راقص وسط السلاسل ، وقابض على جمر الحقيقة في ظل مجتمع محتل مسكون بالمسرح الذي يجري في دمه، وشوقه اليه دائم وحنينه مستمر، يجد فيه سلوته ومتعته وينسى همومه ومتاعبه، والكتابة حالة إبداعية ورسالة اخذها على عاتقه، فهو علامة بارزة في الحركة المسرحية المحلية وطاقة لا يستهان بها.
برع في أسلوب الكوميديا السوداء من خلال نقده لأمور تحدث في المدارس العربية في ظل الاحتلال من غسيل للأدمغة ودراسة التوراة وتاريخ اليهود بمغالطاته السياسية والتاريخية.
هذه بعض المقاطع من كلمة الباحثة والمحاضرة الشفا عمرية د. جهينة خطيب، التي ادلت بها خلال الأمسية الاحتفالية، الفنية، الثقافية التي اقامتها مؤسسة الأفق للثقافة والفنون تكريمًا للكاتب والفنان الكبير عفيف شليوط بمناسبة حصوله على جائزة صندوق ارديتي السويسري في الكتابة المسرحية، وصدور الطبعة الثانية من كتابه: "جذور الحركة المسرحية الفلسطينية في الجليل" كذلك استعرضت رحلة الكاتب المسرحية من خلال ثلاث مسرحيات :
1.بموت إذا بموت
2.ابو مطاوع وحرية المرأة
3. اعترافات عاهر سياسي
وفي مسرحيته الأولى، والتي نحن بصددها التي تم ترجمتها الى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، اتبع أسلوب السخرية المرة والكوميديا السوداء من خلال جنون العظمة الذي يعاني منه الرئيس واضطهاده للشعب، فكلمة لا ممنوعة " لما انا بقول كلمة ما بدي أي اعتراض يعني، ما بدي أي اعتراض كلمة لا لازم نلغيها من قاموس اللغة العربية ".
اما مسرحية أبو مطاوع وحرية المرأة، سلّط الضوء من خلالها على فئة المنافقين التي أصبحت ظاهرة مقلقة في مجتمعنا، والتي تتحدث بما لا تفعل به بأسلوب كوميدي ولغة عامية بسيطة لتخاطب الشريحة الأكبر في مجتمعنا.
المسرحية الثالثة: "اعترافات عاهر سياسي" والتي دارت حول وضع عرب ال 48 .
كذلك تمت قراءة كلمة الكاتبة انوار الانوار، رئيسة مؤسسة إدارة الأفق نيابة عنها حيث انها لم تستطع الحضور لظروف قاهرة، اما البروفيسور رعنان راين نائب رئيس جامعة تل ابيب ود، عيرا افنيري المحاضر في جامعة تل ابيب شرحوا بأسهاب خلال مداخلتيهما عن كتابة هذه المسرحية والطريق الشاق للفوز بهذه الجائزة والتي منحت له باستحقاق وجدارة .
تولى عرافة الأمسية المسرحي محمود صبح، وكانت كلمة مسك الختام للمحتفى به الذي شكر المشاركين، مؤكدا انه مهما حقق الانسان من إنجازات وحصل على جوائز حتى لو عالمية فهو ينتظر التقدير والدّعم من اهل بلده الذين يعيشون معه ويتنفس معهم ذات الهواء ويشرب معهم من ذات الماء، يشاطرهم احلامهم وامالهم واي تكريم مهما عظمت قيمته يبقى ناقصا ان لم يكرمه أبناء بلده.
وفيما يلي كلمتي التي القيتها في الأمسية :
تحلِّقُ الطيورُ مغرّدةً في سماء بلدي عبرَ فضاء يملؤه نجمك الساطع أخلاقا، فنانًا، إبداعًا، وتميزًا، فتشرق شمس العطاء في النفوس والقلوب ليظهر الجانبُ الإنسانيُّ وتثمر الجهود فتمتزج الحروف بالألحان وتلتقي الإبداعات ليحلوَ اللقاء.
أسعد الله مساءَكم وزيّنه بعبق الياسمين وعطر الرياحين، الحضور الكريم مع حفظ الألقاب، المحتفى به والعائلة الكريمة، يشرفني أن أرحب بكم بتحية صادرة من شغاف القلب في هذا اللقاء الفنّيّ المميَّز احتفاءً بتكريم ابن بلدي الفنان الكبير عفيف شليوط من قبل صندوق أرديتي السويسريّ على مسرحيّة "بموت إذا بموت"، في الكتابة المسرحية وصدور كتابه "جذور الحركة المسرحية الفلسطينية في الجليل".
لكلِّ مقامٍ مقالٌ، ولكلِّ إنجازٍ تقديرٌ، ولكلِّ شكرٍ قصيدةٌ، وقصيدتي هذا المساء عنوانُها المحتفى به الزميل العزيز عفيف شليوط أهديها له عبر نغمات النسيم وأريج الأزاهير وخيوط الأصيل على أنغام وذكريات قصّة بلد لصاحب الابتكار والتميز في قصّته التي تحمل بين طيّاتها أروع المعاني والمستوى الراقي.
وأضيف، بلا مجاملة قائلًا: مهما عظمت الكلمات والعبارات ونطقت الألسن وجسدت الروح معانيها لا تُفّيكَ حقّك؛ لما لك من بصمات واضحة وأكيدة في رفع مستوى الحركة الفنية والثقافية، وعليه فلم يأتِ هذا التكريم صدفةً، وإنما تقديرا وعرفانا كونَه نابعًا من قناعه وإيمان بأنّ الفنّ والثقافة هما السبيل الأمثل للنهوض بالأمم نحو حضارة راقية، إذ يكوِّنان القاعدة والوسيلة القويمة لمعالجة كافّة ظواهر العنصريّة والتعصّب والعنف الآخذة بالازدياد والتفاقم في مجتمعنا.
هذا الأسبوع أعدْتَ لنا ذكرياتِ أيّامِ زمان؛ أيام البساطة والقناعة والمواقف الإنسانيّة لتاريخ بلد حافل كان نموذجًا وقدوة، وذلك من خلال إنتاج عمل فنّيّ، تربويّ، حضاريّ؛ لينسيَنا ما يجري داخل أسوار مدينتنا النازفة وقلعتها المستغيثة، وأجوائها الحزينة، وأخصّ هذه الأيام، قبل موعد الانتخابات البعيدة كلَّ البعد، للأسف، عن الديموقراطيّة التي سيطرت عليها العقليّة الرجعيّة والطائفيّة تحت عنوان: "قصة بلد" في قلب البلد وبالتحديد في السوق القديم الذي هو الآخر تمَّ إهماله، لعبْتَ من خلاله شخصيّةَ صاحبِ مقهًى واستضفْتَ شخصياتٍ وفنانينَ ليكونوا في قلب الحدث وجزءًا منه.
وأخيرا، أرفع لك مع صدقِ مشاعري ونبعِ أحاسيسي، مزيدًا من التألقِ والعطاء.
[email protected]