تجددت المواجهات والأعمال العسكرية في قطاع غزة بين مقاتلي كتائب عز الدين القسام والقوات الاسرائيلية، منذ أن انفضت المفاوضات غير المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين في القاهرة، بوساطة مصرية، دون اتفاق مطلع الاسبوع الجاري.
فقد باشر المقاتلون الفلسطينيون بإطلاق عشرات الصواريخ استهدفت مدنا وبلدات اسرائيلية عدة. في المقابل شن الطيران الاسرائيلي أكثر من 100 غارة جوية على غزة مستهدفا قيادات في كتائب القسام. وبدأ عدد الضحايا الفلسطينيين من قتلى وجرحى، جراء القصف الاسرائيلي، في الارتفاع من جديد.
وقد استدعت الحكومة الاسرائيلية أكثر من 2000 من جنود الاحتياط الى الالتحاق بصفوفهم استعداد للمعركة القادمة، وأمرت بإعادة فتح الملاجئ التي يقصدها المدنيون الاسرائيليون، كلما انطلقت صفارات الانذار، في المناطق الواقعة ضمن مسافة 50 كيلومترا من الحدود مع غزة حيث توعدت كتائب القسام بالرد. وقالت إن إسرائيل فتحت "أبواب جهنم" وسوف تدفع ثمنا باهظا.
وقد عبرت وزارة الخارجية المصرية عن أسفها لانهيار وقف اطلاق النار بين الجانبين. وقالت في بيان لها انها ستواصل اللقاءات الثنائية بينهما. وقد اصطدمت المفاوضات بمواقفهما المتعارضة بشأن رفع الحصار الاسرائيلي عن غزة.
فبينما يطالب الوفد الفلسطيني برفعه كليا وفتح المعابر والميناء والمطار ترى اسرائيل انها غير مستعدة لقبول هذه المطالب في الوقت الراهن.
ويرى مراقبون أن مواقف الطرفين تشددت الآن وأنهما لا يبديان أي استعداد لوقف القتال وإحلال السلام. ويورد هؤلاء في بعض تحليلاتهم أن لكل منهما أسبابه السياسية الخاصة به مع المراهنة على القوة لإجبار الطرف الآخر على التنازل.
ويضيف هؤلاء أن الحكومة الاسرائيلية ترى أن هدوء الجبهة مع غزة سيزيد من اهتمام الاسرائيليين بالمشاكل الداخلية الصعبة التي يتعين على الحكومة مواجهتها في حين أن حالة الحرب ستعزز الدعم التلقائي للجيش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ولفرصه في الانتخابات المقبلة.
في السياق نفسه يرى محللون أن استمرار المواجهة برغم اختلال الميزان العسكري، ومواصلة قصف كتائب القسام لبعض المدن والبلدات الاسرائيلية، وإن كان قصفا عقيما حسب تعبير بعضهم، سيزيد من الدعم الشعبي العربي والدولي للفلسطينيين وسيدفع بأهل غزة الى أحضان حماس وعشق المقاومة حتى إذا جرت انتخابات فلسطينية غدا فقد تفوز بها حركة حماس بجدارة.
[email protected]