تستمر الاجواء المتوترة والمشحونة في مختاف المحافظات المصرية وخصوصًا في العاصمة القاهرة، حيث شهدت ليلة الجمعة - السبت تظاهرات غاضبة ضد الرئيس عبدالفتاح السيسي ومركزها في ميدان عبدالمنعم رياض المتاخم لميدان التحرير بوسط القاهرة.
وأكّدت مصادر أنّ قوات الأمن المصرية أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين بوسط القاهرة، كما استخدمت القوات قنابل الدخان لتفريق المتظاهرين بعدما وصل عددهم لبضع مئات، فيما ألقي القبض على عدد منهم. وهتف المتظاهرون "ارحل يا سيسي"، "قول متخفش السيسي لازم يمشي" و"الشعب يريد إسقاط النظام".
وشهدت العاصمة المصرية تواجدًا مكثفًا لقوات الشرطة المدنية والشرطة العسكرية التابعة للقوات المسلحة لمنع التظاهرة التي بدأت بأعداد قليلة قبل أن تأخذ أعدادها في التزايد. ويرجح أن هذه الاحتجاجات تأتي كرد فعل على مزاعم فساد ظهرت في الفترة الأخيرة.
وفي سياق متصل، اكّدت مصادر صحفية مصرية أنّ السيسي غادر القاهرة مساء الجمعة متوجها إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المقرر أن يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء 25 سبتمبر/أيلول الجاري، كما يلتقي بعدد من قادة دول العالم على هامش اجتماعات الجمعية العامة.
وفي أعقاب سفر السيسي، دارت تساؤلات وتحليلات على منصات التواصل الاجتماعي، بين من يرى أن هذه الخطوة ربما تهدف لإظهار ثقة السيسي في استقرار نظامه وولاء الجيش والأجهزة السيادية له، ومن اعتبروها هروبا من مواجهة محتملة مع بعض أجنحة نظامه، أو مع احتجاجات محتملة في الشوارع.
وفي العودة إلى التحركات الشعبية، فهي تأتي بعد قيام الممثل والمقاول محمد علي بنشر مقاطع فيديو على الإنترنت يتهم فيها السلطات بإهدار ملايين الجنيهات على قصور وفيلات وفنادق فاخرة بينما يعاني المواطنون من الفقر وتطبيق إجراءات تقشف خلال السنوات القليلة الماضية. ونفى الرئيس السيسي صحة تلك الادعاءات، واصفا إياها بأنها "كذب وافتراء".
وبث محمد علي أول فيديو له في الثاني من سبتمبر/ أيلول الجاري من إسبانيا. ودعا مؤخرا المصريين إلى تنظيم مظاهرات ضد السيسي .
يشار إلى أنّ السيسي انتخب رئيسا لأول مرة في 2014 بعد حصوله على 97 في المئة من أصوات الناخبين، ثم أعيد انتخابه لولاية ثانية بعد ذلك بأربع سنوات. وصوت المصريون لصالح تعديلات دستورية في إبريل/ نيسان الماضي قد تسمح للسيسي بالبقاء في السلطة حتى عام 2030.
[email protected]