لقد تابع الكثيرون ممن يهُمهم الأمر أخبار الأيام الأخيرة على الساحة العربية عموماً والساحة السورية والفلسطينية خصوصاًَ من تطورات متسارعة، وتحولات في مواقف الدولة العظمى أمريكياً وخاصة اتجاه القضية الفلسطينية، بنقل السفارة الأمريكية للقدس وتوطين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم، وإلغاء حق العودة، وعدم الإنسحاب من الضفة الغربية لحدود الرابع من حزيران 1967 وإعطاء الفلسطينيين إدارة شؤونهم الخاصة في إطار بلديات لا أكثر، والإفصاح والإعلان قريباً عن صفقة القرن وإنهاء النزاع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، وإعطاء القطاع أن يتمدد جغرافياً داخل سيناء، مقابل إعطاء مصر تمدد جغرافياً في النقب، وتصفية القضية الفلسطينية تصفية تامة، وإنهاء مفهوم الدولة للفلسطينيين، وكل ذلك بالتنسيق مع العديد من الدول العربية، وعلى رأسها السعودية بقيادة محمد بن سلمان وتساعده على ذلك الإمارات، وأن المحاولات المتواصلة والضاغطة على السلطة الفلسطينية، وحركة حماس في غزة والضغط بكل الوسائل وخاصة كسر الحصار عن غزة والمال الغزير الذي سيتدفق فيما بعد لجعلها هونج كونج ثانية!!!
ومن الوثائق والمعلومات المسربة أن بعض قيادات فلسطينية على علم بهذه الصفقة، وأنها تنتظر وتتحَّين الفرص، لتبدي موافقتها على هذه الصفقة، وهذا الأمر يبقى في نطاق التكهن- والشك، وأني على يقين من فشل هذه الصفقة، ومن يعملون من خلف الكواليس لإنجاحها، وخاصة بعد أن أثبت الشعب الفلسطيني أنه على استعداد للتضحيات الجسام، وهو يستعد لسيناريوهات أشدُّ وأقسى في المواجهة القادمة، لأنها ستكون الحاسمة والفاصلة، بأن يقدم الشعب الفلسطيني عشرات الأُلوف من الشهداء بل أقول مئات الألوف، لأنها ستكون حرباً قاسية، حرب وجود لا حرب حدود.
وخاصة بعد أن انتصر الجيش والشعب العربي السوري على الإرهاب والمرتزقة والتكفيريين ومن والاهم ودعمُهم وعلى رأسهم الأمريكان والسعودية ومن لف لفيفهم، وحرر ما يزيد عن 95% من الأراضي السورية، وأن الأنظار تتجه نحو الشمال السوري، وإدلب ومعركة إدلب إذا لم يَعُد الإرهابيون إلى صوابهم ويراجعون حساباتهم، ويلقون سلاحهم، وتسترد الدولة السورية سيطرتها على كل شبر من الأراضي السورية، وعندها ستكون الكارثة، ويحل الدمار ويقع الأبرياء ضحايا تعنت الإرهابيين، الذين لا مفر لهم إلا القتال حتى النهاية أو الاستسلام وخاصة بعد أن أغلق التركي حدوده مع سوري، وهذ ما رشح من أخبار القمة الثلاثية يوتين- روحاني – أردوغان، وأن القرار بحسم هذه المعركة قد صدر، وأن تهديد الولايات المتحدة الأمريكية، وتحذيرها من الإقدام على هذه المعركة واستعدادها العسكري للتدخل بحشدها الأساطيل في البحار واستنفار المطارات وحاملات طائرتها التي تسيطر عليها في الشرق الأوسط، مما دفع الروس أن يقوم بمناورات ضخمة لم يسبق لها مثل منذ الحرب الباردة من القرن الماضي، 300 ألف جندي وآلاف الدبابات ومئات الفرقاطات والطائرات، ليختبر الروس مدى قوتهم، واستعدادهم، وأني على يقين أن الروس والإيرانيين وحلفائهم، أعدوا الخطة وهم جاهزون لكل طارئ.
وأن هذه المعركة إن حدثت، ستكون اسرائيل في غمارها وسينقلب السحر على الساحر.
وقد تكون هذه الحرب سبباً في رسم خارطة الشرق الأوسط بأكمله إن لم يكن العالم بمجمله.
فاستعدوا أيها الناس لما هو آتٍ ، لأنه لا يستطيع أن يتخيله أحد ، لن يكون أحدٌ منا محصناً من ذلك، وأن هذا الأمر لا يستطيع أحدٌ منا أن يتنبأ نتائجهُ، من شدة قسوته وأهواله، اللهم إني قد بلغت فاشهد.
[email protected]