ممثلا عن المركز العربي للتخطيط البديل والمجلس الإسلامي الاعلى
د. حنا سويد يشرح الاعتراض ضد مخطط القطار الهوائي في القدس الشرقية أمام لجنة الاعتراضات القطرية
د. سويد يشكك بضرورة المشروع ويكشف النوايا والخبايا الاستيطانية التهويدية التي ينطوي عليها
د. محمود مصالحة: نحذر من المشاريع التهويدية الاستيطانية ونهيب بأهلنا لدعم صمود القدس
قام الدكتور حنا سويد ممثلاً عن المركز العربي للتخطيط البديل وبالنيابة عن المجلس الإسلامي الأعلى بتقديم مسوغات الاعتراض على مخطط القطار الهوائي في القدس الشرقية أمام اللجنة القطرية للاعتراضات التابعة للمجلس القطري للتخطيط والبناء. ويطلق على المشروع اسم مخطط البنى التحتية الوطنية رقم 86، والذي قدمته الحكومة الإسرائيلية وبلدية القدس الغربية ويهدف لتسيير سلال هوائية تصل الى منطقة سلوان وحائط البراق وباب المغاربة من منطقة محطة القطار القديمة في القدس الغربية وذلك امام اللجنة القطرية للاعتراضات التابعة للمجلس القطري للتخطيط والبناء.
تضمن الاعتراض العديد من النقاط والتفاصيل المهنية، التي ترفض بشكل مبدئي هذا المخطط كليًا، وتعترض على اقامته اساسًا، لأن منطلقاته والدوافع المعلنة والمخفية من ورائه هي سياسية واستيطانية تهويدية محضة، تهدف الى تمكين جمعية "العاد" الاستيطانية المتطرفة من السيطرة على المراكز الحيوية في البلدة القديمة، وبالتحديد في محيط المسجد الاقصى المبارك، والحوض المقدس.
وقد قدم د. حنا سويد أمام اللجنة القطرية شرحًا مهنيًا ضد إقامة هذا المخطط، الذي سيساهم في تأزيم الواقع السياسي والتخطيطي في القدس الشرقية، وسيزيد من المعيقات امام الواقع الحياتي الصعب الذي يعيشه أهالي البلدة القديمة في القدس الشرقية، استمرارًا لمحاولات التضييق وفرض الخناق ضدهم من خلال تكريس الجهود التهويدية للسيطرة على كل هذه الرقعة الحساسة.
واشتمل الاعتراض الذي قدمه د. سويد على النقاط التالية:
-
الاعتراض على المخطط جملة وتفصيلاً. لأن هذا المشروع عبارة عن فكرة بهلوانية، حيث قامت جمعية "العاد" الاستيطانية بجمع تبرعات كبيرة، لدعم مشروع تهويد القدس الشرقية وخاصة منطقة الحرم الشريف. هذا المشروع يختبئ وراء هدف إيصال السواح لمنطقة حائط البراق وباب المغاربة، لكن في الحقيقة هناك اهداف غير موضوعية تهدف الى احكام السيطرة على منطقة الحرم الشريف ومداخل حي سلوان، وتثبيت وتعزيز مكانة وسيطرة جمعية العاد الاستيطانية.
-
فكرة السلال الهوائية قد تفيد بعض السواح، لكنها ستضر بالمرافق السياحية في البلدة القديمة، بحيث انها تتضمن نقل السواح في الجو والهبوط بهم على مدخل حي سلوان وباب المغاربة، بحيث لا يتم مرورهم في مناطق واسواق البلدة القديمة، ما يمس بالحياة الاقتصادية والتجارية والسياحية، في القدس الشرقية. أي ان السواح سيمروا فوق هذه المناطق في الهواء، دون ان تلمس اقدامهم الأرض.
-
الاضرار التي ستتسبب بها هذه السلال الهوائية للبيوت والمعالم على الأرض: حيث ستقام أعمدة ضخمة ترتكز عليها السلال الهوائية، كل هذه المنطقة ستخضع لتضييقات كبيرة على البناء والأرض والممتلكات، وسيتعرض جزء كبير منها للمصادرة على طول خط مسار القطار الهوائي المزمع اقامته. كذلك ستؤدي اعمال الحفريات والبنى التحتية لهدم جزء كبير من البيوت والمعالم الاثرية والتاريخية، دون أي جدوى لاصحاب هذه البيوت وأبناء البلدة القديمة في القدس الشرقية.
-
يتم تسويق هذا المشروع وكأنه سيساهم في حل ازمة السير والاختناقات المرورية في محيط البلدة القديمة وفي القدس بشكل عام، لكن دون أي اثبات مهني، او تقييم علمي حقيقي لهذه الادعاءات المرفوضة. حيث ان من يسوق هذا المشروع هي وزارة السياحة لأهداف تهويدية واستيطانية، بتمويل من جهات تدفع الأموال الطائلة لتكثيف وزيادة المشاريع الاستيطانية، وما الأهداف السياحية المعلن عنها بهذا الخصوص الا مجرد مسوغات وغطاء لهذه المشاريع التهويدية الاستيطانية.
-
المخطط لم يتضمن التشاور مع المواطنين في البلدة القديمة وفي سلوان، الذين سيكونون اكثر المتضررين من اقامته، كذلك لم يتضمن أي مشاورة مع دائرة الأوقاف الإسلامية المسؤولة عن الأوقاف الإسلامية في القدس الشرقية وفي المسجد الأقصى ومحيطه. كذلك هناك تجاهل تام لمنظمة اليونسكو، التي تعنى بالحفاظ على الإرث الحضاري الإنساني في كل العالم، والتي تعتبر منطقة القدس القديمة واسوارها جزءًا منها. فالاستئثار بالقيام بمثل هذه المشاريع في منطقة ذات حساسية مفرطة، وذات قيمة حضارية إنسانية عالمية، هو امر منقوص في اعداد هذا المخطط المرفوض اصلاً جملةً وتفصلاً.
-
يُستدل من المواصفات التي رسم وفقها المخطط انه مشروع خدماتي محصور على فئة محددة من السياح، هم اليهود المتدينون، الذين يريدون فقط ان يصلوا الى حائط المبكى ويغادروا المكان دون ان يمروا في المناطق المحيطة، ويغادروا المكان من حيث أتوا. رغم نعته بصفة "البنى التحتية القطرية"، لكنه يخدم شريحة محدودة من المواطنين، ما يلغي الصبغة القطرية العامة عنه، ويضعه في خانة خدمة مجموعة محدودة من اليهود المتدينين والمتطرفين، اتباع الحركات الاستيطانية.
-
بناءً على ذلك فان المستفيد الوحيد من هذا المخطط هم الفئات والحركات الاستيطانية، وهم شريحة ضيقة من السياح ومن الحركة السياحية العامة في القدس الشرقية، أي ان غالبية السياح لن تستخدم هذه الوسيلة لأنها تبعدها عن المعالم والمرافق السياحية التي أتت من اجلها لزيارة المدينة المقدسة. ما يجعل هذا المشروع عديم أي فائدة واي مردود حتى بالنسبة للادعاءات المعلنة عن تخفيف أزمات واختناقات المرور.
-
يتسم هذا المشروع بتضخيم مقصود، وتغييب لنتائجه المحدودة لأن الهدف الأساسي منه هو تهويدي - استيطاني، فهو ليس مشروع بنى تحتية قطرية، ولم يتم اثبات أي بند من بنود النتائج المرجوة منه بشكل علمي ومهني، انما اكتفى معدوه بابراز بعض النتائج "المرجوة" بدون أي جهد لاثبات صحتها او حقيقتها. ما يجعله مشروع استيطاني بحت، لا يمت باي صلة للبنى التحتية القطرية ولا يأتي بأي فائدة لا للقدس الغربية ولا لاهالي القدس الشرقية ولسكان البلدة القديمة.
وسيواصل المركز العربي للتخطيط البديل بالتعاون مع المجلس الإسلامي الأعلى، باتخاذ الخطوات اللازمة لمتابعة هذا المخطط، ومواصلة الاعتراض عليه في كافة الدوائر التخطيطية والقضائية إذا لزم الأمر.
وقال د. محمود مصالحة رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، ان المشاريع الاستيطانية والتهويدية في البلدة القديمة في القدس تلقى رعاية ودعم كبير من الكثير من الجهات الاستيطانية المحلية والأجنبية، وهناك ضغوطات كبيرة في هذه الفترة لاضافة ساحة جديدة لصلاة اليهود امام حائط البراق، للمجموعات الدينية اليهودية الأمريكية (الإصلاحيين – "الريفورميم والكونسرفاتيفيم") لتقام فيها الصلاة المشتركة للنساء والرجال على حد سواء. بالإضافة الى مواصلة محاولات شراء العقارات والمحلات التجارية بمبالغ خيالية، الأمر الذي يحتم على جماهيرنا العربية مؤازرة أهلنا في القدس ودعم صمودهم، لنقف معًا امام مشاريع الاستيطان والتهويد.
[email protected]