كشف مؤتمر تطوير صحة المجتمع العربي قبل أيام في الناصرة عن أوضاع صحية كارثية يعانيها المواطنون العرب في مناطقه الجغرافية وفئاته الاجتماعية والعمرية والجندرية المختلفة. والمقلق أن هذه هي النتيجة الأخيرة في عدة أبحاث قديمة وجديدة عرضت خلال المؤتمر الذي شارك فيه عدد كبير من الأطباء ويستحق فتح أبوابه ليصل لدوائر أوسع وصولا لجمهور الهدف- المجتمع العربي ( الهدف : التوعية لوقاية ونمط الحياة الصحي ). جاء ذلك بمبادرة جمعية تطوير صحة المجتمع العربي التي نظمت مؤتمر صحة المجتمع العربي على محور الزمن في الناصرة بمشاركة أطباء وطبيبات ومستشارات تغذية.ومن المعطيات اللافتة التي كشف عنها في المؤتمر دراسة عرضت حول استهلاك واسع للمشروبات الغازية لدى الشباب العرب. ورغم انتشار التحذيرات الصحية تجاه استهلاك مشروبات الطاقة، شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعا متزايدا في استهلاك المشروبات التي تسمى "مشروبات الطاقة". والمصيبة أن الكثير من الأشخاص يواصلون تناول هذه المشروبات بشكل يومي ظنا منهم أنها مفيدة وتعطي طاقة عالية للجسم وربما لا يدرون أنها قنابل موقوتة. ومشروب الطاقة هو مشروب غازي يحتوي على كمية كبيرة من الكافيين والسكر وبعض أنواع المعادن والفيتامينات. وتحوي مشروبات الطاقة على 116-428 ملغم تقريباً من الكافيين وعلى ما يقارب 10 ملاعق سكر. وكشفت الدراسة التي قامت بها وزارة الصحة أن 27% من الشباب العرب يشربون مشروبات الطاقة ومعظمهم من الفئة العمرية 13- 18 سنة.
وتناولت الدراسة مدى التأثير السلبي والخطير لمشروبات الطاقة على أجهزة الجسم المختلفة من الجهاز العصبي فالهضمي فالدورة الدموية مثل: رفع معدل ضربات القلب،سرعة دقات القلب، خفقان القلب،الأرق، زيادة السلوك العدواني والتوتر والعصبية، زيادة القلق، الصداع والصداع النصفي، زيادة حموضة المعدة وبالتالي حدوث التهابات وتقرحات في أعضاء الجهاز الهضمي، إدرار البول، اختلال التوازن الهرموني، رفع درجة حرارة الجسم، غثيان، القيء، ضعف صحة الأسنان وتسوسها، الإصابة بهشاشة العظام، السمنة المفرطة مما قد يجعلها احد المسببات للأمراض المزمنة من سكري وكولسترول وأمراض القلب والضغط.
يشار أن بعض الدول وضعت قيوداً على بيع مشروبات الطاقة لمن هم أقل من 18 سنة كما قامت بوضع تحذيرات صحية على عبوات مشروبات الطاقة وحظرت الترويج لهذه المشروبات في وسائل الإعلام المختلفة. وأكد الطبيب أحمد كبها وبحق طبعا أن هناك أهمية لاتخاذ عدد من الإجراءات على عدة مستويات منها:
توعية الشباب بأخطار مشروبات الطاقة وعدم الإفراط في تناولها وأن تكون هذه التوعية طويلة المدى وذات برامج متنوعة. كذلك حظر بيع مشروبات الطاقة لمن هم أقل من 18 سنة ووضع قيوداً على أماكن البيع كما هو الحال في حالة الكحول والتبغ، البيع للبالغين فقط. ويوصي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بموضوع الإعلام في المدارس للأطفال والشباب كجزء من حملة الإعلام بموضوع أضرار مشروبات الطاقة داعيا لحظر مشروبات الطاقة في المدارس. كما يدعو لتعميم معلومات وإرشاد في مواقع التواصل الاجتماعية، يتضمن تحذيرات للآباء، المدرسين، الأطفال والشباب بموضوع مخاطر مشروبات الطاقة على وجه الخصوص والكافيين بشكل عام . في ظل هذه المعطيات وغيرها بات الحل ليس حملات توعية متفرقة بل تضمين المنهاج التعليمي موضوع " نمط الحياة الصحي " ومنذ المرحلة التعليمية المبكرة. ولا شك أن هذه مهمة لجنة متابعة التعليم العربي،لجان الآباء والقائمة المشتركة خاصة النواب المهتمين بشؤون الصحة والتربية. كما تفيد دراسات صحية جديدة لجمعية الجليل وجمعية تطوير صحة المجتمع العربي كشف عنها في المؤتمر أن المجتمع العربي في البلاد مصاب بوبأ السكري(20%) والسمنة(35%). وكشفت في المؤتمر معطيات مقلقة جدا أخرى عن الأوضاع الصحية في المجتمع العربي والتي تظهر ضعف الوعي للوقاية ولمخاطر تفشي السمنة والسكري والدهنيات والامراض الناجمة عن زواح الاقارب والزواج المبكر. من أفظع النتائج : 25% من المجتمع العربي يعانون ضائقة نفسية. كما أن 40 % من العرب في النقب يعانون من أمراض وراثية نتيجة اتساع ظاهرة زواج الأقارب ( 50% من الأزواج). كما كشف معطيات عن تعدد الزوجات في النقب( 40% من العائلات).
يتبع
سهير سلمان منير
مستشارة تغذية
واحة السلام
[email protected]