ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمحاولات اسرائيل تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي والحرم الابرهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية محذرا من تقسيم الحرم القدسي زمانيا ومكانيا، كما حذر الحكومة الإسرائيلية من مخاطر تحويل الصراع السياسي صراعا دينيا. وقال: "ذاهبون قريبا الى مجلس الامن لعرض القضية برمتها عليه".
جاء في تصريحات صحافية لعباس امس في مقر الرئاسة برام الله: "أن التصرفات الإسرائيلية تحاول أن تجعل الصراع صراعا دينيا. نحن نعرف، وكذلك العالم، خطورة استعمال الدين في الصراعات السياسية، وتحويلها صراعات دينية، لذلك على إسرائيل أن تنتبه لهذا، وأن تفهم أن مثل هذه الخطوات محفوفة بالمخاطر عليها وعلى غيرها". ولاحظ أنه "تتزايد هذه الأيام الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك، يقودها المتطرفون والمستوطنون برعاية الحكومة الإسرائيلية. في كل يوم نجد هؤلاء يحاولون الدخول إلى المسجد بكل الوسائل من أجل أن يثبتوا ما يريدون كأمر واقع، والأمر الواقع الذي تسعى إليه إسرائيل هو التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، بحجة أن لها فيه نصيبا، وهي حجج واهية وكاذبة، وتحريف للتاريخ الذي نعرفه جميعا".
وأضاف: "كذلك ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي في الحرم الابرهيمي، اذ تمنع الصلاة فيه يوميا، وكأنها تريد أن تلغي الوجود الإسلامي لهذا الحرم. هذه التصرفات التي تقوم بها إسرائيل لن تقبل إطلاقا... نحن على اتصال دائم مع أشقائنا في المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المغربية رئيسة لجنة القدس، لاتخاذ الإجراءات العربية والإسلامية الضرورية لذلك. كذلك سنذهب إلى الأمم المتحدة، وإلى مجلس الأمن لنعرض هذه الإجراءات". وكان عشرات من الفلسطينيين اصيبوا امس بحالات اختناق نتيجة اطلاق الشرطة الاسرائيلية قنابل الغاز المسيل للدموع داخل المسجد الجنوبي في الحرم القدسي، كما اصيب 20 شابا بالرصاص المطاط وشظايا القنابل الصوتية التي اطلقتها الشرطة الاسرائيلية على الفلسطينيين داخل الحرم لدى تصديهم لمحاولات متزمتين يهود اقتحام الحرم والصلاة فيه، وهو ما تكرر في الآونة الاخيرة وتكثف مع الاعياد اليهودية. ودارت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين ورجال الشرطة الاسرائيلية امتدت الى محيط الحرم. وطالب الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني السلطات لاسرائيلية بـ"وقف حملتها الشعواء على المسجد الاقصى وموظفي الاوقاف والمرابطين فيه والمصلين المؤمنين المعتكفين داخله". وقال ان" استمرار اسرائيل بهذا النهج من الاعتداءات قد اصبح ابرز ذرائع التطرف والارهاب الديني في المنطقة".
معابر غزة على صعيد آخر، صرح رئيس "هيئة الشؤون المدنية" الفلسطيني حسين الشيخ بأن "تفاهمات القاهرة الايجابية انعكست على قرارات فتح المعابر في قطاع غزة حيث تم الاتفاق على عودة السلطة لتسلم كل المعابر الفاصلة مع اسرائيل". وتوقع "ان تتولى اطقم السلطة الفلسطينية مهماتها بداية الأسبوع المقبل على ان يكون العاملون من قطاع غزة والضفة الغربية". وأفاد "انه تم الاتفاق مع اسرائيل على توسيع معبر كرم أبو سالم والبحث في فتح المنطقة الصناعية، كما اتفق مبدئيا على عودة عدد من عمال قطاع غزة للعمل في اسرائيل". ومن المقرر ان تجتمع حكومة التوافق الفلسطينية برئاسة رئيسها رامي الحمد الله في مدينة غزة اليوم الخميس في أول اختبار حقيقي للمصالحة الوطنية الفلسطينية.
[email protected]