وضعت الحرب أوزارها في غزة مخلفة آلاف الشهداء والجرحى،،، ورغم الدمار الذي يبدو واضحا في كل شارع من شوارعها إلا أن نهار غزة اليوم بدأ مختلفا عن واحد وخمسين نهارا مرت، فمنذ ساعات الصباح ازدحمت الطرقات بسيارات الأجرة التي غابت عن المشهد طويلا.
عدد من المحلات التجارية سارعت لفتح أبوابها لتنظيفها وترتيبها استعدادا لاستقبال الراغبين في الشراء خاصة الذين شردتهم الحرب بدون حاجاتهم،، كما أمكن ملاحظة عودة الموظفين الى عملهم فانتشرت شرطة المرور على المفترقات والطرق وفتحت البنوك لتقديم خدماتها.
الحرب على غزة خلفت 2137 شهيدا و11100 جريحا وآلاف المنازل المدمرة كليا وجزئيا بالإضافة الى تدمير المساجد والمدارس والأبراج السكينة كما تعرض مؤسسات اعلامية وصحفية وإذاعية للقصف والتدمير.
الطواقم الطبية في غزة بحسب الناطق باسم وزارة الصحة في غزة اشرف القدرة ودعت 23 شهيدا من طواقمها الطبية وقدمت 83 جريحا منهم.
الطواقم الصحفية لم تكن بمنأى عن العدوان الاسرائيلي فهي وبجانب تغطيتها للعدوان يوما بيوم قدمت سبعة عشر من شهداء الكلمة والصورة الذين ضحوا بأرواحهم من اجل العزة والكرامة كما قدمت عشرين جريحا من الاعلاميين الذين اصيبوا بجراحات مختلفة و هم يصرون على نقل الحقيقة للعالم الذي يختبئ خلف رواية الاحتلال.
الطواقم الفنية لشرطة توزيع الكهرباء فقدت في الساعات الاخيرة قبل اعلان التهدئة اثنان من موظفيها اثناء تأدية عملهم في صيانة احدى الشبكات والعمل على عودة التيار الكهربائي للمواطنين،، محمد ظاهر"47 عاما" وتامر حمد "27عاما" استشهدا في استهداف مباشرة لسيارة شركة الكهرباء بجوار مستشفى كمال عدوان امس في مشروع بيت لاهيا التي كانت ترفع راية الشركة وتضع العلامات على جانبي السيارة وعلى سطحها بالإضافة الى تشغيل انارة الخدمات "الفلاشر" في وضح النهار.
وأكد جمال الدردساوي مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء أن السيارة استهدفت بشكل مباشر رغم انها تعمل في منطقة حيوية ولا تحتاج لتنسيقات للعمل فيها من أي جهة.
واعتبر الدردساوي أن هذا التصعيد يستهدف الحياة المدنية بشكل متعمد ومباشر ويأتي ضمن اغتيال المجتمع المدني ومتطلباته مؤكدا ان الشركة تطالب كافة الهيئات الدولية والحقوقية بفتح تحقيق فوري في هذا الحادث الذي يمثل اعتداء على مكونات الحياة المدنية والخدماتية في غزة.
وأكد الدردساوي ان هذا الاستهداف اثر بشكل قوي على اداء العاملين في الشركة التي تعطي الاولية للدم الفلسطيني وحياة الانسان مؤكدة لا تدفع بأبنائها الى الموت الامر الذي سيشكل عرقلة امام عمل الشركة التي تسعى الى اعادة وترميم الخطوط وعودة التيار للناس.
وقال الدردساوي: "لا يمكن ان ندفع ابناءنا الى الموت المباشر الى حين وضوح نتائج أي تحقيقات تطالب بها الشركة وعلى الجيش الاسرائيلي توضيح ذلك".
وحتى ساعات الفجر الاولى ظلت غزة تحتفل بالانتصار وبنهاية الحرب التي تعد الاطول في تاريخ غزة.
[email protected]