دعا مجلس الأمن الدولي الأربعاء الإسرائيليين والفلسطينيين إلى استئناف المفاوضات من أجل التوصل سريعا إلى اتفاق يضمن تهدئة دائمة فيقطاع غزة بعد يوم من انهيار الهدنة بين الطرفين.
وأكد المجلس -في بيان تبناه بإجماع أعضائه الـ15- أنه "يدعم بالكامل" المبادرة المصرية، معبرا عن "قلقه البالغ" لاستئناف الأعمال العدائية بين الطرفين في قطاع غزة.
وكانت مصر طالبت الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالالتزام مجددا بالهدنة ومواصلة التفاوض، وأبدت "أسفها البالغ" لاستئناف القتال في قطاع غزة بدل "الاستمرار في الانخراط بشكل إيجابي في المفاوضات".
وقالت وزارة الخارجية المصرية -في بيان- إن الاستمرار في المفاوضات من شأنه أن يفتح الباب للتوصل إلى اتفاق يضمن وقفا طويل الأمد لإطلاق النار، و"تحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني خاصة في ما يتعلق بفتح المعابر وإعادة الإعمار".
ومن جهة أخرى، أفادت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي بأن وفدا إسرائيليا برئاسة المستشار السياسي للسفارة الإسرائيلية في مصر إيال دانينو وصل الأربعاء إلى القاهرة لعقد لقاءات مع مسؤولين مصريين بشأن إمكانية استئناف مفاوضات التهدئة مع الفصائل الفلسطينية.
وقال رئيس الوفد الفلسطيني عزام الأحمد -في تصريح للصحافة بالقاهرة مساء الثلاثاء قبل مغادرته القاهرة- إن الجانب الإسرائيلي كان لديه "قرار مبيت لإفشال المفاوضات"، موضحا أن إسرائيل أعلنت انهيار المفاوضات بينما كان الوفد الفلسطيني يتشاور مع الوسيط المصري.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي استأنف الثلاثاء غاراته على قطاع غزة بناء على أمر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي سحب وفده المفاوض من القاهرة بذريعة إطلاق ثلاثة صواريخ على بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع.
مجرد ذريعة
لكن موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) نفى صحة الرواية الإسرائيلية، ووصف الحديث عن إطلاق الصواريخ الثلاثة بأنه ذريعة لاستهداف شخصية كبيرة من حماس، في إشارة إلى محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس.
وعبرت الحكومة الإسرائيلية عما يشبه الرفض للمطالب الفلسطينية الرئيسية، وعلى رأسها إنشاء ميناء بحري في غزة وتفعيل المطار. وعرضت مصر صيغة اتفاق لوقف إطلاق النار تُرجئ قضيتي الميناء والمطار إلى ما بعد شهر من سريان الهدنة.
وفي السياق نفسه، اعتبر مسؤول العلاقات الخارجية في حماس أسامة حمدان أن الجانب الإسرائيلي كان يحاول خلال المفاوضات خفض سقف توقعات الوفد الفلسطيني في ما يخص مطالب الشعب الفلسطيني المتمثلة أساسا في إنهاء العدوان والحصار وبدء الإعمار والنقاط الأخرى.
وقال إن تل أبيب كانت تراهن على إطالة أمد التهدئة والمفاوضات لكسر الموقف الفلسطيني الذي وصفه بأنه كان موحدا. وأضاف أن إسرائيل كانت تريد أن تنتزع في المفاوضات ما لم تستطع نيله بالحرب.
وفي إطار ردود الفعل، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الأربعاء إن "إسرائيل هي التي تعوق كل الاتفاقيات التي تؤدي إلى تهدئة". مؤكدا أن "الجامعة ترغب في الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن".
وبدورها، حملت الولايات المتحدة المقاومة الفلسطينية مسؤولية خرق الهدنة، وتحدثت عن "حق" إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وأدانت ما سمته إطلاق صواريخ من قطاع غزة، قائلة إن حماس هي التي تتولى المسؤولية الأمنية في القطاع.
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خرق الهدنة التي رعتها مصر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأعرب -في بيان- عن خيبة أمله جراء تجدد القتال بين الطرفين.
[email protected]