لست شوفينيا ولا اعاني من عقدة النقص القومية .
#الشوفينية هي الوطنية المفرطة ، الغيورة والعدائية، والإعجاب الحصري لدى الشخص بوطنه، والاعتقاد المتحمس أن وطنه أفضل الأوطان، وأمته فوق الأمم.
اما #عقدة_النقص_القومية فلم أجد لها تعريفا علميا محددا في الأدبيات السياسية ، ولكن قياسا على عقدة النقص النفسية الفردية وهي شعور الإنسان بالنقص أو العجز العضوي أو النفسي أو الاجتماعي بطريقة تؤثر على سلوكه ، ويؤكد علماء النفس أن البعض يحاول التغلب على هذه المشكلة فيحاول أن يبين العكس مما يوصله إلى التعالي والتكبر وتتحول حالة الانتفاخ الفارغ مع خلفية عقدة النقص إلى صفة رخيصة مرفوضة اجتماعيا ، ولهذا يمكن تعريف #عقدة_النقص_القومية انها الدونية القومية فيشعر الشخص المصاب بها بالنقص بسبب قوميته وليس بسبب عجز في الإمكانيات والمعطيات العقلية والشخصية وغالبا ما يعاني منها أبناء الشعوب المحتلة خاصة أمام الشعوب التي احتلتهم أو أبناء الدول الفقيرة اقتصاديا أثناء تواجدهم في الدول الغنية .
من الجدير بالذكر أن الشوفينية وعقدة النقص القومية تقعان على طرفي النقيض في التعريف السياسي وعلم النفس ولهذا يندر أن تتواجد الظاهرتين معا وبنفس الوقت لدى شعب واحد فإما أن تمارس الشوفينية أو تعاني من عقدة النقص القومية ولكن عند مراقبة شخصية ومتابعة لنماذج عينية -قد لا تكون مُلزمة- لتصرفات ونهج أبناء الأقلية الفلسطينية في إسرائيل لاحظت وجود هذا التناقض في الفكر والتصرف فهناك نماذج تدل وبوضوح على عقدة النقص القومية واعرض هنا مثالان فقط فبعض الطلاب يخافون التكلم بالعبرية بالجامعة بين الطلاب اليهود خوفا أن يخطئ باللغة كي لا يقولوا هذا عربي بينما اليهودي من أصول روسية أو أرجنتينية يقف ويتكلم مع أن مستوى لغته اقل بكثير من الفلسطيني المواطن في إسرائيل ومثال آخر أن يقف الفلسطيني هادئا بينما اليهود يتقاتلون على الدور بمكان ما ليس لانه مؤدب بل كي لا يقولوا هذا عربي غير متحضر ويزاحم على الدور ، والأمثلة كثيرة والتي تشير إلى عقدة النقص القومية ، وبالمقابل هناك من يشعر أنه أفضل من غيره لانه فلسطيني فقط ويكثر من الشعارات والممارسات التي تدل على استعلائه على الشعوب الأخرى وتشوبه حالة من الوطنية المفرطة الأقرب إلى الشوفينية منها إلى الوطنية الحقيقية الطبيعية .
أن تجارب الأمم والدول تثبت أن الأقلية هي بقايا لم تكتمل وهو الأمر الذي يجعل منها بالضرورة قوة هشة الباطن عصبية الظاهر وبمراجعة سريعة ترى أن أغلب الأقليات تطالب بالاستقلال بالرغم من معرفتهم أن ليس لديهم إمكانيات ومقومات الدولة المستقلة كرد فعل أمام الأكثرية التي لا تعطي تلك الأقلية الامان ولا الشعور بالانتماء للدولة الام ، وفي حالتنا فالأمر معقد أكثر بكثير من وضع اي أقلية أخرى فنحن الأكثرية التي تحولت بين ليلة وضحاها إلى أقلية وليس عبر صناديق الاقتراع بل عبر مؤامرة شارك بها العديد من الدول المعادية والصديقة بالإضافة الى الشعور بالتقصير الذاتي او السذاجة بالتعاطي مع المعطيات في عام النكبة التي حولت الأكثرية الى اقلية لدرجة ان الكثير من أقلية اليوم لم تستوعب ولم تقر انها اقلية الامر الذي يدفع بالبعض الى تصرفات شوفينية ولكنها بالحقيقة ليست شوفينية حقيقية بل هي ردة فعل على عقدة الاقلية مما يوصلهم إلى التعالي والتكبر وتتحول حالة الانتفاخ الفارغ مع خلفية عقدة النقص إلى صفة رخيصة مرفوضة سياسيا وقد تؤدي الى كوارث سياسية تنعكس بالضرر على الكل في الاقلية ، اما اصحاب عقدة النقص القومية من اقليتنا وهم الذين ما زالوا يعانوا من نفسية النكبة والانهزام بسبب المأساة الي مرت على شعبنا وهم كثر للاسف يحاولون بالحياة اليومية وبين أبناء بث روح الانهزامية وخفض سقف النضال القومي ليس عن قناعة وفكر وليس بسبب عقدة النقص الشخصية النفسية بل بسبب توارث نفسية الانهزام بسبب النكبة وهنا لا بد من التأكيد انه من الضروري التعامل مع هذه الفئة كمفرطة بالقضية الوطنية لان عقدة النقص القومية مردها الى الوضع المتردي فلسطينيا وعربيا واعتقد ان فكرهم قد ينقلب الى النقيض عندما تتحسن الاحوال السياسية .
وما بين عقدة النقص القومية والشوفينية تقع الغالبية العظمى من ابناء شعبنا التي لم تنسى النكبة وآلامها ولكنها شامخة وصامدة تتعظ من دروس الماضي وتطالب بحقوقها باعتزاز واصالة .
ان وجود الظاهرتين مرده الى التناقض الكبير الذي يعيشه كل فرد منا -حتى ولو حاول انكاره - والكامن في تعريفنا فلسطينيو القومية حملة الجواز الاسرائيلي وفي هذا التعريف المتناقض ما يكفي لجمع الشوفينية وعقدة النقص القومية في شعب واحد
مادة للتفكير !!!!!!!!!!!!!!!!
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]