في يناير 2007 تحدث "ستيف جوبز" عن الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية ووعد بإطلاق "آيبود" يعمل باللمس وجوال ثوري و"درايف" إنترنت خارق، لكنهم لم يكونوا ثلاثة أجهزة، كانوا فقط "آيفون".
وقد كان من النادر أن تطلق شركة ما جهازاً ثورياً، لكن "آبل" كانت قد أطلقت أجهزة ثورية أخرى بالفعل ابتداءً من كمبيوتر "آيماك" ثم مشغل الموسيقى مع "آيبود". وقد ألغت بذلك لوحة المفاتيح والأقلام المادية التي يهيمن عليها "بلاك بيري"و"موتوريلا".
التكنولوجيا فقط ليست كافية:
تميز "آيفون" الأصلي بشاشة 3.5 بوصة بدقة 280x320 وبلوتوث و"واي فاي" وسعة تخزين 4 و8غيغابايت، وجهاز استشعار للضوء وللحركة لتغيير وضع الشاشة عندما تميل بالإضافة لكونه الأفضل قدرة على تصفح الإنترنت والخرائط المتنقلة على الجوال، لكنه كان يفتقر لجهاز تحديد المواقع GPS ولم تكن تتوافر فيه بطارية قابلة للاستبدال مما آثار استياء المستخدمين بالإضافة لغياب نظام الملفات المكشوفة والتي تتيح نسخ وكتابة البيانات ثم يأتي السعر أيضاً ليكون عقبة حيث تم عرضه في الأسواق بـ499 دولاراً للموديل، سعة 4غيغابايت و599 دولاراً للموديل سعة 8 غيغابايت وهي أسعار لم تكن موجودة
من قبل مما جعل "آبل " تعجز عن المنافسة خصوصاً مع جهاز "موتورولا".
تقديم الأقل للحصول على الأكثر:
في 6 يونيو 2007 أعلن "ستيف جوبز" عن إطلاق إصدار جديد من "آيفون" والذي يمكن اعتباره بكل المقاييس كمبيوتر محمول وله واجهة ذكية تعمل باللمس سواء بالأصابع أو بالأقلام، ورغم النواقص العديدة إلا أنه كان صيحة ليس فقط في سوق الجوال ولكن في الوسائط المتعددة أيضاً، كان سهلاً جداً وبسيطاً جداً ويقدم كل شيء يريده المستخدم.
وفي سبتمبر 2007 أعلن "جوبز" في الحفلة الموسيقية في شركة "آبل" لفرقة "ذا بييت" أنهم سيوقفون إنتاج الموديل سعة 4 غيغا وسيخفضون سعر موديل الـ8 غيغا إلى 399 دولاراً فقط، وأظهرت استطلاعات الرأي الرضاء التام للمستهلكين عن "آيفون" الجديد سعراً وشكلاً وإمكانيات وأكد "ستيف جوبز" المدير التنفيذي لـ"آبل" أن لديه منتج "صاروخ" ويطمح أن يصل لمستهلكين أكثر فأكثر، ورغم إن السعر لا يزال أعلى من إمكانيات الكثيرين إلا أن المياه الراكدة قد تحركت.
ازدراء المنافسين:
تعرض "آيفون" بشدة لانتقاد العاملين في مجال الهواتف الذكية مثل "إد كوليغان" الرئيس التنفيذي السابق لـ"بالم" حيث هاجم "آبل" بشدة لتحولهم من إنتاج الكمبيوتر إلى الجوال. وحتى "ستيف بالمر" الرئيس التنفيذي السابق لمايكروسوفت انتقد "آيفون" الجديد قائلاً إنه الأغلى حيث يستطيع الناس الحصول على موتورلا بـ99 دولاراً فقط. لكن "آبل" خفضت السعر ليصبح تنافسياً وكان "بالمر" محقاً وقتها لكنه أخفق في توقع المستقبل ليترك منتج مايكروسوفت في المرتبة الثالثة. وأيضاً "مايكلازاريديس"، الرئيس التنفيذي السابق لـRIM والتي أصبحت الآن "بلاكبيري" انتقد تركيز "آبل" على التصميم والشكل مضحية بمزايا أخرى، ولكن يا للسخرية، حيث عرف المستهلكون قيمة "آيفون" بعد ذلك، وفي يونيو 2008 عندما توقف إنتاج "آيفون" الأصلي كان إجمالي المبيعات قد وصل لـ6 مليون جهاز حيث لا يدل الرقم فقط على مبيعات تنافسية ولكن يدل على تغير فكر وعقل المستهلك.
[email protected]