولادة الجديدة. ويرمز أيضاً التغطيس ثلاثاً الى الموت مع المسيح والدفن ثلاثة أيام ومن ثم القيامة معه.

5- المسحة بالميرون:
ترمز الى رائحة المسيح الطيبة. المسيح المنتصر على الموت والفساد، وعلى المعتمد أن يفوح برائحة المسيح الزكية، أي أن يشهد للمسيح في حياته، وهو يرمز أيضاً الى حلول الروح القدس على المعتمد (سندرس ذلك في سر الميرون).

6- اللباس الأبيض:
صورة اللباس تشير الى العلاقة الحاصلة بين المعتمد والمسيح، فصورة المسيح التي تجددت في حياة المعتمد، أي أنه أصبح انساناً جديداً، وهو يرمز أيضاً الى طهارة ونقاوة المعتمد.

7- المناولة:
اتحد المعتمد كيانياً مع المسيح من خلال جسده السري الذي هو الكنيسة "جماعة المؤمنين"، فعليه أن يشترك بالوليمة الفصحية، جسد ودم السيد المسيح. فالإشتراك بمائدة الرب هو التعبير والختم لتجديد الانسان وإنفصاله من حالة العبودية الى وضع البنوّة، والشراكة التامة بالمسيح والكنيسة.

مفاعيل سر العماد
أهم مفاعيل سر العماد هي مغفرة الخطيئة الأصلية وإسترجاع ما فقدناه بخطيئة آدم. وهناك 4 مفاعيل أخرى لسر العماد وهي:

1- المعمودية تبدل الانسان في صميم كيانه:
من انسان الخطيئة، الانسان العتيق، الى انسان جديد، متحرر، انسان البر والقداسة، ابن النور، شريك الله في الطبيعة الالهية، يولد بالعماد الى الحياة الأبدية.

2- العماد يشركنا بموت المسيح وقيامته:
العماد يميت ويخلص في آنٍ واحد. هو الصليب الذي نوت علبه لنحيا مع المسيح. التغطيس يعني الموت والدفن وعند الخروج من الماء نقوم مع المسيح القائم، نموت عن حياة الجسد لنحيا حياة الروح.

3- بالعماد يدخل المعتمد في شركة الكنيسة:
المعمودية هي العلامة للمؤمن ليكون من شعب الله. فنصبح أعضاء في الكنيسة "جيلاً مختاراً، كهموتاً ملوكياً وأمةً مقدسة" (بطرس 2/9).
في العماد نتحول من فرد منعزل، أناني، منغلق على نفسه، الى كائن اجتماعي فعّال، منفتح على الآخرين، صاحب رسالة. لا خلاص له إلآ إذا تعاون فعلياً كعضو حي في المجتمع.

4- لا فرق بين الرجل والمرأة:
في العماد يشترك المعتمد رجلاً وامرأة في كهنوت المسيح، الجميع دون استثناء يشتركون بكهنوت المسيح بقوة العماد.

رموز العماد ومعانيها:
1- الماء:
لا حياة بدون ماء، فالماء عنصر يومي بسيط وقد استعمل للتعبير عن النقاوة الروحية. وحين دخل المسيح ماء نهر الأردن أعطاه القوة التقديسية. فأصبح الماء قوة تحيي وتجدد وتقدس، والمعمودية بلماء ترمز الى الموت والقيامة مع المسيح.
2- الزيت:
للزيت في الكتاب المقدس رموز كثيرة فهو علامة بَرَكة ورمز السعادة الأبدية. وفي رتبة العماد، المسحة السابقة للعماد تعني "قوة المسيح الفادي".
3- زيت الميرون:
يمنح سر التثبيت، أي رمز لحلول الروح القدس على المعتمد.
4- الثوب الأبيض:
رمز الى الحياة الجديدة، والانسان الجديد، والى النقاوة والطهارة.
5- الشمعة المضاءة:
تذكرنا بالشمعة الفصحية، يوم سبت النور، التي هي علامة حية لحضور المسيح القائم من بين الأموات، بالمعمودية أصبح المسيحي ابن النور، الشمعة رمز لنور الله الذي يهدينا، ورمز لمسؤوليتنا لنكون نوراً بين الناس.
6- التغطيس:
وهو اختياري، يرمز الى موتنا وقيامتنا مع المسيح. ثلاث مرات تنويه الى ثلاثة أيام الدفن، وأيضاً الى الثالوث الأقدس.
7- التعزيم:
الحياة المسيحية جهاد روحي ضد قوى الشر والشيطان، إن قوة الشر تحاول أن تنسف حياة المسيحي، تصلي الكنيسة كي يقاوم المؤمن القوات المعاديه.