لا شيء يرعب الرجال أكثر من أمر يهدد خصوبتهم، أو شيء يرون فيه إهانة أمام النساء، كأن يكون الرجل عاجزاً أو تتضرر خصوبته.
وقد باتت بعض الأمراض المنتشرة تهدد خصوبة الرجال، ومنها سرطان البروستاتا، الذي أصبح من الأمراض الشائعة عند الرجال، ويظهر عادة بعد عمر الستين وتزيد نسبته بصورة كبيرة عند بلوغ الثمانين، لكن هناك عوامل تجعله مهدداً للشباب أيضاً.
أعراض
البروستاتا غدة تناسلية ذكرية توجد أسفل البطن وتحيط بالإحليل في مكان خروجه من المثانة، وهي تشبه حبة الجوز في شكلها، وتعد المسؤولة عن إنتاج السائل المنوي الذي يغذي الحيوانات المنوية.
وتتفاوت أعراض المرض حسب مراحل تكون السرطان، ففي المراحل الأولى، التي يكون فيها المرض محصوراً في حدود الغدة، قد لا تكون الأعراض ظاهرة، ومع تطوره تظهر على هيئة مشاكل في التبول ناجمة عن الضغط الذي يشكله الورم السرطاني على المثانة أو على الإحليل.
وتتمثل الأعراض في صعوبة التبول، أو خروج البول بشكل متقطع، أو الشعور بعدم تفريغ المثانة بالكامل، أو ضعف تدفق البول، وقد ترافق هذه الأعراض اعتلالات أخرى في البروستاتا مثل الالتهاب الحاد أو المزمن.
ويمكن أن تترافق مع سرطان البروستاتا أعراض أخرى، مثل ظهور دم في البول، أو في السائل المنوي، أو ألم في الحوض، أو تورم في الساقين، أو آلام في العظام والعمود الفقري، في المراحل المتقدمة للمرض.
أسباب
ليس معروفاً حتى الآن السبب الدقيق لسرطان البروستاتا، ويرى الباحثون أن عوامل مختلفة مسؤولة عن تطور المرض، وتشكل مفتاحاً لفهمه، وأهم هذه العوامل:
- السن: فعند تجاوز الرجل 50 عاماً يرتفع مستوى خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
- الوراثة: وجود سرطان البروستاتا لدى أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى (الأخ أو الأب)، يزيد احتمال الإصابة بالمرض، إذ تشير الدراسات إلى أن 5 % إلى 10 % من حالات سرطان البروستاتا هي لمن لديهم إصابات في نفس العائلة، لكن العلماء يؤكدون أن هذا السرطان غير معدٍ ولا يمكن أن ينتقل من شخص لآخر.
- العرق: يلعب العرق دوراً في سرطان البروستاتا، إلا أنه دور ثانوي، فهذا المرض منتشر في الغرب أكثر من الشرق، خاصة لدى أصحاب البشرة السوداء.
- الهرمونات: يلعب هرمون التوستسترون الدور الأهم في تكاثر خلايا البروستاتا، فبدونه لا يحدث السرطان، وبالتالي فإن الرجال الذين لا يفرز لديهم الهرمون لسبب ما، كاستئصال الخصية مثلاً، لا يصابون بسرطان البروستاتا.
- التغذية: لها أهمية في زيادة نسبة حدوث سرطان البروستاتا، إذ إن التغذية الغنية بالدهون والمفتقرة إلى الخضراوات والألياف تزيد من احتمال الإصابة.
مضاعفات
أكثر المضاعفات هي الأثر النفسي والجسدي على المريض، وقد تكون أيضاً من نتيجة العلاج، ومنها: الاكتئاب وأوجاع الحوض المزمنة وصعوبات في التبول وفقدان السيطرة على البول، وضعف الأداء الجنسي أو العجز الجنسي التام، وانتشار السرطان إلى أماكن أخرى في الجسم وحدوث كسور في العظام.
العلاج
يختلف علاج سرطان البروستاتا وفقاً لمرحلة انتشار المرض، ويتباين بين الحالات الموضعية والمنتشرة والمتقدمة، ويشمل:
- الهرموني: مجموعة من الأدوية هدفها خفض مستوى الهرمونات الذكرية، ويستخدم في الحالات الموضعية المتقدمة، أو في الحالات المنتشرة من سرطان البروستاتا.
- الكيميائي: أدوية تبطئ تكاثر خلايا السرطان أو توقفه كلياً، وتمكن من علاجه كلياً أو جزئياً، إلا أن لهذه الأدوية أعراضاً جانبية، خاصة على الأنسجة التي تتكاثر خلاياها بسرعة كخلايا الدم والجهاز الهضمي وغيرها. ويستخدم العلاج الكيميائي في الحالات المتقدمة والمنتشرة، أو يكون علاجاً إضافياً للعمليات الجراحية في الحالات الموضعية.
- الجراحة: هدف العمليات الجراحية هو استئصال الورم من غدة البروستاتا، أو استئصالها كلياً.
- العلاج بالأشعة: توجيه أشعة سينية عالية الطاقة إلى العضو المصاب بالسرطان للقضاء على الخلايا السرطانية •
[email protected]