تحدث الشاب مجد محمد خالد بدارنة زميل المرحومة اية نعامنة من عرابة واحد الطلاب الذين كانوا معها ضمن الوفد في الرحلة الى صحراء أثيوبيا عن اللحظات الاخيرة التي جمعتهم مع المرحومة اية ولحظة فقدان اثارها.
حيث باتت ملامح الحزن على وجه الطالب الجامعي مجد بدارنة والذي اخذ بالحديث عن عملية البحث والانقاذ وتفاصيل العثور على الطالبة المرحومة جثة هامدة .
وقال الطالب الحزين مجد محمد خالد محمد :" من باب حب المساعدة ، مساعدة اي مجتمع ، قررنا ان نشترك مع اية في هذه الدورة التي نظمها التخنيون في اثيوبيا. انضممنا اليهم في 20/7 ، والدورة انتهت في 14/8 ، اية سافرت الى هناك (اثيوبيا ) لتتعلم كيف ممكن ان تساعد الناس وتُفيد المتجمع . قررنا ان نخرج بعد انتهاء الدورة الى هذا المسار ، نحن 6 طلاب من البلاد ، كنّا جميعا سعداء واية بشكل خاص ، كانت سعيدة جدا في الرحلة . يوم السبت حدث ما حدث .. ضاعت اية وانتهى الموضوع وبعد 24 ساعة توفت ".
واستذكر مجد اللحظات الاخيرة من الرحلة مع اية قائلا :" خلال المسار انفصلت الفرقتان .. خرجنا الى المسار ، كان الطقس حارا جدا ، كان هناك ناس من كل ارجاء العالم التقوا في المكان .. في منتصف المسار قرروا الفصل بين الفرقتين ، هناك اناس تعبوا من شدة الحرّ وقرروا العودة ، وهناك انفصلنا ، اية قررت ان تعود مع الفرقة التي قررت ان تعود وألا تكمل المسار . لا اعرف ما حدث هناك . استغرق حوالي ساعة حتى عدنا الى المخيم الرئيسي حيث كنا سنلتقي . رجعت وسألت عن اية واكتشفت انها ليست هناك ".
وتابع :" بعد ان ادركنا بان اية ليست موجودنا ، صعدنا الجبل مرة اخرى ، ولم تكن قد وصلت بعد فرق الانقاذ . المرشدون الذين رافقونا والسكان المحليون ، اشتركوا معنا في البحث ، الجميع كانوا يصعدون وينزلون ( الجبل ) ، للبحث عن اية ، الطقس كان حارا للغاية ، ورغم ذلك الكل ثابر وواصل البحث حتى ان الطلاب الذين كانوا معنا في التخنيون ألغوا كل برامجهم .. يوم الاحد صباحا ، وصل طاقم " ماجنوس " من البلاد ، مع طائرات مسيرّة وبدأوا البحث .. ".
" احد اعضاء فرق البحث اطلق رصاصة بالهواء ..عرفنا انهم عثروا على اية "
حول تلقي النبأ المفجع ، قال مجد وقد بدا التأثر الشديد عليه :" احد اعضاء فرق البحث اطلق رصاصة بالهواء ، وعندها علمنا انهم عثروا على اية وبعد 20 دقيقة ، وصل احدهم وأبلغنا بانهم عثروا عليها فعلا . عثروا عليها وحيدة " .
وحول ملابسات وظروف الوفاة قال :" التقرير الاولي يشير الى انها وقعت عن "حفّة " ، لا تزيد عن نصف متر وليس كما قال كل الاعلام ، حين سقطت اصيبت برأسها ".
" اية كانت من اروع الناس في العالم "
وردا على سؤال حول طبيعة المنطقة وتضاريسها ، قال مجد :" درجة الحرارة هناك مرتفعة جدا ، من ناحية تضاريس هي صحراء ، لا يوجد ظل او شجر لتفادي الحر ، التلة نفسها تتميز بظواهر جيولوجية غريبة ، مثلا مياه مع كبريت ، دخان .. المنطقة صعبة جدا ، ولكنها معروفة والكل يذهب الى هناك لزيارتها ".
وعن زميلته الراحلة ، قال :" اية كانت من اروع الناس في العالم ، خرجت للرحلة لتتعلم كيف تساعد الناس ، كيف تفيد الاخرين ، كانت سعيدة جدا .. وفي نفس يوم وفاتها كانت تتحدث عن افكارها لتفيد ليس فقط مجتمعها بل كل المجتمعات ".
[email protected]