بثت القناة العبرية العاشرة، مساء السبت، تقريرا مطولا حول عملية كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس التي قتل فيها 13 جنديا من بينهم ضباط كبار في اشتباكات عنيفة وقعت على أطراف حي الشجاعية شرق مدينة غزة خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
وظهر في التقرير عدد من الجنود الذين شاركوا في العملية وأصيب بعضهم جراء تلك العملية التي وصفتها القناة بـ "اليوم الأسود" للجيش الإسرائيلي.
وقالت القناة انها "كانت واحدة من أكثر المعارك دراماتيكية خلال عملية /الجرف الصامد/، بل أنها كانت واحدة من أحلك أيام الحرب البرية في غزة حين فقدت إحدى كتائب لواء جولاني 13 جنديا وضابطا من أفرادها في ثلاثة حوادث منفصلة في آن واحد على حدود الشجاعية".
وقال أحد الجنود المصابين: "كانت ليلة كر وفر. كانت تمر علينا لحظات ومشاهد صعبة. جنود جرحى وآخرين قتلى، لن ننسى تلك الصور أبداً حتى آخر يوم في حياتنا".
وقال معلق القناة العبرية العاشرة في التقرير: "كانت الليلة الأصعب في حياة جنود جولاني، كانت معالم الحي تظهر وكأن الحرب العالمية الثانية وقعت هنا. جميع قيادة الكتيبة والوحدة التي دخلت لأطراف الشجاعية قتلت وأصيبت في تلك المعركة التي تشبه معركة بنت جبيل في جنوب لبنان".
ويقول جندي آخر أصيب ايضا في عملية الشجاعية: " في كل لحظة كان يتم إطلاق النار علينا، كنا في أحد المنازل وهم في منزل مقابلنا تماما، يطلقون النار ونحن نطلق من جهتنا، ألقينا عليهم القنابل اليدوية وكنا نسمع أصوات صراخهم (يقصد المقاومين) لكن بعد ثوانٍ معدودة يخرجون مرةً أخرى ويطلقون علينا النار والصواريخ المضادة، ومع كل صاروخ يصيب النوافذ من حولنا نرى كل شيء أسود، ثم فجأة توقف إطلاق النار لدقائق ولم نعد نرى شيئا.. مرت دقائق معدودة بدأ فيها قائد الكتيبة ونائبه بإلقاء التعليمات إلينا بالحذر الشديد حتى فوجئنا بعدد كبير من القذائف تصيبنا في أعلى المنزل، وتصيب زملائنا الجنود في الطابق السفلي، فسمعنا الصراخ ونزلنا للأسفل فوجدنا قائدنا قد قتل مباشرة".
ويضيف ذات الجندي: "رغم أننا كنا نرى رفاقنا يقتلون ويجرحون أمامنا إلا أننا أطلقنا النار باتجاه مقاتلي حماس، ولكنهم لم يتوقفوا عن الهجوم ضدنا، وكانت العديد من الصعوبات تواجهنا بسبب الإصابات المباشرة، ومع استمرار الهجوم أصبت ثم تم إخلائي لإحد المستشفيات بعد ان اصبت بجروح طفيفة، فيما أصيب زميلي الذي كان يجاورني بقذيفة تسببت في فقد إحدى عينيه".
ويقول أحد الجنود الذين عملوا على نقل الجرحى: "كانت تصلنا الإصابات تباعا، ثم خرجنا للمكان فورا لنقل الجرحى، وصعدنا للطابق الذي يتواجد فيه الجرحى وبدأنا بنقلهم، وما أن خرجنا من المنزل حتي أطلق علينا صاروخ مضاد للدبابات فجرحت أنا وثلاثة جنود اخرين، وقتل أحد الجنود الجرحى الذين كنا ننقلهم لحظة الهجوم".
وتشير القناة العبرية العاشرة إلى أن ضابطا واحدا كان يقود سرية عسكرية هو الوحيد الذي نجا من الهجوم ونجح في التصدي مع بعض الجنود عبر استخدام بعض الخطط لاستهداف المقاتلين الفلسطينيين.
وقال قائد تلك السرية: "كنا ننظر يمينا ويسارا فلا نرى أحدا حتى أدركنا أن قائد الكتيبة ونائبه قتلا، وضابط العمليات الخاصة أصيب بجروح خطيرة ثم قتل فيما بعد. كان جميع القادة يسقطون تباعا، فبدأت فورا بوضع خطة سريعة لإخلاء القتلى والجرحى وتنفيذها سريعا لتهدئة باقي الجنود، والخروج بهم من المنزل الى منزل آخر لإعدادهم جيدا للقتال".
وتقول القناة العاشرة في تقريرها أن "العملية تسببت بمقتل 13 جنديا، من بينهم ضباط الكتيبة التي بدأت العملية، واصفةً ما جرى بأنها الليلة الأصعب في حياة لواء جولاني وكتائبه المقاتلة".
[email protected]