في الذكرى ال ١٠١ لميلاد القائد العربي جمال عبد الناصر نظم حزب الاتحاد ندوة حوارية حملت عنوان "الناصرية خيار الامة لنهضة عربية تحررية مستقلة" في دار بيروت- محلة بربور، عصرأمس الخميس
حضر الندوة امين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في لبنان فتحي ابو العردات، امين سر حركة فتح في بيروت العميد سمير أبو عفش؛ نائب رئيس حرب الاتحاد احمد مرعي؛ عضو اللجنة للمؤتمر القومي العربي الدكتور عدنان البرجي، عضو الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين "المرابطون"؛ محمد قليلات، الكاتب الدكتور حسن قبيسي؛ وحشد من المثقفين اللبنانيين والفلسطينيين.
بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت على روح الشهيد جمال عبد الناصر وشهداء الامة العربية.
وكانت المداخلة الاولى لنائب رئيس حزب الاتحاد احمد مرعي عدّد فيها ما كان يؤمن به الرئيس عبد الناصر من رفضه للهيمنة على مقدرات الامة مطلقاً بذلك مشروعاً عربياً تحررياً هدفه رفض تقسيم الامة العربية. واعتبر مرعي ان دعم عبد الناصر لم يقف على دعمه لفلسطين وثورة الجزائر انما كان داعماً لكل المشاريع التقدمية والتحررية في العالم العربي.
واكد مرعي ان حلم عبد الناصر كان يهدف الى توحيد الامة العربية واعادتها الى مصافي الدول المتقدمة والناجحة، ورأى مرعي ان وفاة عبد الناصر ادخلت الحلم العربي في سبات عميق، وعزز موته المصالح الشخصية للدول على المصالح المشتركة ومصالح الامة وما تبع ذلك من عمالة بعض الدول الى المحتل الاجنبي.
وشجب مرعي الوضع الحالي الذي وصلت اليه الامة العربية من حالة الضعف والهوان بعد غياب عبد الناصر بحيث اصبحت العمالة وجهة نظر، وما تبع ذلك من دمار حل بالعالم العربي، معتبرا ان عبد الناصر واجه هذه المشاريع المشبوهة وعمل لاقامة مشروع عربي نهضوي وحدوي بين مكونات الامة.
وفي سياق كلمته اوصى مرعي بمشاركة المثقفين العرب في صناعة القرار، حتى تتحول الى مقدمة للمشروع العربي، اضافة الى تكريس النهضة العربية بين جميع فئات الامة العربية.
وكانت المداخلة الثانية لامين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات، اعتبر فيها ان استحضار ذكرى ميلاد الرئيس عبد الناصر هو ذكرى خالدة في وجدان الشعب الفلسطيني على اعتباره رمزاً من رموز الامة العربية.
واعتبر ابو العردات ان اسم عبدالناصر يكفي لشحذ الهمم في الدفاع عن فلسطين؛ مستذكراً مشاركات الرئيس عبد الناصر في الدفاع عن فلسطين، وكان اولها في الفلوجة حيث اصيب عبد الناصر ورفض الانسحاب مع فرقته حتى اخر لحظة، رافضاً التفاوض مع العدو الاسرائيلي. ورأى ابو العردات ان القضية الفلسطينية حفزت عبد الناصر ورفاقه من الضباط الاحرار في ثورتهم على الملكية، ليعيد بعد وصلوه الى السلطة مرحلة النهضة العربية والاستصلاحات.
واكد ابو العردات ان الدعم المصري - بقيادة عبد الناصر- للقضية الفلسطينية بدأ حتى قبل ان تكتسب القضية الفلسطينية ابعادها على المستويين العربي والدولي، وذلك بسبب ايمانه بأحقية الحقوق العربية في مواجهة الاحتلال.
واعتبر ابو العردات ان عبد الناصر آمن بضرورة نبذ الخلافات بين مكونات الامة العربية، بحيث تكون الوحدة هي الطريق الى الانتصارات، مؤكداً ان السبيل الوحيد لعودة الحقوق العربية يبدأ من اعادة الحقوق الفلسطينية الى الشعب الفلسطيني وانتزاعها من جيش الاحتلال لان اصل الداء هو الانقسام، واصل الدواء هو الوحدة.
ورأى ابو العردات ان الشعب الفلسطيني ينظر الى الرئيس عبد الناصر بصفته رمزاً من رموز القضية الفلسطينية، وقائداً للامة العربية، الذي دعم الشعب الفلسطيني في كافة مراحل نضاله.
وكانت المداخلة الثالثة لعضو اللجنة التنفيذية للمؤتمر القومي العربي الدكتور عدنان برجي، عدد فيها مزايا القائد عبد الناصر الذي حمل ارادة القتال ضد الاستعمار وبالتالي فان كل من يحمل روح القتال ضد المستعمر فهو عربي وقومي.
واعتبر برجي ان عبد الناصر عمل لحرية الوطن والمواطن، وبالتالي فان كل من يواجه الاستعمار ويعمل لحرية اوطانه والتضامن العربي فهو قومي وعربي، مشدداً على ضرورة الوقوف الى صف المقاومة في هذا المرحلة.
وشدد برجي على عدد من النقاط لاعادة اللحمة الى الامة العربية تكون بعودة سوريا الى جامعة الدول العربية ووقف الحرب على اليمن والعراق وليبيا وغيرها من الاوطان العربية التي ترزج وتئن تحت وطأة الحرب الداخلية والخارجية.
ودعا برجي الشباب الى اخذ دورهم، من خلال المشاركة في اتخاذ قرارات الامة لاعادة الوحدة والتكامل الى الامة العربية، واضعاً ثقته الكاملة بالشباب العربي لاعادة الاعتبار الى الامة.
وكانت المداخلة الرابعة لعضو الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون محمد قليلات رأى فيها ان هجرة الادمغة العربية يؤدي الى تفريغ الامة من علمائها مؤكداً ان نسبة المهاجرين من الادمغة العربية يبلغ ثلث الهجرات على المستوى الدولي.
وأسف قليلات الى الحال الذي وصلت اليه الامة العربية على المستويات السياسية والاجتماعية والسياسية من نزيف للادمغة، الامر الذي يؤخر التنمية العربية ويصيب العالم العربي بحالة شلل على المستوى الفكري والتقدمي.
وعدد قليلات الاسباب التي تدفع الشباب العربي الى الهجرة، وعزا ذلك الى: الحروب والصراعات التي تشهدها الامة العربية، عدم احترام حقوق الانسان، الفساد السياسي، عدم تقدير الادمغة العربية، غياب الريادة العلمية في الاقطار العربية. ورأى قليلات ان الحل يكون من خلال الوحدة بين مكونات الامة العربية.
وكانت المداخلة الخامسة للدكتور حسن قبيسي، استعرض فيها الهواجس التي كانت تشغل بال الرئيس عبد الناصر، ويأتي في مقدمها الوحدة العربي، وبناء جيش قوي مهمته الدفاع عن الاوطان العربية من نصرة الشعب اليمني وغيره من شعوب الامة في وجه الاستعمار البريطاني، واسقاط المشاريع الاستعمارية.
ورأى قبيسي ان عبد الناصر كان همه الحفاظ على مقدرات الامة فمصر قبل عبد الناصر كانت ملكية تسعى الى الممتلكات الخاصة، بينما مصر عبد الناصر سعت الى الحفاظ على الامة والى اعادة الُملك للشعب.
وفي نهاية اللقاء فتح باب النقاش والتعليقات التي أكدت على اهمية ارث عبد الناصر في حياة الشعوب العربية.
[email protected]