حملت الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، اليوم الأحد، حركة حماس وعلى رأسها رئيس الحركة وأعضاء مكتبها السياسي المسؤولية الكاملة عن أرواح وحياة الصحفيين والصحفيات في قطاع غزة.
كما حملت النقابة خلال اجتماع تشاوري عاجل برئاسة نقيب الصحافيين، ناصر أبو بكر، لمناقشة التداعيات الخطيرة لسلسة الاعتداءات والجرائم المرتكبة بحق النقابة والمؤسسات الاعلامية والصحافيين في قطاع غزة، حماس المسؤولية عن تورط أجهزتها الأمنية في تعذيب وملاحقة الصحفيين وخلق بيئة معادية لحرية العمل الصحفي في قطاع غزة.
ورأت أن هذه السياسة هي نتاج طبيعي لحجم التحريض والتربية الحزبية الضيقة لعناصرها وأجهزتها ضد حرية الرأي والتعبير وحرية العمل الصحفي.
وجرى خلال اللقاء استعراض هذه الانتهاكات والاعتداءات وانعكاساتها الخطيرة على واقع الحالة الصحفية والتي تجعل في حال استمرارها قطاع غزة بيئة معادية لحرية الصحافة وحرية العمل الصحفي وسط مضاعفة حجم المخاطر التي تهدد حياة الصحافيين بفعل هجمة منظمة ومدروسة لكتم الصوت واخراس حرية العمل الصحفي هناك.
وتدارست الأمانة العامة لنقابة الصحفيين طبيعة الانتهاكات والاعتداءات على المؤسسات الصحفية والصحفيين وسبل التصدي لهذه الموجة الخطيرة من قبل الاجهزة الامنية التابعة لحماس ضد الصحافيين وأعضاء النقابة.
وقررت اعلان انعقادها الدائم لمتابعة المستجدات والتطورات وجرائم استهداف وملاحقة الصحفيين واعلان حالة الطوارئ القصوى في صفوفها للوقوف الى جانب الصحفيين ومقاومة سياسة حماس في تحويل العمل الصحفي الى جحيم في قطاع غزة.
وعبرت عن قلقها واستنكارها الشديد ازاء تصاعد جرائم استهداف الصحفيين بالملاحقة والتهديد والترهيب والاعتقال والتعذيب كما حدث مع المدير الاداري للنقابة، الزميل لؤي الغول، الذي جرى توقيفه وتعذيب بصورة وحشية من قبل افراد وضباط من جهاز الامن الداخلي التابع لحركة حماس وما تبع ذلك من تهديد ووعيد بالتصفية واعتقال زوجته في حال كشفه عن طبيعة الممارسات الدنيئة بحقه اثناء توقيفه وتعذيبه، إضافة إلى ملاحقة الصحفيين صلاح أبو صلاح، وسامح الجدي، وعاهد فروانة، ومنيب أبو سعادة، وهدى بارود، وأحمد اللوح، حسب المعلومات التي وصلت للنقابة اليوم من منظمات حقوقية.
كما توقفت الامانة العامة عند جريمة تدمير مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وما يمثله هذا الفعل من بعد اجرامي وعقلية مأزومة تجاه الصحفيين وحرية العمل الصحفي في غزة، مشيرة الى أن مستوى هذا الاعتداء وما تبعه من محاولات تبريرية وفبركات اعلامية مترافقة مع موجة الجرائم والاعتداءات على الصحفيين يمثل نقطة مفصلية لابد من استخلاص العبر والدروس المستفادة على اكثر من مستوى وصعيد لان نقابة الصحافيين تعتبر ما حدث بانه جريمة بحق الصحفيين وبحق الشهداء والجرحى والاسرى وبكل المجتمع الفلسطيني برمته.
ودعت الأمانة العامة كافة الفصائل والاحزاب والمؤسسات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني لدراسة امكانية اعلان المقاطعة لحركة حماس بمختلف مستوياتها في حال عدم وقف استهداف وملاحقة الصحفيين والصحفيات في قطاع غزة.
وأشادت بمواقف الكتل الصحافية المهنية المنضوية تحت مظلة النقابة التي اصدرت بيانات ومواقف واضحة ازاء هذه الجرائم والانتهاكات لحقوق الصحفيين والصحفيات، رافضة جملة وتفصيلا بيان كتلة الصحفي الفلسطيني الذي تساوق مع رواية اجهزة أمن حماس، دون التطرق للانتهاكات والجرائم بحق الصحفيين ومدير النقابة في غزة، مطالبة هذه الكتلة بتصحيح موقفها الشاذ عن موقف الاجماع الصحفي الفلسطيني، وان كتلة الصحفي الفلسطيني تعبر عن موقف حزبي وامني لا يمت بصلة للعمل الصحفي المهني ولقواعد الانتماء للمهنة واولها الدفاع عن حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة ومنع تكميم الافواه وملاحقة الصحفيين.
ودعت المواطنين في قطاع غزة لخلق اوسع بيئة مساندة وحاضنة للصحفيين والصحفيات باعتبارهم جنود في خدمة قضايانا الوطنية والمجتمعية.
كما دعت كافة المؤسسات الصحفية والاعلامية لتكثيف التغطية الاعلامية وتخصيص موجات مفتوحة وتسليط الضوء على الوضع الداخلي لقطاع غزة واستقبال شكاوي المواطنين والصحافيين على حد السواء جراء ما يتعرضون له من قهر وظلم ومحاولات اسكات صوت الحقيقة، بما يفضح سياسة القوى الظلامية الرامية لتحويل قطاع غزة الى مقبرة جماعية للأحياء.
وأعلنت حالة الطوارئ القصوى في صفوف الامانة العامة لتكون في حالة انعقاد دائم ودعوة كافة الاعضاء في النقابة للتواجد الدائم في مقريها (الضفة وغزة)، في اطار الدعم والمساند للزملاء الصحافيين والصحافيات في قطاع غزة.
ودعت إلى انشاء غرفة عمليات دائمة لتوثيق بالشراكة مع مؤسسات حقوق الانسان، وتحليل سلسلة الاعتداءات بحق الصحافيين والمؤسسات الاعلامية في قطاع غزة في اطار التأكيد على ان هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم .
ووجهت النقابة التحية لكافة الصحفيين والصحفيات الذين عبروا عن التفافهم حول مواقف النقابة ووحدة الجسم الصحفي الفلسطيني ضد اي انتهاك من اي جهة كانت، معبرة عن اعتزازها بالصحفيين الذي يعملون بمهنيتهم العالية، رغم كافة المخاطر المحدقة بهم، مجسدين نموذجا رائعا من العمل المتفاني والانتماء الحقيقي لهذه المهنة ورسالتها النبيلة في خدمة شعبنا وقضاياه الوطنية العادلة.
[email protected]