جاء في بيان صادر عن جمعية الموكب لمسيرة الميلاد التقليدية في الناصرة صباح اليوم الخميس : منذ اكثر من 35 عاماً تقوم جمعية الموكب بتنظيم مسيرة الميلاد المجيد في الناصرة، وفي السنوات الاخيرة عملت الجمعية ايضاً على تنظيم الاحتفال بإضاءة شجرة الميلاد في شارع بولس السادس وتزيين شارع القديس أنطون المحاذي لمركز البابا بنديكتوس. وقد بادرت الجمعية في هذه السنة إلى تنظيم ثلاث أمسيات ميلادية تحت عنوان "امسيات طفل المغارة" ضاهت بجمالها وزينتها وبرنامجها ليالي الميلاد في دول العالم الغربي، وقدمت لأهل الناصرة والضيوف اجواء ميلادية اوروبية ستشكل نقطة تحول في مفاهيم الاحتفال بعيد الميلاد في مدينة البشارة، وهي تعكس الرؤية المستقبلية الشاملة لجمعية الموكب بكل ما يتعلق بالاحتفالات بعيد الميلاد المجيد، إيمانا منا بأهمية إعطاء الناصرة حقها في الاحتفال بهذا العيد بشكل لائق أسوة بمدن العالم.
للمسيرة دور ايجابي من الناحية السياحية والاقتصادية، إذ تدخل الحيوية إلى المدينة وتستقطب السياحة الخارجية والداخلية، وهي تؤدي هذا الدور بأمانة منذ تأسيسها، هذا بالاضافة الى دورها الاجتماعي بتوافد جميع أبناء وعائلات المدينة من مختلف حاراتها وطوائفها في مسيرة محبة وتآخٍ وسلام، مسيرة تعود بالناصرة إلى أجمل أيامها ليحتفل الجميع بفرح ولادة طفل المغارة لابنة مدينتهم العذراء مريم.
يتطوع أعضاء جمعية الموكب، وعددهم 15، خلال السنة بكل اخلاص ومحبة لتخطيط وإدارة وتنفيذ هذه الاحتفالات على حساب عائلاتهم واوقات فراغهم وراحتهم، ويتبرعون من مالهم الخاص لتطوير هذه الاحتفالات بهدف إدخال الفرحة إلى قلوب الناس والأطفال، لان لجمعية الموكب جمهوراً واسعاً من المؤيدين من كافة اطياف مجتمعنا العربي واليهودي، فهي جزءٌ من هذا المجتمع تشاركه افراحه وأتراحه وتعي تماماً همومه وطموحاته، ولا تخشى ان تقرر إلغاء المسيرة اذا لم تتناسب الأجواء مع تطلعات مجتمعنا كما حدث في أكتوبر 2000 وفي احداث غزة، ورفضت الجمعية مرتين تلقي الميزانيات من جهات غير مقبولة على مجتمعنا.
في الأيام الماضية، وعلى خلفية فكرة مشاركة الفرقة الموسيقية التابعة للشرطة في مسيرة الميلاد ال- 36، تلقينا العديد من ردود الفعل من الجمهور بين مؤيد ومعارض لهذه المشاركة، وذلك من خلال اتصالات هاتفية ورسائل نصية ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي كانت معظمها توجهات بناءة تعبر بشكل تربوي عن رأي صاحبها دون ممارسة أي ضغوط على الجمعية. ولكن الغريب في الأمر ان البعض القليل من المعلقين في شبكات التواصل الاجتماعي بدل ان يعبر عن رأيه في فكرة ألمشاركة اختار التهجم على جمعية الموكب وخاصة على مكانتها والتشكيك بنزاهتها ضارباً بعرض الحائط تاريخ هذه الجمعية والعمل الكبير والخدمة المستمرة التي تقدمها لهذه المدينة وأهلها وجميع المواطنين في هذه البلاد.
نحن في جمعية الموكب نحترم الجميع ونقول ان لكل شخص حق التعبير عن رأية ومبادئه وأفكاره بشكل موضوعي دون الحاجة إلى التهجم على الجمعية وأعضائها لغاية غير مفهومة بل مشبوهة، ونقول لهؤلاء يكفينا مزاودات وتهجم على كل ما هو مخالف لرأيكم، أصبحتم لا تفرقون بين الخير والشر، بين الإيجابي والسلبي وبين الحق والباطل، الوطنية ليست بالشعارات والتهجم على الآخرين وإنما بالعمل بإخلاص لهذا البلد وأهله الطيبين.
ان موافقتنا على إشتراك الفرقة الموسيقية التابعة للشرطة، التي كان من المفروض ان تشارك في استقبال السفير الكوري في القدس في نفس اليوم وفضلت المشاركة في مسيرة الميلاد في الناصرة، يصب في القيم التي علّمنا إياها انجلينا المقدس، قيم التسامح، المحبة وتقبل الآخرين واحترامهم، ويعكس معاني الميلاد المجيد التي فيها يمّحي البغض وينبت الحب. لقد كانت رغبتنا ان تكون مسيرتنا مسيرة تآخٍ وسلام ورأينا في مشاركة هذه الفرقة الموسيقية ما يعزز من هذا التأخي.
وقد اجتمعت اليوم جمعية الموكب مع مدير شرطة الناصرة وتوصلنا معاً الى تفاهم رغم الجانب الايجابي لمشاركة الفرقة الموسيقية للشرطة في المسيرة فان الاجواء العامة عند بعض فئات مجتمعنا غير جاهزة لتقبل هذا الأمر، ورغبة منا في أن نبقى دائماً في صف واحد مع كافة أطياف مجتمعنا وبعيدين عن الأمور السياسية قررنا تأجيل مشاركة الفرقة الموسيقية التابعة للشرطة للمستقبل حين تتوفر الاجواء الملائمة لهذه المشاركة، آملين ان نكون بهذا قد طوينا هذه الصفحة لنتفرغ للاحتفال بالميلاد المجيد، وكل عام وانتم بخير
[email protected]