أفادت مصادر اعلامية بأن مواجهات تجددت بين المحتجين وشرطة مكافحة الشغب في ساحة رياض الصلح قرب مبنى الحكومة وسط العاصمة اللبنانية بيروت، حيث حاول المحتجون تخطي الحواجز الحديدية أمام مبنى الحكومة، كما أغلق المتظاهرون مدخل ساحة الشهداء وسط بيروت بالإطارات المطاطية.
وأفادت مصادر اعلامية أن المحتجين الغاضبين حطموا لافتات وأزالوا صور عدد من المسؤولين في بعض المناطق اللبنانية، علما بأن دائرة الاحتجاجات اتسعت إلى جميع المحافظات في البلاد.
إلى ذلك، أكد الحراك الشعبي استمرار التظاهرات يوم الجمعة في جميع أنحاء لبنان حتى إسقاط الحكومة، ودعا إلى إضراب عام في كل المؤسسات.
جدير بالذكر أن الجيش اللبناني نشر تعزيزات عسكرية على الطرقات الرئيسة بين المحافظات.
هذا، وتعقد الحكومة اللبنانية اجتماعا برئاسة الرئيس ميشال عون يوم الجمعة لمناقشة الأوضاع في البلاد.
جدير بالذكر أيضا أن مئات اللبنانيين الغاضبين خرجوا في تظاهرات مساء امس الخميس بعد إقرار الحكومة ضرائب جديدة، آخرها رسم مالي على الاتصالات المجانية عبر تطبيقات الهاتف، والتي تتمثل بفرض رسوم بقيمة 20 سنتا يوميا على المكالمات الهاتفية عبر التطبيقات المجانية مثل"واتساب" و"فيسبوك" و"سكايب" وغيرها ، وتوجه الحكومة لفرض ضرائب أخرى بهدف توفير إيرادات جديدة لخزينة الدولة في ظل أزمة اقتصادية خانقة.
وتصاعدت نقمة الشارع في لبنان خلال الأسابيع الأخيرة إزاء احتمال تدهور قيمة العملة المحلية التي انخفضت قيمتها في السوق السوداء مقابل الدولار، وفرض المصارف عمولة على السحب بالدولار الذي شح في السوق. وردد المتظاهرون شعارات مختلفة ، من بينها " الشعب يريد اسقاط النظام ".
وفي وسط بيروت، كما في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي مناطق أخرى، حمل المتظاهرون أعلام لبنان ورددوا شعارات عدة بينها "الشعب يريد إسقاط النظام"، واتهموا أركان الدولة جميعا بالسرقة والفساد وإبرام صفقات على حساب المواطنين، كما أقدموا على إشعال الإطارات وقطع الطرق في مناطق عدة في بيروت ومحيطها.
وأصدر رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، الخميس، قرارا عاجلا بعد اشتعال الاحتجاجات التي اندلعت في بيروت وعدة مناطق أخرى، على خلفية قوانين الضرائب الجديدة المفروضة على تطبيق التراسل الفوري "واتسآب" وأمثاله.
نقلت قناة "الجديد" اللبنانية عن وزير الاتصالات اللبناني، محمد شقير، قوله إنه تلقى اتصالا من رئيس الوزراء اللبناني، بشأن الدراسة المرتبطة بضريبة "واتسآب".
وقال شقير "الرئيس الحريري، طلب إيقاف الدراسة المتعلقة بواتسآب، وعدم تنفيذ أي شيء ولا رسوم إضافية على واتسآب ولا ما شابه واتسآب".
كما قال وزير المالية، علي حسن خليل "من حق الناس التعبير عن رفضها بطريقة سلمية، ومن المهم أيضاً أن تعرف الناس أننا لم نوافق على أي قرار حول واتسآب بالأمس، ولا حول غيره من الضرائب".
وتابع "ملتزمون بالموازنة الخالية من الضرائب، كما قدمناها لمجلس الوزراء".
وتجمّع مئات اللبنانيين، يوم الأحد الماضي، وسط مدينة بيروت ومناطق أخرى من العاصمة، احتجاجاً على قرار الحكومة اللبنانية فرض ضرائب جديدة طالت قطاع الاتصالات والوقود.
وسار مئات المتظاهرين الغاضبين وسط بيروت، بعدما قطعوا جسر "الرينغ" الأساسي في العاصمة اللبنانية، في إطار حركة احتجاجية وُجّهت الدعوات إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من دون أن تحظى بأي غطاء سياسي.
ومعظم المتظاهرين ينتمون إلى مجموعات من المجتمع المدني، بجانب مواطنين لبوا الدعوة إلى التظاهر بعدما كشفت الحكومة اللبنانية عن ضرائب جديدة في إطار المناقشات التي تجري لإعداد موازنة العام 2020.
وفي ضاحية بيروت الجنوبية، قطع عدد من المحتجين الطريق عند نقطة المشرفية، فيما سجلت تحركات مشابهة عند طريق خلدة (جنوب بيروت) ومدينة صيدا (جنوبي لبنان).
وتفاعل رواد وسائل التواصل الاجتماعي مع المظاهرات التي اندلعت وسط بيروت احتجاجا على فرض ضرائب جديدة، حيث قال أحد المستخدمين "تحرك الشارع هو تعبير صادق من وجع المواطنين وفرض الضرائب وغلاء المعيشة"
وقالت وسائل الإعلام اللبنانية إن وليد جنبلاط، زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، عرض على رئيس الوزراء سعد الحريري تقديم استقالته من منصبه، وذلك بسبب التظاهرات التي تشهدها البلاد.
وأضافت أن جنبلاط اتصل بالحريري وعرض عليه أن تقدم الحكومة استقالتها، مشيرا إلى أنه إذا سقطت الحكومة لن تدخل البلاد في حكومة وحدة وطنية.
ودعا نشطاء لبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي لإضراب عام اليوم الجمعة في مختلف المدن اللبنانية.
وتشهد العديد من المدن اللبنانية تظاهرات احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري
[email protected]