قد يكون للوجبات السريعة المشبّعة بالدهون، والتي تستهلك بشدّة في عصرنا هذا، دور كبير في تفاقم هذه المشكلة. كذلك فإن ميول الأطفال هذه الأيام أكثر إلى الألعاب الإلكترونية على الـIpad والهواتف الذكية عوضاً عن اللعب في الطبيعة مع ما يتضمنه من حركةٍ تساهم في المحافظة على رشاقة الأطفال، لها أيضاً أثراً على مشكلة البدانة عند الأطفال.
لكن هذه العوامل وحدها غير كافية، فالبدانة المفرطة لدى الطفل تنذر بوجود مشكلةٍ جسدية أو نفسية لدى الطفل، لذلك على الأهل التحرّك سريعاً لاكتشاف المشكلة ومعالجتها في أسرع وقت ممكن. التوجه إلى الطبيب هو القرار الصحيح لأن هناك عوامل وأسباب طبية عدّة يجب التأكد من وجودها أو عدمها، أولها العامل الوراثي، حيث تكون نسبة وزن العظم عادةً لدى هؤلاء عالية، ولا يمكن للطب أن يتدخل بها.
أما في حال انعدام وجود العامل الوراثي فيتم عندها اللجوء إلى الفحوصات والتحاليل الطبية التي ستكشف الأسباب الكامنة وراء ذلك، والمتّصلة بخلل في الهرمونات. وهذا الخلل قد يكون في إحدى الغدد الآتية:
الغدّة الدرقية التي تفرز هرمون الثايرويد وهو بنوعين: الأول الثايروكسين أو T4، ويعتبر الهرمون الرئيسي، فيما الثاني هرمون يسمى ثالث يود الثيرون أوT3، والذي يتحوّل إلى ثايركسين عند النسيج المطلوب. وكلما نقص الثايروكسين في الدم يزداد إفراز هذه الهرمونات. وبالعكس إذا زادت كمّيته في الدم نقص إفراز هذه الهرمونات.
غدّة الكظر أو الـ Surrenale التي تعلو الكليتين، وتتضمن عضوين غدّيين متميّزين، اللب (medulla) وهو جزء من الجهاز العصبي الودي ويفرز الكاتيكولامينات (الأدرينالين أو النورأدرينالين)، والقشر (Cortex) ويفرز الهرمونات القشرية السكرية (Glucocorticoids)، التي تسهم في تنظيم استقلاب مصادر الطاقة والاستجابة إلى الشدّة، والقشريات المعدنية (Mineralocorticoid)، وإضافةً إلى ذلك يقوم القشر بإفراز الأندروجينات.
الغدة النخامية أو الـ Gonaded المرتبطة بالخصيتين لدى الذكر والمبيضين لدى الأنثى. اكتشاف الخلل في واحدة من هذه الغدد يسهّل الطريق أمام الطبيب ويجعله قادراً على التعاطي مع السبب الرئيسي للشراهة، وبالتالي يمكنه أن يبدأ رحلة علاجية تختلف باختلاف الخلل.
[email protected]