شهر نيسان هو الشهر العالمي لمنع العنف ضد الأطفال ، و لا يقتصر العنف ضد الأطفال على الإساءات الجسدية التي تفضي إلى الكدمات وغيرها من الإصابات، وإنما يشمل المصطلح ما هو أوسع من ذلك، حيث يشتمل على نواح عديدة، منها الإساءة إلى صحة الطفل الجسدية والنفسية وإحداث خلل في نموه.
أقسام العنف ضد الطفل :
ينقسم العنف ضد الطفل إلى عدة أشكال، ويعد العامل المشترك بينها جميعاً هو ما يسببه من تأثير نفسي على الطفل. وتنقسم هذه الأشكال إلى ما يلي:
● العنف الجسدي :
ومن الأمثلة على ذلك ﺃﻱ ﺿﺮﺭ ﻏﻴﺮ ﻋﺮﺿﻲ يتم إلحاقه باﻟﻄﻔﻞ. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺸﻤﻞ الضرﺏ ﻭﺍﻟﺮﻛﻞ ﻭﺍﻟﺼﻔﻊ والهز بعنف، الحرق ، الوخز ، شد ﺍﻟﺸﻌﺮ ، ﺍﻟﻌﺾ ، الخنق ، الرﻣﻲ، الدفع والجلد. ويذكر أن نحو 16.6% من الأطفال الذين يتعرضون للعنف يتعرضون لهذا الشكل منه.
● العنف الجنسي:
وهو القيام بأي فعل له علاقة بالجنس مع الطفل. وذلك ﻳﺘﻀﻤﻦ المدﺍﻋﺒﺔ الجنسية ، ﺍﻟﺠﻤﺎﻉ ، ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ، ﺍﻻﺳﺘﺜﺎﺭﺓ ، ﺑﻐﺎء الطفل وممارسة ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻔﻢ وإجباره على ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ الأﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ. ويذكر أن نحو 9.3% من الأطفال الذين يتعرضون للعنف يتعرضون لهذا الشكل منه.
● العنف النفسي:
وهو ﺃﻱ ﻣﻮﻗﻒ ﺃﻭ عمل يتعاﺭﺽ مع نفسية اﻠﻄﻔﻞ الطبيعي ﺃﻭ نموه ﺍﻻﺟﺘﻤﺎعي. وﻳﺸﻤﻞ ذلك الصراخ عليه بشكل مبالغ به، فضلاً عن ﺍﻹﻫﺎﻧﺎﺕ والتهديدات والتلقيب بألقاب سيئة والحديث عنه أو معه بشكل سيء أمام الآخرين والتصغير من شأنه أمامهم ومقارنته بالآخرين بشكل سلبي والقول بأنه سيء أو لا قيمة له أو أنه جاء إلى هذا العالم عن طريق الخطأ. كما ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺃﻳﻀﺎً إهماله كشكل من أشكال العقاب، فضلاً عن ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻌﻄﻒ ﻭﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻼﺯمين ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺭﻓﺎﻫﻴته ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎعية ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ. ﻭذلك علاوة على التجاهل وﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ اللفظية، منها قول "أحبك" والفعلية منها ﺍﻟﻌﻨﺎﻕ والتقبيل، فضلاً عن عدم ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ. ويذكر أن نحو 7.1% من الأطفال الذين يتعرضون للعنف يتعرضون لهذا الشكل منه.
● الإهمال:
وهو عدم ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ. ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻹﺷﺮﺍﻑ عليه بشكل كاف وملائم ﻭعدم توفير سكن أو مأوى ملائم له وعدم توفير أﻏﺬﻳﺔ ﻭﻤﻴﺎﻩ كافييين وصحيين وعدم توفير ملابس ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺳﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻘس، علاوة على ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ، ﻭﻋﺪﻡ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ. ويذكر أن نحو 64.8% من الأطفال الذين يتعرضون للعنف يتعرضون لهذا الشكل منه.
ويشار إلى أن العنف، مهما كان نوعه، يترك أثراً عميقاً لدى الطفل قد يستمر معه طوال حياته، غير أن التدخل المبكر قد يخفف من هذه الآثار.
العلامات المنذرة بكون الطفل قد تعرض للعنف :
● التعرض لعنف جسدي: - ظهور الإصابات على الجسد بشكل ﻣﺘﻜﺮﺭ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻤﺒﺮﺭ. - ظهور علامات على وجود الإﺻﺎﺑﺎﺕ، منها ﻋﻼﻣﺎﺕ يد ﺃﻭ ﺤﺰﺍﻡ أو عصا. - الترقب المستمر وانتظار حدوث أمر سيء أو مخيف. - الخجل وتجنب لمس الآخرين له، فضلاً عن كثرة ﺍﻟﺠﻔﻼﺕ وﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺌﺔ. - الخشية من العودة إلى المنزل. - ارتداء ﻣﻼﺑﺲ ﻏﻴﺮ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻠﺘﺴﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺻﺎﺑﺎﺕ، ﻣﺜﻞ ﻗﻤﺼﺎﻥ ذات أﻛﻤﺎﻡ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ.
● التعرض للعنف الجنسي: - ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ. - معرفة الطفل واهتمامه ﺑالأﻓﻌﺎﻝ الﺟﻨﺴﻴﺔ بشكل ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻪ ﺃﻭ لسنه. - ﺗﺠﻨﺐ ﺷﺨﺺ ﻣﻌﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﺳﺒﺐ ﻭﺍﺿﺢ. - تجنب ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ. - الإصابة بﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ ﺟﻨﺴﻴﺎﹰ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻤﻞ، ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺤﺖ ﺳﻦ ﺍﻝ 14. - محاولة الهرب من المنزل.
● العنف النفسي: - الانسحابية المفرطة. - الخوف والقلق المفرطين. - الخوف من ارتكاب فعل خاطئ. - ﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ، كأن يكون مفرط السلبية أو مفرط العدوانية أو مفرط الاعتمادية. - عدم التعلق بالوالدين. - قيام الطفل بأفعال الكبار، من ذلك ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ؛ ﺃﻭ أفعال الأطفال الذين هم أصغر من سنه، من ذلك الهز ومص ﺍﻹﺑﻬﺎﻡ وﻧﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻐﻀﺐ.
● الإهمال: - ارتداء ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ القذرة ﺃﻭ ﻏﻴﺮ الملائمة ﻟﻠﻄﻘﺲ أو غير المناسبة للحجم. - انعدام النظافة الشخصية والترتيب، من ذلك الشعر ﻏﻴﺮ الﻣﻐﺴﻮﻟ أو الممشط ﻭﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺠﺴﻢ الملحوظة . - وجود أﻣﺮﺍﺽ وإﺻﺎﺑﺎﺕ ﺠﺴﺪﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺧﺎﺿﻌﺔ للعلاج ﺃﻭ ﻤﺴﻤﻮﺡ بالعبث بها.
كيفية التعامل مع الطفل المتعرض للعنف :
يجب القيام أولا بالتحقيق حول الحادث وعدم ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ. أما الأمر الأهم، فهو توفير بيئة آمنة ومناسبة للطفل وتوفير احتياجاته وطمأنته بأن ما تعرض له ليس خطأه.
وفي حالة التأكد من أن الطفل قد تعرض للعنف، فيجب عرضه مع أهله على المسؤولين.
[email protected]