عقدت جامعة القدس المؤتمر البحثي الثاني لطلبة البكالوريوس الفلسطينيين، وهو الأول من نوعه في انتاج الأبحاث الطلابية الهادفة إلى تقوية آلية انتاج البحث العلمي والتشجيع عليه، حيث أن المؤتمر حصيلة أبحاث طلابية على مدار عام كامل، ومرت في مراحل التقييم والاختبار من قبل لجان متخصصة في البحث العلمي، وذلك لزرع بذرة التفكير العلمي الممنهج في عقول الطلبة لانتاج أبحاث علمية متطورة تخدم المجتمع في جوانب حياتية هامة.
وتم تنظيم المؤتمر من خلال عمادة البحث العلمي، وكلية القدس بارد في جامعة القدس، بحضور النائب التنفيذي لرئيس الجامعة أ.د. حسن دويك، والوكيل المساعد لشؤون التعليم العالي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور ايهاب القبج، وعمداء الكليات، وباحثين ومختصين من المدعوين والضيوف، والطلبة.
وتم افتتاح المؤتمر بعرض قدمته عميدة البحث العلمي الدكتورة الهام الخطيب حول المشاركات العلمية والبحثية، مؤكدة أن المؤتمر هو نتاج ومحاولات بحثية من طلاب البكالوريوس، وتظهر نجاح جامعة القدس في خلق البيئة البحثية لدى الطالب وتحفيزه، باعتبار أن البحث هو أحد أهم أدوات التعليم، وأحد المهارات الضرورية للطلبة.
وبينت د. الخطيب أن تجربة البحث العلمي مهمة للطالب، وهي تولد لديه تفكيراً نقدياً وتحليلياً، ويأتي ذلك ضمن رؤية جامعة القدس واستراتيجيتها في البحث العلمي بطريقة ممنهجة واعادة هيكلية التدريس لمساقات البحث العلمي بطرق عملية، مشيرة إلى اطلاق جامعة القدس لنوادي بحثية طلابية في جميع الكليات.
وقد تم تقديم اثنتان وتسعون ورقة بحثية من جامعات فلسطينية في الضفة الغربية وغزة، حيث تم قبول خمس وستون ورقة بعد عملية تحكيم دقيقة على شكل مداخلات شفوية وملصقات علمية.
وأوضحت د. الخطيب أنه انطلاقا من اهتمام جامعة القدس بالبحث العلمي على جميع المستويات الدراسية، فقد تم اشراك طلبة من عدة مدارس في أوراق بحثية في هذا المؤتمر، والتي أعدها عدد من الطلبة في المراحل الثانوية العامة.
ونقل أ.د. حسن دويك تحيات رئيس الجامعة أ.د. عماد أبو كشك لكافة الحضور والمشاركين، قائلاً أن هذا المؤتمر غاية في الأهمية، لأن جامعة القدس تدعم المبتكرين والمبدعين من الطلبة وتعزز ابداعاتهم العلمية، داعيا الباحثين من الطلبة متابعة كافة الأبحاث التي تنشر على المستوى المحلي والعالمي، حتى تتم الاستفادة ومتابعة التطورات العلمية على مستوى العالم.
وأشار أ.د. دويك إلى أن جامعة القدس تسخر كافة امكانياتها لتوفير البيئة المناسبة للابداع والابتكار، مشيراً الى وجود العديد من الأفكار الابداعية والريادية في جامعة القدس، والتي قام بها مجموعة من الطلبة المتميزين، والتي أشرف عليها خبراء وباحثون من الجامعة.
بدوره أوضح عميد شؤون الطلبة في جامعة القدس د. عبد الرؤوف السناوي أن المؤتمر عزز من ثقة الطلبة بأنفسهم، وسلط الضوء على انجازاتهم العلمية والأكاديمية المتميزة، مشيراً إلى أن المؤتمر الثاني لهذا العام ضم مشاركات طلابية واسعة، من خلال منصة جامعة القدس، والتي وفرت للطلبة فرصة كبيرة لعرض مشاريعهم العلمية البحثية، ومن ثم وفرت جامعة القدس للطلبة فرصة الالتقاء بزملائهم الباحثين في بيئة علمية تميزت بالتحفيز .
وأضاف السناوي أن جامعة القدس تميزت بالبحث العلمي في كافة المجالات، واهتمت كذلك بتحفيز الطلبة على أكثر من صعيد، مشيراً إلى أن الجامعة هي من أوائل مؤسسات التعليم العالي التي اهتمت بانشاء مجموعات بحثية متطورة بقيادة اعضاء تدريس متخصصين من أجل تحقيق ما تسعى له الجامعة في الابداع والابتكار.
وعبر د. القبج عن سعادته بوجوده في جامعة القدس، لحضور هذا المؤتمر الذي يتميز بطلبة باحثين في مجالات علمية مختلفة، قائلاً أن الوزارة أيضاً تشجع البحث العلمي والابتكار كما تشجعه جامعة القدس، حيث التقت رسالة الجامعة اليوم من خلال هذا المؤتمر مع رسالة الوزارة عندما أطلقت العام الماضي مسابقة الطالب الجامعي الباحث والتي استهدفت من خلالها مشاريع التخرج على مستوى البكالوريوس والماجستير، وقال "نهدف دائماً الى تشجيع ثقافة البحث العلمي على جميع المستويات، ليكون لهذا الطالب المستقبل الكبير في سوق العمل الفلسطيني.
وفي كلمته قال عميد كلية القدس بارد أ.د. دانييل تيريس، أن التعليم ينقسم الى قسمين ، الأول أن الطالب الباحث يتقن ما يعرفه من العلم، والثاني يستكشف ما لا يعرفه من العلم، مشيراً إلى أن الاستكشاف من اللامعلوم سيقود الطالب الى معرفة المعلوم، مؤكداً أن جامعة القدس هي البيئة المثالية البحثية والتي نقلت تعليم الطالب الجامعي من النظريات والدراسة إلى انتاج أبحاث علمية متطورة بمساعدة خبراء ومختصين في الجامعة وكلية القدس بارد.
وقد شاركت جامعة القدس بخمسين ورقة علمية وبحثية قدمها طلبتها في مختلف التخصصات، فيما شارك في المؤتمر أيضاً جامعة بيرزيت، جامعة الخليل، جامعة بوليتكنيك الخليل، جامعة بيت لحم، ومدرسة فلسطين الأمريكية، وطلبة جامعة فلسطين في غزة الذين انضموا للنقاش وعرضوا أبحاثهم وملصقاتهم باستخدام تقنية (video conference).
وبناء على نتائج التقييم الذي أجرته اللجنة العلمية لجلسات النقاش تم منح جوائز لعدد من الطلبة، وذلك لعرضهم مشاريع بحثية متميزة، و ملصقات علمية تعريفية، حيث كانت النتائج في العروض الشفوية لأفضل الجوائز في الكمبيوتر والتكنولوجيا للطالب سامي عطاونة من كلية الهندسة في جامعة القدس؛ وفي الصيدلة وطب الأسنان فكانت الجائزة الأولى للطالبتين سارة جوابرة وسيما العصا من جامعة القدس، والجائزة الثانية للطالبات رواء علارية، وروان حجازي، ومرح حسن من جامعة القدس.
وفي التكنولوجيا الحيوية والصحة العامة فكانت الجائزة للطلبة ياسمين عارضة، رغد بحر، ريم دويك، مرام أبو زياد، اسلام حمارشة، من جامعة القدس، أما في الأدب وحقوق الانسان فكانت الجائزة من نصيب الطلبة جوانا نصار، ووسام علاوي من جامعة بيت لحم.
وحصل على جوائز الملصقات العلمية التعريفية في الهندسة الطلبة هديل سراحين، وهمام الهرش من جامعة بوليتكنك الخليل، وكذلك الطلبة أحمد طوقان، لطفي الاطرش، سماح عياد رولا عودة، من جامعة القدس.
وفي الصحة العامة وطب الأسنان والتكنولوجيا الحيوية، فكانت المرتبة الأولى للطلبة عمر الطويل، وحلا خطيب، ونور حجة، من مدرسة فلسطين الأمريكية، أما المرتبة الثانية فكانت من نصيب الطالبتين شهد قواسمي، وسادية الهندي من جامعة القدس، فيما كانت المرتبة الثالثة للطالبة يمنى الشرباتي من جامعة الخليل، أما في حقوق الانسان والقانون فكانت الجائزة للطالبة براءة الخطيب من جامعة القدس، وكانت جائزة العلوم التطبيقية للطالبة نمير غيث من كلية القدس بارد في جامعة القدس.
أما عن نتائج المتقدمين من جامعة فلسطين في غزة، فقد فاز الطلبة اسماعيل البحيصي، خالد شحادة، مأمون عفانة، عهد قاضية، يوسف مطر، علا العكلوك، عاصم محسن، ورندة العكلوك عن أحسن مداخلة شفوية في مجال الهندسة. وقد فاز الطلبة سندس جاسر، أميرة الجمل، هبة زقوط ورؤى الأسطل عن أحسن مداخلة شفوية في العلوم الطبية. أما عن الملصقات البحثية فقد فاز كل من تامر اليازوري ويمنى الفرا في مجال الهندسة، ورنا وادي مجال العلوم الطبية.
وفي نهاية المؤتمر تم تكريم الطلبة الفائزين، ومنحهم شهادات تقديرية، والتي قدمتها كل من الدكتورة الهام الخطيب عميدة البحث العلمي، والدكتور عبد الرؤوف السناوي عميد شؤون الطلبة في جامعة القدس، والدكتور زيدون صلاح من كلية القدس بارد، أ. يزيد بدارين من كلية القدس بارد، والدكتور محمد حرز الله مؤسس مبادرة علوم الاعصاب الفلسطينية في جامعة القدس.
[email protected]