الانخفاض في طاقة أنظمة الجسم الإحتياطية المختلفة، التي تميز الشيخوخة، يعرض كبار السن للمخاطر خلال موسم الشتاء الذي بدأ هذا العام بعاصفة، وفق ما تقوله د. إفرات غيل، مديرة خدمات كلاليت للمسنين في لواء حيفا والجليل الغربي، الذي يعمل على رفع مستوى الوعي والحد من الضرر لدى المسنين
تتجلى شيخوخة الجهاز العصبي أيضًا في ضعف القدرة على الإحساس بالبرد، وبالتالي قدرة الجسم على حماية نفسه. هناك آليتان مهمتان للحماية من ظروف البرد الخارجية وهما تقلص الأوعية المحيطية والقشعريرة الناتجة عن تقلص العضلات. القدرة على تقليص أوعية الدم المحيطية كردة فعل على البرد والقشعريرة ضعيفة لدى كبار السن، وبالتالي فهم أكثر عرضة لضرر البرد. لذلك، في الواقع، معظم المرضى الذين يأتون إلى غرف الطوارئ بسبب انخفاض حرارة الجسم هم من كبار السن. بالإضافة إلى التغييرات الفسيولوجية التي تحدث في جسمهم، يعاني المسنون أيضاً من التدهور الذهني وضعف الأداء بشكل عام حيث أنهم أحيانا لا يدركون خطر التعرض للبرد ولا يقومون بتهيئة أنفسهم جيدا عن طريق تدفئة المنزل أو ارتداء الملابس المناسبة.
وهنالك مخاطر إضافية تتعلق بالاستخدام غير السليم للمدفأة: الجلوس بالقرب منها، والذي غالباً ما يسبب حروقاً أو نسيان إطفاء المدفأة وسوء صيانة أجهزة التسخين، والتي قد تؤدي إلى ماس كهربائي أو حريق. وبالإضافة إلى ذلك، يتجنب العديد من كبار السن فتح النوافذ في الشتاء بسبب البرد ومنع هروب الحرارة وتوفير تكاليف التدفئة، مما يعرضهم لخطر أكبر للإصابة بالمرض. ويمكن أن تؤدي التدفئة المفرطة والغرف التي لا يوجد فيها تهوئة ملائمة إلى النعاس وعدم الحركة مما يسبّب المزيد من الضرر من حيث يقظتهم وأدائهم.
إن الوضع الغذائي، كما يقول طاقم كلاليت لأمراض الشيخوخة، يلعب دوراً هاماً في الحماية من البرد. كبار السن النحفاء أكثر عرضة من غيرهم للإصابات الناتجة عن البرد. يعاني العديد من كبار السن من سوء التغذية لأنهم يجدون صعوبة في تحضير طعام مغذي وساخن لأنفسهم.وعندما يكون الضعف الذهني والأدائي مصحوبًا بضائقة اقتصادية، التي يعاني منها العديد من كبار السن، قد ينتج عن هذا تدهور حاد في حالتهم خلال أشهر الشتاء. وهناك ظاهرة أخرى يواجهها طاقم أمراض الشيخوخة وهي استخدام الكحول كمحاولة لتدفئة الجسم. هذا الخيار محفوف بالمخاطر لأن رد الفعل الأولي هو في الواقع إحساس لطيف بانتشار الحرارة في الجسم، ولكن الضرر من البرد يزداد. حيث أن الدمج بين الكحول والأدوية المستخدمة بانتظام، وخاصة أدوية النوم، يمكن أن يكون مدمرا.
إن فصل الشتاء، كما هو معروف، يرتبط أيضاً بمرض الأنفلونزا والالتهاب الرئوي. وكما لوحظ، فإن كبار السن، حتى لو كانوا يتمتعون بصحة جيدة، هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض بسبب الانخفاض في طاقة أنظمة الجسم الإحتياطية المختلفة حيث أن الجسم قد لا يكون قادراً على تحمل تحديات الظروف القاسية. مثال على ذلك هو الرئتين أو الكلى اللواتي يعملن بدرجات أقل من المعتاد لدى المسنين. في ظل الظروف العادية، وعلى الرغم من التراجع في نشاط الأنظمة، يفي أداء الجسم بالاحتياجات، ولكن عند إضافة هجوم الفيروس، زيادة الحرارة وزيادة الضعف، يتجلى تأثير انخفاض الطاقة في الأنظمة الإحتياطية ويمكن أن تتعقد الانفلونزا وتسبّب فشل أنظمة الجسم المختلفة. هنالك تأثيرات إضافية للإصابة بالأنفلونزا عند كبار السن والمرتبطة في انخفاض الطاقة في الأنظمة الإحتياطية: على سبيل المثال، نلتقي بأشخاص يبلغون من العمر 80 عامًا وأكثر، والذين يتنقلون بمساعدة العكاز بصعوبة بالغة، الا أنهم يتوقفون عن المشي بتاتا عند الإصابة بالأنفلونزا التي تضعفهم. ينبغي أن نتذكر ايضا أهمية تلقي تطعيم الأنفلونزا لكبار السن لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض وعواقبه. وهذا ينطبق بشكل أكبر على كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة. حيث أن انتشار الأمراض المزمنة قد ينتج عن الأنفلونزا.
تقوم طواقم كلاليت بحملات تطعيم سنوية، ويعمل طاقم كلاليت لأمراض الشيخوخة في حيفا والجليل الغربي على رفع مستوى الوعي لدى المرضى المسنين، وكذلك أفراد الأسرة ومقدمي الرعاية لهم، ويشدد الطاقم على أهمية زيارة المسنين من وقت لآخر، والتأكد من التدفئة الامنة، ارتداء الملابس المناسبة والتغذية السليمة، وذلك من أجل الحد بشكل كبير من الأضرار الناجمة عن البرد لدى كبار السن، والتي نصادفها كل عام، خاصة في ظل شتاء بارد وممطر.
[email protected]