نقرأ القليل ونسمع الكثير عن الأمثال والحكم، نفسّر ونحلل كما نشاء أو يحلو لنا ونوزّع النصائح، العبر والمواعظ، ونحن لا نستخلص العبر ولا نطبّق على أنفسنا هذه الأقوال والحكم وكأنها وجدت لنستخدمها لمصلحتنا ونمر عليها مرّ الكرام بحيث لا تترك أي صدى أو أثر في أعماقنا ونفوسنا.
اَهٍ! كم تكون الحياة أكثر واقعية وأفضل لو تحدث الناس فيما يعرفونه فقط.
فالذين ولدوا في العواصف والظروف الصعبة لا يخافون من هبوب الرياح العاتية، وعليه رماح تنصح بعدم التعامل والتفاعل مع كل بني البشر بأسلوب واحد، إذ لا يتجرع كل المرضى نفس الدواء. وقد تكون الضحية الأكثر في هذا المشهد هي الشخصية العفوية باعتبارها وبنظر الكثيرين الحلقة الأضعف، فهي تواجه استغلال من حولها بعيدًا عن العداوة والمصالح الشخصية، بالإضافة إلى ما يميزها من بساطة وحب المساعدة هادفة إلى جعل الحياة سهلة وممتعة فتتصرف بحسن نيّة وعقلانية لتوقعها أن كل شيء من حولها تقي ونقي، مما يجعلها طرفًا ويوقعها في متاعب دون أي ذنب.
فالنقاء ليس للأقوى بل للأنقى، والتعامل مع الاَخرين فنٌّ، فهناك أناس مهما أخذت الحياة منهم يظلون أغنياء، واَخرون مهما أخذوا من الحياة يظلون فقراء. والناس يا عزيزي قد يرون الجرح البليغ في رأسك لكنهم لا وألف لا، لا يشعرون بالألم الذي تعانيه!
وأنهي بقول جبران: " لا تجعل ثيابك أغلى شيء فيك حتى لا تجد نفسك يومًا أرخص ممّا ترتدي".
[email protected]