موقع الحمرا الأحد 24/08/2025 18:58
القائمة
  • أخبار محلية
    • الرامة
    • المغار
    • عيلبون
    • دير حنا
    • سخنين
    • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
    • رياضة محلية
    • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
أحدث الأخبار
  1. الرئيسية/
  2. مقالات وخواطر/
  3. مستقبل طائش، وأطفال الرصاص/

مستقبل طائش، وأطفال الرصاص

جواد بولس
نشر بـ 09/10/2014 09:19

أين والدكِ؟ يسأل "غدي" جدّته في إحدى جولاته الاستكشافية لأسرار هذا العالم الذي بدأ يتعرّف عليه قبل أربعة أعوام. "لقد مات منذ سنوات"، أجابت الجدّة وهي لا تدرك أن الموت عند ذاك الطفل البريء لا يعني شيئًا، إلّا تلك الرحلة السرمدية نحو السماء حينما تصير بيتًا آمنًا للكبار يستوعب، لجهلهم أو لكسلهم، ألغازهم، خاصّة عندما يتحرّش فيهم طفل ذكي كغدي، أو فضولي لا يخاف لسعات النحل ولا الحب.

"مين طخّو لأبوكِ؟"، يفاجيء غدي جدّته،التي لجأت إلى ضحكها الطفولي، محاولةً أن تليّن، بواسطته،إصرار الطفل على معرفة القاتل. كل الأحابيل لم تنجح وجميع محاولات الجدة باءت بالفشل، فعند غدي، لا يموت البشرإلّا مقتولين وغالبًًا رميًا بالرصاص .

فجأةً، سادت لحظة وعي فرضها صراخ الطفل المتواصل والمتفاقم. فوضى الحديث هدأت حتى استعاد الصمت وقاره، وبدت على وجوه بعضنا علامات قلق وحزن.

حاولنا، كل بمهاراته، أن نُفهم الطفل أن البشر يولدون من حب، يعيشون ليس كالملائكة ، يموتون وليس حصرًا بالرصاص، بل بشكل طبيعيّ ومن مرض، كما مات والد جدته. جاهد غدي بصبر وهو يحاول الاصغاء؛ فأبقى عينيه الجميلتين مفتوحتين على وسعهما، وكانت تحيط فمه، الذي يشبه حبة كرز جولانية، شفتان قرمزيتنان، صارتا، بعد ربع ساعة، أقرب إلى لون الباذنجان. كان واقفًا في الوسط، ويدير وجهه صوب كل واحد منّا باستخفاف بارز ومهين لولا كونه صغيرًا، ثم بدأ يتلوّى في مكانه، ويبعث من جسده إشارات ضيق وحيرة، أو لعلّها كانت علامات خوف من جو الكبار.

"أعند من طفل"، قالت "مي"، ابنة عمّه، فاعترضها البعض مصمّمين، أن حالة غدي أخطر وأعوص من دحرجتها على أدراج النهفة والطرف، فهو يمثل قضيّةً  مقلقةً تكبر بيننا وتنتشر، لأنّه ابنٌ لبيئته ومرآة لما يرى  ويسمع .

مرّةً أخرى علت أصوات الحاضرين، فصار الجميع أفواهًا تنفتح وتنغلق، شارة   التلفزيون، في الخلفية، تعلن عن نشرة الأخبار المركزية ؛ غدي يقف، بشعره الكستنائي الأشعث، ويمد سبابة يمناه، يضغطها نحوي، ويبتسم، ببسمة يتمناها رسام ماهر، ويحاول أن يصيبني في وسط جبيني. كان المستمع الوحيد، لكنّه لم يفهم شيئًا من الصراخ الذي أحاطه، أدار يده وصوّب على وجهنا واحدًا واحدًا، وبدأ يطلق رصاصه ويضحك:" طخ طخ طخ.."

بعد لحظات دخل ابن عمّه كالسهم، لم يعر وجودنا اهتمامًا، فركض باتجاه رفيقه، وأعلمه أن جميع الأولاد متواجدون تحت الدار وسيبدأون للتو بلعبة "الغميضة"، وتساءل عن تخلّفه وعدم وجوده معهم. بلحظة،انسل غدي، كفرس أطلقت إلى الريح، وغاب. شاشة التلفزيون العريضة تتربع في صدر الصالون، على وجه المذيع الذي يسكنها منذ سنوات، تظهر جدّية ممسرحة، وكأنها تنبئ بأن العالم على حافة انهيار وأن غزوًا من الفضاء بات وشيكًا. صور لأم تبكي، تلتها صور لسيّارات اسعاف. "ما أنغشه غدي! " قالت عمّته، فانتبهنا أنه غادرنا ليلعب مع رفاقه، فقطعت "مليكة" وصرّحت مطمّئِنةً: " يا عمي الولد بدو ولد".

"ششششش" طلب أحدهم منا السكوت ليسمع نشرة الأخبار . لم أتحقق من كان المعني بذلك، فبيننا ساد رأي واجماع على عدم سماع نشرات الأخبار، لأنها تصيب المشاهدين بالاحباط والتعاسة، فهي بالعادة تبدأ بتلاوة إحصائيات من قتلوا في العراق وسوريا، وقد يحالف الحظ من قتلوا في اليمن والصومال، وبعدها يجيئوننا بأخبار من رُموا بالرصاص في مدننا وقرانا، وقد ينتهون بمن نحرت وألقيت في بئر مهجورة،أو بعدد من الأطفال الذين ماتوا دهسًا أو غرقًا أو جراء وقوعهم من سطح بيتهم أو في ساحته، وغالبًا يكونون من العرب.

لم يحتدم النقاش، فالجميع سكت بشكل تلقائي.على الشاشة كانت صورة لوجه مألوف يشبه جار لنا، والخبر عنه يفيد أن مجهولين رموه، وهو يتنزه، قبل ساعات، بالرصاص، ليكون هو الضحية الثالثة في ذلك النهار . لبست وجوهٓنا صفرة ٌوساد بيننا وجوم، كسرته "نهاد" التي عادت من مدرستها، تحمل على ذراعيها غديًا، وهو يقبلها بحركات دلع آسرة . انتبهت نهاد لصمتنا، فبادرت تحكي لنا نهفة اليوم، وعندها من الظرافة ما يكفل إضحاكنا. "اليوم في حصة العربي"  قالت " دخل المعلم وسأل طلّاب صفه بحماس، من سيحدثنا منكم عن أبي فراس الحمداني ؟"  لم يتأهب أحد من الطلّاب للإجابة، فأردف المعلم مستفسرًا ويائسًا: "هل تعرفون، أصلًا، من هو أبو فراس الحمداني؟" أجاب جميع الطلاب بالنفي، فسألهم المعلم محبطًا : " من يحدثنا ، إذًا، عن عاصي الحلاني؟ " فرفع جميع الطلاب أصابعهم،  فهنّأهم المعلم وهو يختنق :" عافاكم وحلّى الله أيامكم ومستقبلكم " ودلف مسرعًا خارج الصف وكاد الدم يفر من أنفه.

ضحكنا وضحك غدي وهو على ذراعي أمه. فجأةً، رأيته وهو يستل سبابته، مرّةً أخرى، ويصوّبها نحوي ويطلق بسمته وشفتاه تطبقان وتنفتحان بما يشبه القبلة أو غيرها، فأردتني نغاشته صريعًا. بعد ساعتين حل المساءٌ وكان لونه  رصاصيًا موشحًا بسواد،  فافترقنا إلى مستقبل بدا في ذلك المساء طائشًا .  

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]

تعليقات

إقرأ أيضاً


حين تتسع البيوت وتضيق القلوب بقلم: غزال أبو ريا

حين تتسع البيوت وتضيق القلوب بقلم: غزال أبو ريا

الأربعاء 13/08/2025 21:13

تناقضات الحاضر في عصرنا الحديث، رغم اتساع المساحات المادية من حولنا، تشهد حياتنا تناقضات داخلية عميقة

ما يسبق: الصفقة الجزئية أو الشاملة أم التصعيد؟ بقلم: هاني المصري

ما يسبق: الصفقة الجزئية أو الشاملة أم التصعيد؟ بقلم: هاني المصري

الخميس 07/08/2025 20:00

بعدما بدت الصفقة الجزئية بشأن غزّة في متناول اليد، وتضاءلت فجوات الخلاف حول خرائط الانسحاب ومفاتيح الأسرى والمساعدات الإنسانية والضمانات، فجّر المبعوث...

لغة موحّدة في الملعب التنظيمي ... بقلم: غزال أبو ريا

لغة موحّدة في الملعب التنظيمي ... بقلم: غزال أبو ريا

الأحد 03/08/2025 21:35

في عالم كرة القدم، لا تكفي المهارات الفردية لتحقيق الفوز؛ فالفريق بحاجة إلى لغة موحدة، يفهمها الجميع دون كلمات، وتُترجم إلى حركات، إشارات، ومواقف جماع...

محاولات المصالحة الوطنية: مراجعة نقدية في عمق الانقسام الفلسطيني بقلم : هاني المصري

محاولات المصالحة الوطنية: مراجعة نقدية في عمق الانقسام الفلسطيني بقلم : هاني المصري

الثلاثاء 29/07/2025 21:25

منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في 14 حزيران/يونيو 2007 حين نفذت انقلابا، فيما سُمي منها بـ"الحسم العسكري"، دخلت الساحة الفلسطينية في حالة انقسام سيا...

تحضير ناجع للفريق = انطلاقة ناجحة  بقلم: غزال أبو ريا

تحضير ناجع للفريق = انطلاقة ناجحة بقلم: غزال أبو ريا

الثلاثاء 22/07/2025 20:50

مع انطلاق التحضيرات للدوري، نؤكد على أهمية الإعداد المهني والجماعي للفريق الرياضي، لأن التحضير السليم هو الخطوة الأولى نحو تحقيق الإنجازات.

الوطن العربي في مرآة اللهيب: بين التفكك الداخلي والمواجهات المصيرية بقلم: رانية مرجية

الوطن العربي في مرآة اللهيب: بين التفكك الداخلي والمواجهات المصيرية بقلم: رانية مرجية

الخميس 17/07/2025 19:32

في المشهد العربي الراهن، تتشابك خطوط النار والسياسة، وتتداخل خرائط الأزمات من المحيط إلى الخليج، حيث لم يعد من الممكن عزل حدثٍ عن سياقه الإقليمي أو عن...

بين سماءٍ وأرض بقلم: رانية مرجية

بين سماءٍ وأرض بقلم: رانية مرجية

الخميس 17/07/2025 19:24

بينَ سماءٍ وأرضٍ...

الله يعرفني… وأنا أعرفه… وهذا يكفي بقلم: رانية مرجية

الله يعرفني… وأنا أعرفه… وهذا يكفي بقلم: رانية مرجية

الخميس 17/07/2025 19:16

في زحمةِ الأصوات التي تدّعي امتلاك الحقيقة، وفي عالمٍ تتناهشهُ الطوائف، وتتوزعهُ الشعارات، ويُجزّأ فيه الإله على مقاسات البشر، أقفُ صامتة… مطمئنة… وأق...

الفكر التكفيري المغموس بالسموم والمخدرات.

الفكر التكفيري المغموس بالسموم والمخدرات.

الخميس 17/07/2025 19:07

هذه الحالة الشاذة لاستمرار تواجد إرهابيين داعشيين، تكفيريين متطرفين دينيا، أسوء من النازيين الألمان بكل المقاييس الإنسانية في السويداء، تدفع بكل ذي نخ...

إيران وأميركا... حرب مفتوحة أم تفاوض تحت النار؟ بقلم: هاني المصري

إيران وأميركا... حرب مفتوحة أم تفاوض تحت النار؟ بقلم: هاني المصري

الخميس 26/06/2025 20:04

قبل انقضاء المهلة التي حدّدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب (أسبوعين) لاتخاذ قرار بشأن مهاجمة إيران، نفّذت طائرات وغوّاصات أميركية، فجر الأحد الماضي، ض...

الأكثر قراءة

د.اشرف ابو شقارة: المسنون والأطفال والحوامل ومرضى الأمراض المزمنة هم  الفئات الأكثر عرضه لخطر موجات الحر

الأحد 10/08/2025 14:54

د.اشرف ابو شقارة: المسنون والأطفال والحو...
انتخاب الأستاذ مجيد فراج مديراً للمدرسة الابتدائية على اسم الشاعر سميح القاسم في الرامة

الخميس 21/08/2025 19:54

انتخاب الأستاذ مجيد فراج مديراً للمدرسة...
ألف مبارك تخرج الدكتورة مجد نورالدين الوريكات

الأربعاء 30/07/2025 20:15

ألف مبارك تخرج الدكتورة مجد نورالدين الو...
ساجور: مقتل الشاب ساهر ابراهيم (29 عامًا) اثر تعرضه لاطلاق نار في الرامة

الأثنين 04/08/2025 18:00

ساجور: مقتل الشاب ساهر ابراهيم (29 عامًا...
بريطانيا تقرر الأعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل

الثلاثاء 29/07/2025 22:00

بريطانيا تقرر الأعتراف بدولة فلسطين في س...

كلمات مفتاحية

الأطفال خطر الشاشات تعمل اللمس علي صلالحة، ميرتس، انتخابات، كنيست اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه اعتقال مخدرات العطلة الكبيرة في ذروتها ومعها حالات الغرق برك السباحة الشرطة التركية عمليات ارهابية قرص مجلس الكنائس الاسترالية يدين تعدي الجيش الاسرائيلي المطران عطا الله اطلاق رصاص اعتقال معليا جنين قوات فلسطينيين امنيه الجلمة حكومة اسرائيل تقرر مساعدة الوسط العربي حل رموز قضية مقتل المرحوم خير عبد الرحيم ذياب طمره
  • أخبار محلية
  • الرامة
  • المغار
  • عيلبون
  • دير حنا
  • سخنين
  • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
  • رياضة محلية
  • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
  • مـسـلسـلات
  • مسلسلات كرتون
  • مسلسلات رمضان 2019
  • مسلسلات رمضان 2017
  • افلام
  • افلام كرتون
  • افلام تركية
  • افلام هندية
  • فنانين محليين
  • برامج تلفزيون
  • منوعات
  • رقص النجوم 3
  • حديث البلد - موسم 7
  • تراتيل جمعة الالام
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • للاعلان لدينا
  • شروط الأستخدام
© جميع الحقوق محفوظة 2025
Megatam Web Development