أعلنت الحكومة الإيطالية حالة الطّوارئ في مدينة البندقيّة، بعد غرق نحو 80 في المئة من مساحة المدينة، ضمن أسوأ موجات الفيضانات الّتي تشهدها البندقية الشهيرة بقنواتها المائية منذ أكثر من خمسين عامًا.
وبلغت الفيضانات في مدينة البندقية (فينيسيا) ثاني أعلى مستوى لها على الإطلاق، بعد فيضانات عام 1966 الكارثية. وبلغت درجة ارتفاع منسوب المياه 187 سنتيمترا (74 بوصة)، مساء الثلاثاء، مما يعني أن أكثر من 85 بالمائة من المدينة الإيطالية قد غمرتها المياه.
وكان أعلى مستوى مسجل هو 198 سنتيمترا (78 بوصة) عام 1966.
قال لويجي بروجنارو، عمدة البندقية، إن التغير المناخي سبب هذا "الوضع المأساوي"، ودعا لإنهاء مشروع طال انتظاره لبناء حواجز قبالة الشاطئ في أسرع وقت.
وتهدف هذه الحواجز المنقولة تحت البحر إلى الحد من الفيضانات الناجمة عن الرياح الجنوبية، التي تدفع المد إلى البندقية.
وأضاف بروجنارو إن مستويات الفيضان تمثل "جرحا سيترك آثارا لن تمحى".
ومن المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء جوزيبي كونتي رئيس بلدية البندقية والمسعفين قبل زيارة المحلات التي تضررت بارتفاع المياه. والأربعاء وصف كونتي الذي يتوقع حكومته حالة الطوارىء، فيضان المياه بأنه "ضربة لقلب بلدنا".
في المقابل، قدّر رئيس البلدية لويجي بروجنارو قيمة الأضرار بمئات ملايين الدولارات (أو اليوروهات) فيما بقيت العديد من المتاحف مغلقة أمام الزوار؛ فيما قضى شخص عمره 78 عاما من جراء صدمة كهربائية داخل منزله.
ويبلغ عدد سكان البندقية 50 ألف نسمة فقط لكنها تستقبل ما مجموعه 36 مليون زائر كل عام.
ولا يزال مشروع بنية تحتية ضخم يهدف إلى حماية المدينة قيد التنفيذ منذ 2003، لكن تعرقله الكلفة المرتفعة وفضائح فساد وتأخر المهل. فيما قالت وزيرة النقل باولا دي ميكيلي لإذاعة "راديو كابيتال" إنّ "هذا الحل الهندسي الذي ستبلغ كلفته قرابة 6 مليارات يورو يجب أن يقوم بالعمل".
ويتضمن المشروع بناء 78 بوابة يمكن رفعها لحماية بحيرة البندقية عند ارتفاع المياه، لكن محاولة أجريت مؤخرا لاختبار أجزاء من الحاجز أحدثت ارتجاجات أثارت قلقا فيما اكتشف المهندسون أن الصدأ لحق بأجزاء منه.
[email protected]