قالت مجلة Time الأطفال يحبون الحلوى بالطبع، كذلك الكثير من البالغين، تؤكد جوليانا كوهين، أستاذة التغذية المساعدة، بمدرسة الصحة العامة بجامعة هارفارد، أنه حتى خلال فترة الرضاعة، يتمتع المواليد الجدد بتفضيل فطري لحليب الأم بسبب حلاوته.
قالت "كوهين"، إن الأطعمة السكرية، مثل الفواكه، أو العسل، آمنة وغنية بالسعرات الحرارية ، لقد ربطت الدراسات مرارًا وتكرارًا بين النظم الغذائية عالية السكر، ومعدلات مرتفعة من السمنة ومرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب، ويبدو أن "السكريات المضافة"، وهو النوع الذي تضيفه الشركات المصنعة للمواد الغذائية إلى المنتجات المصنعة، أو المعبأة، غير صحي بشكل خاص، على عكس ما هو موجود بشكل طبيعي.
يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ، بأن يحد البالغين من تناولهم للسكر المضاف إلى أقل من 10% من السعرات الحرارية اليومية، ووجدت دراسة أجريت عام 2014 في" JAMA Internal Medicine "، أن الأشخاص الذين تجاوزوا هذا الحد اليومي زادوا من خطر الوفاة، بسبب أمراض القلب بنسبة 30 % على الأقل.
تشير الكثير من الأبحاث التي أجريت حتى الآن إلى أن ابتلاع كميات مفرطة من السكر أمر بالغ الخطورة على الأطفال مثل البالغين، يوصي كل من مركز السيطرة على الأمراض، والدلائل الإرشادية الخاصة بالحمية الغذائية للأمريكيين، بأن يحصل الأطفال في عمر سنة، وما فوق على أقل من 10% من السعرات الحرارية اليومية من السكر، مثل البالغين، وفي الوقت نفسه، توصي جمعية القلب الأمريكية (AHA) بعدم تناول الأطفال في سن الثانية أو أقل على سكر إضافي في نظامهم الغذائي على الإطلاق، لكن الأبحاث التي قدمها علماء مركز السيطرة على الأمراض في العام الماضي، وجدت أن 60 % من الأطفال دون سن 12 شهرا، يستهلكون على الأقل بعض السكر المضاف، وأن متوسط كمية السكر المضافة يوميا بين الأطفال، ما بين 1 و 2 سنة تتراوح بين 5.5 إلى 7 ملاعق صغيرة، والتي تصل لحوالى 23 و 29 جراما، تقريبا.
وقالت المجلة ، أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، أي الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 18 عامًا، تقول جمعية القلب الأمريكية ،" AHA "، إن تناول السكريات المضافة يوميًا، يجب ألا يتجاوز 25 جرامًا، أي ما يعادل 6 ملاعق شاي تقريبًا.
وأضاف أنه لسوء الحظ، تظهر البيانات التي جمعها مركز السيطرة على الأمراض، أن الطفل الأمريكي العادي، بين عامي 2009 و 2012، كان يستهلك 19 ملعقة صغيرة من السكر يوميًا، وهذا بحسب العمر، يستهلك الطفل العادي في مكان ما بين 11 % و 17 % من السعرات الحرارية اليومية له، في شكل سكر مضاف.
كيف يكون السكر ضارًا بالأطفال؟
لقد وجد بحث "كوهين"، أن الأطفال الصغار الذين يتناولون المشروبات المحلاة بالسكر المضاف، وكذلك الأطفال المولودين لأمهات شربوا هذه المشروبات أثناء الحمل، يحققون نتائج أسوأ في اختبارات ذكاء الطفولة، قد يكون تناول شراب الذرة عالي الفركتوز، وهو محلي يظهر في العديد من المشروبات المحلاة صناعياً، وكذلك في العديد من الحلوى المعبأة ضارًا بشكل خاص، تقول كوهين: "يبدو أن شراب الذرة عالي الفركتوز قد يؤثر على وظيفة جزء مهم من المخ خلال فترات هامة من التطور، يلعب هذا الجزء فى المخ دورًا مهمًا في التعلم وتكوين الذاكرة.
وجدت دراسة أجرتها جامعة بوردو عام 2018 ،أن أكبر مصدر للسكر في النظام الغذائي للأطفال العاديين هو المشروبات السكرية، مثل عصير الفاكهة، والمشروبات الغازية، والمشروبات الرياضية. وجدت دراسة ذات صلة صدرت عام 2015 في مجلة Nutrition ،أن الأطفال الذين تناولوا الصودا، وعصير الفاكهة، والمشروبات السكرية الأخرى، يزيد وزنهم عن الأطفال الذين لم يتناولوا هذه المشروبات السكرية، عندما قام بعض الأطفال في الدراسة بتبديل عصير السكريات، أو الصودا بالحليب أو الماء، كانت أوزانهم تنخفض، لقد وجدت المزيد من الأبحاث، أنه مع زيادة تناول السكر المضاف للطفل، يزداد خطر إصابة هذا الطفل بارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكبد الدهنية، والسكري من النوع الثاني.
[email protected]