"داعش " هذا الغول الذي بات اليوم يخيف العالم ويهدد ه بما فيه من بشر وحيوان وحجر، يهدد الانسجام بين الناس والعيش المشترك ،يضرب السلم الأهلي بين مكونات هذا الكون، يدنس القيم والأخلاق التي أتت بها الديانات السماوية الثلاث. يقتل، يذبح، يدمر الأضرحة والمساجد والكنائس اينما حل. هذا السرطان الذي اصاب هذه الأمة بفكره الوهابي ،الظلامي التكفيري، حان الوقت لاستئصاله قبل فوات الأوان.
داعش الذي تعني حروفه دم ،دمار ودعارة، اثم وأوجاع، عار، عهر وعتمة، شر وشتيمة ،بات آفة تهدد العالم باسره وحتى ممن اوجدوه وأوصلوه لما هو عليه الآن. داعش الذي استغل جيداً شرائح كبيرة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ممن اصابها الغباء والجهل والفقر بسبب حكام البترول دولار ومن انتسب إلى هذا الفكر الظلامي الوهابي الذي يُشرع القتل والاضطهاد لمن يختلف معهم في العقيدة أو الفكر او التفسير.
داعش الذي اقامها أو ساندها كل الذين كانوا ينادون وينظّرون لشرق أوسط جديد، شرق أوسط يتم تقسيمه إلى دويلات طائفية أو إمارات تعود بنا إلى ما قبل الإسلام، داعش هذه الأداة التي تتبنى هذا التنظير وتنفذ سياسات معادية للعرب والإسلام وحتى للبشرية جمعاء ممن يختلفون معهم في الفكر والرأي وغيره.
داعش هذا ما كان ليقوم ويقوى لولا الدعم والتمويل القطري ودول الخليج، بشهادة محللين سياسيين وخبراء في هذه الجماعات؟ فمن اين لهم الأسلحة والمال لو لم تكن ورائهم دول غنية تمدهم بكل ذلك من عتاد وأموال؟ وكيف كانوا يستطيعون التنقل من دولة لأخرى لو لم تسهل لهم مخابرات بعض الدول ذلك كتركيا وبعض البلدان العربية المجاورة؟
فجاؤوا إلى سورية بدعم غربي وتغطية عربية وتسهيلات تركية بهدف مساندة المعارضة السورية كما كانوا يدعون لأول وهلة، الشيء الذي تبين لاحقاً أنه غير صحيح فهدفهم كان اسقاط الحكم في سورية وافشال الدولة السورية وتقسيمها إلى دويلات طائفية والسبب في ذلك أن سوريا تسير في طريق غير طريقهم أو طريق اسيادهم وهي تسلك سياسة مناهضة لأفكار الغرب وأحلافهم. حسبوا انهم يستطيعون النيل من سوريا وجيشها، راهنوا على سقوط نظامها الذي ما زال صامداً حتى اليوم بمساندة غالبية الشعب وصمود جيشه وبمؤازرة بعض الدول الصديقة والشقيقة في حين تخلت بعض دول العربان عنها.
بدأت الهجمة تشتد على الدولة السورية وتجسد ذلك في إنشاء الائتلاف الذي تكون مما يسمى المعارضة السورية بتغطية دولية كبيرة وبدعم قطري وتركي ناهيك عن دول الخليج وحتى الجامعة العربية التي طُردت سوريا منها كعضو، كل ذلك بحجة أن هنالك مطالب محقة للشعب السوري ويجب تحقيقها بتغير النظام وتنحي الرئيس الأسد عن الحكم وتسليمه لنائبه. بتوجيهات من الرئيس الأسد أجرت الحكومة السورية الكثير من الإصلاحات في الدستور والنظام حرصاً منها على وحدة الدولة السورية وعدم السماح لأعداء سورية بالتدخل وخراب الوطن.
كل هذه الإصلاحات لم ترض ما يمسى بالمعارضة السورية التي تمسكت بشرط تنحي الرئيس الأسد مدعومةَ من قوى خارجية غربية وعربية، همها الوحيد رحيل الرئيس بشار الأسد عن سدة الحكم، وكأن هذا هو الشغل الشاغل للمعارضة التي تجاهلت اليد الممدودة للحوار الذي دعا إليه الأسد والحكومة السورية مراراً، حوار لم يلق صداً إيجابياً عند هذه المعارضة ، التي سرعان ما طلبت تدخل دولي واممي ة وغيره، الأمر الذي حد بمجلس الأمن لاستصدار قرارات تدين سوريا لولا الفيتو الثنائي الروسي والصيني اللذان وقفا في وجه هذه القرارات.
فها نرى نحن اليوم أن كل ما قاله الرئيس بشار الأسد والحكومة السورية كان صحيحاً. فلم يكن هدف المعارضة سوى اسقاط نظام الحكم في سورية وإفشال الدولة السورية وتقسيمها إلى دويلات. وإن لم يكن الأمر كذلك، لماذا دُعي إلى الجهاد في سوريا واي جهاد هذا الذي يدعو لذبح الجنود والمواطنين وكل ما هو معارض لآرائهم وأفكارهم التخريبية.
قالها السوريون مراراً أن ما تتعرض له دولتهم هي حرب كونية ومؤامرة بربرية هدفه التقسيم والخراب والدمار لا البناء أو التعمير، حرب جهادية تقودها قوى تكفيرية وظلامية، بات العالم كله يتخوف منها وحتى هؤلاء الذين أسسوها ودعموها، فأنقلب السحر على الساحر وبدأت الصورة تنجلي للجميع وخاصة بعد انتشار الصور المروعة للذبح والقتل وقطع الرؤوس وسبي النساء أو بيعهن في سوق النخاسة بعد قتل أزواجهن بسبب انتماءهم الديني أو العرقي، فأي دين يأمر بالقتل أو النحر كما تنحر الأبل والشاة ؟ وأي دين يأمر بجهاد النكاح ؟ واي عقيدة تدعو لقطع الرؤوس لأن الآخرين يختلفون معهم بالرأي؟ اليس الدين الإسلامي الحنيف يدعو للمحبة والتعايش بين بني البشر! أليس القرآن الشريف جامعاً لكل الديانات السماوية !
قالها الرئيس الأسد محذراً الجميع على الصعيد الداخل والخارج، أن ما يحدث في سورية ليست بثورة وإنما هجمة شرسة بربرية يقودها متآمرين على الدولة والشعب السوري هدفهم الخراب والتدمير ونبه ايضاً في حينه ان الذين يقاتلون في سوريا غالبيتهم من الغرباء والمجموعات الإرهابية ممن أتوا من كل اصقاع العالم للقتال في سورية ولنشر فكرهم الظلامي الوهابي فيها ولتأسيس خلافة إسلامية تعيد البلاد إلى حقبة ما قبل الإسلام.
نبه الرئيس الأسد وخاطب الجميع لكن معظم أصحاب القرار كانوا كالطرشان، أصمت آذانهم، تلعثموا فغابت عنهم كلمة الحق. منهم قيادات عربية ومنهم اسلامية او أجنبية وإلى متى لا يرون او يسمعون؟ فالصورة اصبحت واضحة وانكشف المستور. لننتظر فإن غداً لناظره قريب.
[email protected]