عقد في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة بن غوريون في النقب لقاء حول قانون القوميّة، وذلك بمشاركة النائبة عايدة توما- سليمان (الجبهة- القائمة المشتركة) ومجموعة من المحاضرين والباحثين وطلاب اللقب الثّاني والثّالث في القسم.
وافتتحت النائبة عايدة توما -سليمان اللقاء مؤكدة على أن الحكومة الأخيرة كانت الأسوأ وقالت: حين اتفقنا على عقد هذا اللقاء لم نكن نعلم أن اليوم سيكون اليوم الأخير فعليًّا في حياة الحكومة الاسوأ والأكثر عنصريّة، لقد تخلصنا من حكومة نتنياهو، الا أن نضالنا مستمر ضد "إرثها" المكوّن من أكثر من 32 قانون عنصري وواقع جديد بدأ يتدهور أكثر وأكثر بعد قانون القوميّة.
وأكّدت توما -سليمان أن قانون القومية يؤسس لدولة أبرتهايد، وأنه قانون عنصري ليس فقط بسبب ما كتب في نص القانون، بل أيضًا بسبب ما حذف منه قصدًا، فقد حذفت مصطلحات مثل ديمقراطيّة ومساواة، كذلك فالقانون الذي جاء ليعرّف الدولة لا يتطرّق نهائيًا لخمس المواطنين في الدولة؛ المواطنين العرب.
وحول النقاش الدائر منذ سنوات عن التناقض بين يهودية الدولة وديمقراطيتها، قالت: الواقع الجديد الذي طرحته حكومة اليمين جاء ليحسم هذا النقاش الدائر منذ سنوات، اذا كنا حتى الآن نقول بأن تعريف الدولة كيهودية يتناقض مع تعريفها كدولة ديمقراطيّة، أتى قانون القوميّة الى جانب رزمة القوانين الأخرى ليحسم النقاش وليؤكد بشكل فاضح أن دولة إسرائيل هي دولة يهودية حتى لو كان ذلك على حساب الديمقراطيّة.
كما أضافت أن هذا القانون الذي يعتبر قانون أساس ويريد تعريف الدّولة، لا يتطرّق أصلًا لدولة إسرائيل، بل أنه يتطرّق لما يسمى "أرض إسرائيل" هذا المصطلح الذي يفتتح نص القانون يدل على الأيديولوجيا التي تقف من وراء النص.
وأسهبت توما -سليمان حول كيفيّة تناقض هذا القانون مع القوانين والمعاهدات الدوليّة، وكيف يتعامل مع مناطق محتلة وكأنها جزء من الدولة، وبالمقابل نسمع ادعاءات اليمين ضد عملنا في الساحة الدوليّة، فيصرحون أن قانون القوميّة هو شأنًا إسرائيليًّا داخليًّا.
وقالت: بما أننا نلتقي في قسم دراسات الشّرق الأوسط، من المهم أن نشدد على التأثير الكارثي للقانون على كل المنطقة، وكيف أنه يهدد ويمنع أي حل سياسي.
وأكدّت توما -سليمان أنه وبالرغم من انتهاء الدورة البرلمانيّة وحل الكنيست، ما زالت أمامنا طريق طويلة من النضال، خاصةً في ظل الواقع الجديد الذي فرضته الحكومة الأخيرة، حيث أنها عملت بكل أذرعها من أجل توطيد وشرعنة الاستيطان، والقضاء على أي هامش ديمقراطي داخل الدولة، وتدريج المواطنة بحسب العرق بصورة عنصرية سافرة.
واختتمت: هذه هي نتائج السياسات التي انتهجها نتنياهو ووزراء حكومته، وقد نكون تخلصنا من هذه الحكومة ولكننا سنتابع العمل من أجل تغيير هذا الواقع السوداوي، ومن أجل خلق واقع أفضل وأكثر عدلًا لكل من يقطن هذه البلاد.
[email protected]