أعلنت أنقر عن بدء العملية العسكرية شمال شرقي سوريا، حيث صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالقول إنّ "العملية تستهدف تنظيمات إرهابية"، على حد تعبيره.
وأطلق الرئيس التركي على العملية اسم "نبع السلام"، مشيرًا إلى أنّ "الجيش أطلق العملية العسكرية ضد تنظيمي (بي كا كا) و ( داعش ) الإرهابيين"، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. وصرّح مسؤول أمني تركي بالقول لإنّ:"العملية التركية في سوريا بدأت بضربات جوية وستدعمها نيران المدفعية".
وذكرت وسائل إعلام أجنبية أنّ الجيش التركي قصف عدة مواقع لأكراد سوريا شمالي البلاد، فيما سادت حالة من الذعر بين المدنيين.
واشار محللون إلى أنّ تركيا إنشاء ما تسميه "منطقة آمنة" على طول حدودها الجنوبية مع سوريا، والتي يسيطر عليها حاليا المقاتلون الأكراد السوريون، المعروفون باسم وحدات حماية الشعب.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب جماعة إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يقاتل منذ 35 عاما ضد الدولة التركية، كما تنظر أيضا إلى المنطقة، التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب بأنها "تهديد وجودي".
وطالب أردوغان بإقامة "منطقة آمنة" يبلغ عمقها 30 كيلومترا وتمتد لأكثر من 480 كيلومترا باتجاه الحدود العراقية، وكان يأمل في البداية بالقيام بذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة، لكنه شعر بالإحباط إزاء ما اعتبره تكتيكات متأخرة من قبل الولايات المتحدة.
وبمجرد تأمين المنطقة، تسعى تركيا الى إعادة توطين مليوني سوري فروا من بلادهم الى تركيا بسبب النزاع في وطنهم، ومن غير الواضح كيف ستتم عملية إعادة توطين ضخمة كهذه، فيما حذرت جماعات حقوق الإنسان من أن أي تصعيد للقتال في المنطقة يمكن أن يؤدي إلى تشريد مئات الآلاف من الأشخاص.
وتحدث أردوغان، وفقا لـ"أسوشيتيد برس"، عن خطط لبناء مدن وقرى ومستشفيات ومدارس، لكنه يقول أيضا إن تركيا، التي أنفقت بالفعل حوالي 40 مليار دولار على اللاجئين، لا تستطيع فعل ذلك بمفردها. وقال إنه سيعقد مؤتمرا للمانحين للمساعدة في تحمل التكلفة ودعا الدول الأوروبية إلى تحمل العبء، محذرا من أن تركيا قد تضطر إلى فتح "البوابات" لتدفق المهاجرين إلى الدول الغربية.
[email protected]