كرم ملتقى "المبدعات العربيات الأول" لعام 2019 المنعقد في بيروت المهندسة الدكتورة صفاء ناصر الدين نائب رئيس جامعة القدس لشؤون القدس ووزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابقة، وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب عربياً، وذلك في بيروت تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وبحضور عدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والثقافية والاجتماعية وشخصيات من المجتمع المدني في اتحاد الغرف العربية.
وتم تكريم د. ناصر الدين بجائزة المبدعة العربية إلى جانب ١٧ من نساء مبدعات عربيات، في الملتقى الذي ينظمه ديوان "أهل القلم" ورئيسته الدكتورة سلوى خليل الأمين في بيروت، بمناسبة يوم المرأة العالمي، حيث تقام المناسبة في آذار من كل عام، وذلك لانجازاتها العديدة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وقطاع البريد والحكومة الالكترونية، وكذلك دعم الشباب والريادة والإبداع، وكان الرئيس الفرنسي قد منحها وسام الشرف الوطني الفرنسي برتبة فارس عام 2017 وهو أعلى وسام تقدمه الجمهورية الفرنسية بقرار رئاسي.
وافتتح الملتقى الذي أداره الفنان جهاد الأطرش، بعرض فيلم وثائقي عن أنشطة الديوان، وكلمات لكل من الوزيرة الدكتورة مشيرة خطاب عن المبدعات العربيات، التي أكدت على ضرورة تشجيع السيدات في الوطن العربي على الإبداع، والسفير السعودي وليد بخاري الذي بدوره لفت إلى أهمية تكريم المبدعات العربيات، وأثنى على هذه الفعالية التي يقيمها ديوان أهل القلم، ورئيسة "ديوان أهل القلم" الدكتورة سلوى خليل الأمين التي رحبت بالحضور ولا سيما لمشاركة الوزيرة فيوليت خيرالله في هذا الملتقى كرائدة من رائدات المجتمع العربي وأشارت إلى دور ديوان أهل القلم الداعم للإبداع والثقافة والريادة المجتمعية.
وتعليقاً على هذا التكريم، فقد هنأ الأستاذ الدكتور عماد أبو كشك، رئيس جامعة القدس، الدكتورة صفاء ناصر الدين على ما حققته من إنجازات متلاحقة، والتكريم على المستوى العربي، متمنياً لها المزيد من التقدم والنجاح.
وأكد أ.د. أبو كشك أن جامعة القدس تقود ابداعاً وتميزاً متلاحقاً في كل الأصعدة والمجالات والإنجازات العالمية العربية منها والدولية، الأمر الذي يساعد على مواصلة تطور الجامعة ورفعة مكانتها العلمية والبحثية.
وأشار أ.د. أبو كشك الى ان تكريم الدكتورة صفاء ناصر الدين، يأتي في ظل التميز العلمي والأكاديمي بجامعة القدس، وكذلك الريادة والإبداع، ونتيجة جهود مخلصة تعمل من أجل الرقي الدائم في المجالات العلمية والبحثية داخل أروقتها، وسعياً لتكون جامعة القدس في المقدمة وفي مصاف الجامعات المتقدمة في كافة المجالات، وهذا يتحقق بجهود المخلصين من العاملين والطلبة في هذا الصرح العلمي الكبير.
يذكر أن د. ناصر الدين ناشطة مجتمعية ومتطوعة منذ أكثر من عشرين عاماً، وقد اختارت في وقت مبكر جداً التخصص في حقل الاتصالات وحصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة الإلكترونية من جامعة القدس، ثم اختارت منتصف التسعينات تعزيز مهاراتها في معالجة الإشارة وحصلت على الماجستير من جامعة تولوز في فرنسا، ثم درجة الدكتوراة في مدينة بوردو من المدرسة الوطنية العليا للالكترونيات والمعلوماتية والاتصالات والرياضيات، ونشرت سلسلة من المنشورات في مجالات عريقة بينها اوروبية وحازت على ترحيب مجتمع الباحثين.
وفي جامعة القدس بذلت د. ناصر الدين جهودها في الاستثمار في قطاع المشروعات لتعزيز الإبداع في التكنولوجيا ودعم الشركات الناشئة في فلسطين، لاسيما دعم اهل القدس من شباب وشابات يحملون تطلعات كبيرة تم تعزيزها بالتكنولوجيا في ظل الوضع الصعب الذي تعانيه مدينة القدس.
وكان لها العديد من القرارات الهامة خلال توليها حقيبة الاتصالات والتي كان لها الأثر في خلق بيئة تنافسية في سوق الاتصالات، وتقديم خدمات جديدة للبريد الفلسطيني بالشراكة مع القطاع الخاص وإطلاق مبادرات جديدة لدعم المحتوى العربي على شبكة الانترنت عن الثقافة والتراث الفلسطيني والمحتوى الحكومي والتطبيقات العربية.
وصدر في عهدها العديد من الطوابع أبرزها أول طابع حمل اسم دولة فلسطين بعد الاعتراف الأممي بها دولة غير عضو في الامم المتحدة.
بدورها ألقت الدكتورة صفاء ناصر الدين محاضرة حول تكنولوجيا المستقبل بين الإيجابيات والسلبيات في الجامعة الامريكية للعلوم والتكنولوجيا، وشكرت د. هيام صقر د. صفاء على المعلومات الهامة التي شاركت فيها طلاب الجامعة والضيوف الذين حضروا المحاضرة القيمة بهذه المناسبة.
يذكر أن المبدعات توزعن على عشر دول عربية، وهن الوزيرة الدكتورة صفاء ناصر الدين من فلسطين، د. غيداء أبو رمان من الأردن، المستشارة سامية حسين من البحرين، صاحبة السمو الملكي الأميرة د هيا بنت خالد بن بندر بن عبد العزيز ال سعود، والدكتورة دانه بخيت، والدكتورة عفاف اليماني من السعودية، النائبة الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسي من سلطنة عمان، السيدة ياسمينة الأزهري، والدكتورة ماجدة مفلح من سورية، الوزيرة الدكتورة رلى دشتي، والدكتورة فاطمة العلي من الكويت، الوزيرة الدكتورة مشيرة خطاب، والسيدة هالة البدري من مصر، النائبة الدكتورة مليكة العاصمي من المغرب، القاضية ارليت جريصاتي، والسيدة عليا عباس، والسيدة لور سليمان، والدكتورة هبة القواس من لبنان.
وعلى هامش الملتقى، التقت مجلة وموقع "سيدتي" نخبة كبيرة من المبدعات العربيات اللواتي أثنين على ما تقوم به المرأة العربية منذ سنين طويلة حتى يومنا هذا في خدمة أسرتها ومجتمعها وبلدها، ووجّهت لهن سؤالاً مشتركاً حول مساحات الإبداع المتوفّرة للمرأة وما الذي يعيقه.
حيث اعتبرت الوزيرة د. صفاء ناصر الدين- نائب رئيس جامعة القدس لشؤون القدس، في حديثها أن " مساحات الإبداع للمرأة تبدأ من مجتمعها الصغير ومن بيئتها وتنطلق إلى المجتمع الواسع، ومن المهم جداً أن يكون لدى الدولة قوانين محفّزة وداعمة تشجّعها ".
وحول معوقات الإبداع، تؤكد د. صفاء أن "المعوقات كثيرة قد تكون من المجتمع الصغير وقد تكون البيئة وقوانين البلد الموجودة التي لا تسمح لها بالعمل بأوقات مختلفة ".
واختتم الملتقى بتكريم المبدعات العربيات وأخذ صور تذكارية في هذه المناسبة.
[email protected]