وسط حضور كبير ومميز من طلابها ومحاضريها وضيوفها، شهدت الكلية الأكاديمية العربية للتربية في إسرائيل- حيفا، يوم الأحد من هذا الأسبوع "مؤتمر قادة وممثلي الأحزاب" وذلك استعداداً للانتخابات البرلمانية القريبة للكنيست الحادية والعشرين.
وكان رئيس الكلية المحامي زكي كمال قد افتتح اعمال المؤتمر بكلمة خاصة استعرض خلالها سياسات الحكومات المختلفة تجاه المواطنين العرب كاشفاً وثيقة رسمية ترسم خطوط السياسات الحكومية تجاههم وتشمل تفصيلاً لفحوى هذه السياسات التي تنص على إبقاء المواطنين العرب مواطنين من الدرجة الثانية في أحسن حال وتفرض القيود على حريتهم في اختيار المواضيع الأكاديمية للدراسة كفرض القيود بشكل يمنعهم من دراسة المحاماة مثلاً ومنعهم من تولي الوظائف في المؤسسات الرسمية وغيرها وتضييق إمكانيات العمل المتاحة امامهم ناهيك عن خطوط عريضة لسياسة ابقائهم في آخر سلم التقدم الصناعي والتشغيلي والحد من تقدم من يصل منهم الى وظائف في سلك الدولة، ومصادرة الأراضي والتجهيل.
وأضاف المحامي كمال:" هذا المؤتمر والذي أصبح نهجاً تقوم به الكلية عشية كل انتخابات برلمانية يشكل جزءً من رسالتنا التي تعتبر طالباتنا وطلابنا عنصراً فاعلاً ومتفاعلاً مع ما يدور على الساحة السياسية الاجتماعية والحياتية والحزبية بل جزء يرفض ان تمنعه دراسته الأكاديمية من الاطلاع على كل ما هو جديد والاستماع الى كافة الآراء وذلك لاختيار الأفضل فالأفضل دون الانغلاق او التقوقع بل اتخاذ القرارات بعد دراسة وفحص معمقين، وبعد نقاش مستفيض يرفض الغيبية ولا يخشى المواجهة وتوجيه الأسئلة الجدية ومن هنا جاء قرارنا باستضافة رؤساء وممثلي الأحزاب العربية واليهودية للحديث امام طلابنا، جيل المستقبل ومربي المستقبل، والرد على اسئلتهم دون حواجز ".
هذا وافتتح المؤتمر الذي حضره كل من عضو الكنيست ايمن عودة (الجبهة والعربية للتغيير) وميخال روزين (ميرتس) وعومر بار ليف(حزب العمل) وأشير بنتهون(كولانو) ورام بن براك (ازرق ابيض) باسئلة طرحتها عريفة المؤتمر الدكتورة حنان بشارة على المشاركين كل بدوره دارت حول :طروحات الأحزاب للانتخابات الحالية، مواقفها من قانون القومية وامكانيات الغائه او تعديله، الشراكة مع الأحزاب العربية ،الرد على محاولات نزع الشرعية عن المواطنين العرب والتحريض ضدهم، الآفاق المتاحة امام الحلول السياسية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مكافحة العنف في الوسط العربي، تحسين الأوضاع الاقتصادية والتشغيلية للأكاديميين العرب وللمواطنين العرب وغير ذلك.
عضو الكنيست ايمن عودة اكد في مداخلته ان أهمية هذه الانتخابات تتوقف على نتائجها واحتمال كونها فرصة لانهاء عهد حكومة اليمين التي تمارس التحريض على المواطنين العرب تشريعاً وقولاً وفعلاً وتعتبر إسرائيل دولة لليهود فقط بينما اكدت عضو الكنيست ميخال روزين ان الحكومة الحالية هي الأسوا على الاطلاق من حيث مظاهر الكراهية والتحريض والعنصرية وتدهور الوضاع الاقتصادية واغلاق الباب امام اي حل سلمي ولذلك يجب استبدالها، في حين اشار عضو الكنيست عومر بار ليف الى ضرورة انتهاج العقلانية والحكمة من قبل الاحزاب العربية وانتهاج مبدأ" كن حكيماً وليس فقط محقاً" معبراً عن قناعته بأنه حان الوقت لتضافر الجهود لإنهاء عهد حكومة اليمين ، اما رام بن براك فقال ان حزبه يدعو الى انخراط المواطنين العرب بشكل تام في حياة الدولة بكافة نواحيها ويرفض التحريض ضدهم لكنه يرفض من جهة أخرى التسليم باي موقف قد يمس بدولة اسرائيل كدولة ديمقراطية ويهودية بينما أشار عضو الكنيست أشير بنتهون الى ضرورة السعي من أجل المساواة التامة بين كافة المواطنين والابتعاد عن التطرف من أي جهة كانت وهو ما تم بفعل خطط عديدة بادر اليها ودعمها وزير المالية موشيه كحلون.
هذا وانتهى المؤتمر بسلسلة مطولة من الأسئلة التي وجهها طلاب ومحاضرو الكلية الى المشاركين تمحورت بالأساس حول محاولات تحويل العرب الى مواطنين غير متساوين والتمييز الممنهج ضدهم والتشريعات العنصرية والتصريحات المعادية التي تصدر عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة الليكود واليمين والصمت المطبق لأحزاب المركز واليسار ازاءها إضافة الى أسئلة لعضو الكنيست ايمن عودة حول الأسباب الحقيقية لتفكك القائمة المشتركة وضرورة استعادة ثقة الناخبين والمواطنين العرب من جديد بعد ان تضعضعت نتيجة الخلاف داخل مركبات القائمة المشتركة والتي لم تكن إلا خلافات شخصية.
[email protected]