اتضح اول أمس الخميس أن رجلاً وجدوه مساء الثلاثاء الماضي مضرجاً بدمه في أحد شوارع مدينة هامبورغ بالشمال الألماني، وتوفي بعدها في مستشفى نقلوه إليه، هو رجل الأعمال السوري الدكتور محمد عبد القادر جونة، المالك لعقارين وصيدليتين في هامبورغ المعروف فيها بمعارضته الشديدة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وبنشاطه عبر "اتحاد السوريين في المهجر" الذي كان رئيسه سابقاً.
جونة، الأب لابنتين بعمر المراهقة من زوجته الروسية، تعرض لهجمة شرسة من شخص أو أكثر مساء الثلاثاء، معظمها كانت بالفأس على رأسه، كما تم بتر أحد أصابعه، وفقاً لما نقلت وسائل إعلام ألمانية عن الشرطة، ومعظمها أبدت قلقها من أن يكون الأمر باغتياله جاء من دمشق، على حد ما يمكن استنتاجه من شاب سوري كان في المكان
وبتروا إحدى أصابعه
ثم ذكر شهود عيان أنهم رأوه يدخل المبنى في السادسة مساء، وخرج منه في السابعة والنصف وهو يترنح وينزف دماً، لذلك اقتفى من بقي من رجال الشرطة في المكان آثار الدماء النازفة منه، فقادتهم إلى الشقة التي كان فيها وتعرض للاعتداء، واتضح أنه يملكها وجعلها مقراً لمركز ثقافي سوري، ومنه كان الدكتور جونة يمارس معارضته للنظام في سوريا بالوسائل المتاحة، إلى درجة أنه ألغى في إحدى المرات عقد إيجار تجاري مع شخص سوري، لأنه اكتشف عبر فيديو شاهده أن والده من جنود النظام.
في الشقة عثرت الشرطة على فأس، ومن تحقيق أولي اتضح أنها أداة الجريمة، وأنه تلقى أكثر من 20 ضربة بشكل وحشي، كما بتر المعتدون عليه إحدى أصابعه. وفي اليوم التالي، أي الأربعاء، عثرت الشرطة على ملابس وحذاء في سلة مهملات قرب مكان الجريمة، لكنها لم تؤكد بعد ما إذا كان لها علاقة بالجريمة أم أنها لشخص غير متورط.
تهديد من مناصر لحزب الله
إحدى معارف جونة، وهي سورية اسمها "ميسون بيرقدار" وتقيم في هامبورغ، أخبرت الشرطة أنها كانت جالسة معه في مكتب صيدليته بعد ظهر اليوم الذي اعتدوا عليه فيه، وتحدثت إليه عن تنظيم مظاهرة في هامبورغ لمناسبة الذكرى السنوية للثورة السورية، وأنه كان على موعد مع طبيب أسنان. كما قالت في مقابلة أجراها معها "تلفزيون سوريا" إن عدداً من المعارضين السوريين "وصلتهم رسائل تهديد، وإليها وصلت أيضاً رسالة تهديد صوتية من شخص قال إنه من حزب الله، وندد بمواقفها الرافضة لنظام الأسد"، وفق تعبيرها.
[email protected]