تبين أن القول الإنكليزي المأثور Happy Wife, Happy Life صحيح، إذ أكدت الدراسة التي أجرتها جامعة راتجرز بنيو جرسي في 15 أيلول الماضي والتي نُشِرَت في هذا العدد من المجلة الشهرية Journal of Marriage and Family، أن الزواج يكون سعيداً كلما كانت المرأة سعيدة.
إذا الزوجة سعيدة فالزوج سعيدٌ أكثر
درس الباحثون في الجامعة المذكورة "نوعية" الزواج ومدى رضى الشريكَين عن زواجهما، في تحليل علاقة 394 ثنائياً يبلغ معدل مدة زواجهم الـ39 عاماً. طُلِبَ منهم الحفاظ على ملاحظات يكتبونها خلال الـ24 ساعة السابقة لوقت إجراء الدراسة، يذكرون فيها كم شعروا بالسعادة في هذا الوقت، في مشاركتهم الشريك التسوق، وإنهاء الأعمال المنزلية، ومشاهدة التلفزيون. كذلك سُئلوا: كم تعتقد أن شريكك يقدّرك؟ كم تتشاجر مع شريكك؟ إلى أي مدى يتفهّمك؟ هل يدفعك إلى التذمر؟
تبين أنه عندما عبّرت النساء عن سعادتهن في زواجهن، عبّر الرجال عن الأمر نفسه، لكن جاءت "نسبة" سعادتهم أعلى من "نسبة" سعادة النساء. أما النساء اللواتي عبّرن عن عدم رضاهنّ عن علاقتهنّ بأزواجهنّ، فتبيّن أن الرجال بدورهم لم يشيروا إلى سعادة في زواجهم، لكن بتذمّرٍ أقل منهنّ.
المرأة السعيدة تضحي لأجل زوجها
تفسّر المشرفة على الدراسة الأستاذة الجامعية ديبورا كار أنه كلما كانت الزوجة راضية عن زواجها ضحّت أكثر من أجل زوجها، وقامت بالعديد من الأمور فقط لإرضائه وجعله سعيداً، ما ينعكس إيجاباً وسعادة أكبر عليه.
من جهة أخرى، صرّحت لموقع Yahoo أن لدى المرأة غير السعيدة في زواجها استعداداً أكبر لأن تعبّر عن حزنها أو غضبها أو امتعاضها من حال علاقتها الزوجية، ولأن تواجهَ زوجها بالأمور التي تزعجها. وكل هذه الأمور تنعكس سلباً فيه، فيصبح هو أيضاً غير سعيد، ولكن الفارق أنه لا يتذمّر بل يجلس و"يغلي" بهدوء، أي إن حزنه في زواجه لا يؤثر في زوجته، بما أنه لا يعبّر عن حاله مثلها.
الزوجة تتأثر بمرض الزوج، لكنه لا يتأثر بمرضها
وجدت الدراسة أيضاً أن النساء أصبحن أقل سعادة عند إصابة أزواجهن بالمرض، فيما درجة السعادة عند الرجال لم تتأثر في الحالات حيث المرأة مريضة. تشرح كار الأمر بأنه عائدٌ لرعاية المرأة لزوجها في حال مَرِض، ما يشكّل تجربة مرّة ومُتعبة بالنسبة إليها. أما إذا أصابها المرض فلن تتكل على زوجها في رعايتها، بل على ابنتها.
لماذا سعادة المرأة هي الأهم؟
هناك أمرٌ شائعٌ يصدّقه الناس، مع العلم أنه ليس صحيحاً، وهو أنه كلما كانت المرأة "مدلّعة" في العلاقة، كانت سعيدة وغير متذمّرة. لكن الواقع هو أن المرأة السعيدة تسعى لأن تمتّع زوجها بهذا "الدلع" عبر إصغائها الدائم له، دعمها وتشجيعها له معنوياً وعاطفياً، وإشراكها له في نشاطاتٍ ممتعة ومضحكة ومسلّية. كذلك، ستكون أكثر جرأة واستعداداً لتنشيط العلاقة الجنسية. وكل هذه الأمور ترفع من سعادة الرجل ويكون هو "المدلّع" الحقيقي.
التواصل الصحي هو الأساس
تؤكد هذه الدراسة مدى أهمية التواصل في العلاقة الزوجية، إذ مهما كان عمر الثنائي، على الشريكَين أن يظلا منفتحَين ومتواصلَين بصراحة حول حالة علاقتهما. ولتحقيق ذلك، ينصح موقع Yahoo Health في تطرقه إلى الدراسة أن على الزوجَين التحقق دَورياً من سلامة زواجهما، فبعد مرور فترة ثلاثة أو أربعة أشهر، من الأفضل التحقق من "طريقة سير" الزواج. يجب التحدث بالأمور المؤلمة والمزعجة، أي عندما يشعر أحدهما بخيبة أمل، أو عندما يجرح أحدهما مشاعر الآخر.
ولكن يجب التطرق أيضاً إلى الأمور الجميلة التي يقدّرها كل واحدٍ بالآخر: عندما يساعد في الأمور المنزلية، عندما يقول الإطراءات، عندما يصغي. ففي الدلالة إلى الأمور الجيدة، يُظهر الزوجان لبعضهما البعض أنهما يحبّان بعضهما ومستعدان لمعالجة الأمور العالقة.
[email protected]