الجيش يستخدم التدريب لإجبار الفلسطينيين في غور الأردن على مغادرة المنطقة. وهذه المرّة تمادوا في إيذاء السكان أثناء أهم فترة دينية وأكثرها مشقّة
قدمت جمعية حقوق المواطن صباح اليوم الخميس ( 16 أيار) التماساً إلى محكمة العدل العليا باسم وليد وياسر أبو الكباش، وهما رعاة فلسطينيين من خربة حمصة الواقعة في غور الأردن، مطالبين المحكمة بأن تأمر بمنع اخلائهم وعائلاتهم خلال شهر رمضان وعيد الفطر بهدف اتاحة المنطقة التي يسكنونها للتدريبات العسكرية.
في السنوات الأخيرة، يطبّق الجيش الإسرائيلي سياسة إجلاء رعاة المواشي وعائلاتهم واللذين يعيشون في غور الأردن، وهي المنطقة التي أعلن عنها في أوائل السبعينيات كمنطقة إطلاق نار رقم 903. وهذا يمكّن الجيش من إجراء تدريبات إطلاق النار الحي في المنطقة، مما ينتقص من قدرة السكان على رعاية أغنامهم. على الرغم من إخلاء السكان المستمر إلا أن الجيش لا يوفر لهم مكانًا بديلاً فيضطرون للنوم في الوادي القريب دون مأوى.
منذ حوالي أسبوع ومع بداية شهر صيام، تلقى 98 من سكان خربة حمصة؛ بما فيهم 57 طفلاً؛ أوامر إخلاء تقضي بمغادرة مساكنهم لمدة ثلاثة أيام وليلتين كل أسبوع وإيجاد مكان بديل للبقاء بسبب نيّة الجيش الإسرائيلي اجراء تدريبات عسكرية في منطقة سكناهم. وهكذا خلال شهر رمضان، وجد الملتمسون وأسرهم وجيرانهم أنفسهم نائمين في العراء، ودون مكان لطهي وجبة الإفطار في نهاية اليوم الصيام.
ويأتي في الالتماس الذي قدمته المحامية روني بيلي؛ أن سلوك القيادة المركزية في الجيش يتناقض مع الالتزامات الأساسية للقائد العسكري بموجب القانون الدولي التي تنطبق على الأراضي المحتلة: "إن قرار إخلاء الملتمسين لأغراض التدريب خلال صيام رمضان هو قرار تعسفي. لقد اعترف الجيش بالفعل بأنه يستخدم التدريب لإجبار الفلسطينيين في غور الأردن على مغادرة المنطقة. وقد قرروا هذه المرّة إيذاء السكان أثناء أهم فترة دينية وأكثرها مشقّة. نأمل أن تذكّر المحكمة الجيش بأن الحديث هنا هو عن حياة بشر".
الصور من خربة حمصة/ تصوير: جمعية حقوق المواطن
[email protected]