لَوْنٌ وَرِيشَةٌ:
يَطِيرُ الْوَرَقُ، يَعْلُو كَأسْرَابِ الْيَمَامِ، يَتّحِدُ مَعَ الْغَمَامِ وَيَسْقُطُ، بُحَيْرَةً مِنَ الْحِبْرِ.
كَمِ اِتَّسَعَتْ بَيْنَنَا مَسَافَاتُ الْبِعَادِ وَبَقِيَتْ أَكْدَاسُ الزَّهْرِ فِي مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ "وَطَنُ الْعَصَافِيرِ –وَقَلبِي عَلَى وَطَنِ"
وَكَأَنَّنَا شُمُوعُ الضِّيَاءِ الْمَنْذُورَةُ لِلْمَحَبَّةِ فِي صَلَوَاتِ" النّبِيِّ" وَالصَّبرُ والانتِظارُ لِعَوْدَةِ الْعَصَافِيرِ وَأَمَلِ اللِّقَاءِ وَمَا اِلْتَقِينَا.
وَ.. وَتَصْرُخُ بَصْمَاتُ أَصَابِعِي الخَارِجَةُ مِنْ بُحَيْرَةِ الْحِبْرِ.. تِلْكَ الْـ (بَصْمَاتُ) مَحفُورَةٌ بِعُمْقِ الرَّصَاصِ.
أمَاكِنُ مُشَيَّدَةٌ بِأَلْوَانِ الرَّصَاصِ، يَصْحُو التَّارِيخُ فَوْقَ تَارِيخِهَا وَلَا يَهْجُرُ الْمَجْدُ وَلَا يُغَادِرُ أَوْ يَنَامُ الْحَمَامُ.
الْآنَ صَدِيقَتِي أَسَكَبُ حِبْرِي بِرَيْشَتِكِ اللونِيّةِ وَفِي جُعْبَتِي "مَفَاتِيحُ السَّمَاءِ" كَيْ أَصْعَدَ إِلَى عَليائكِ فِي الْمَلَكُوتِ وَأَنْزِلَ مَعَ الْوَحْي" فِي النَّاسِ المَسَرّةُ"
يَحْتَاجُ الْعَالَمُ كَيْ يُنَزِّعَ رِدَاءَ الْقُبْحِ وَيَرْتَدِيَ الْجَمَالَ..
أَنْ يَلمِسَ شَغَافَ رَوْحِكِ الَّتِي لَا تَعْزِفُ إِلَّا بِاللَّمْسِ - بِالرِّيشَةِ.
الرِّيشَةُ..
فَرَاشَةٌ تُرْقِصُ عَلَى إيقاع أَصَابِعِكِ السَّحَرَ.
تَغْرَقُ الرِّيشَةُ مَا بَيْنَ اللَّوْنِ وَالضَّوْءِ وَالصَّوْتِ..
عِنْدَهَا تُغَنِّي الطَّبِيعَةُ أغْنِيَةَ الْخُلُودِ وَتَسْمُو الرَّوْحُ مَا بَيْنَ الرِّيشَةِ وَالْغِنَاءِ.
اِسْمَعْ صَهِيلَ خُيُولِ فَيْرُوزٍ
العَائِدَةِ مِنَ الْكَرْمِلِ إِلَى النَّاصِرَةِ فِي شَهْقَاتِ لَوْحَاتِكِ
الرَّاكِضَةِ إِلَى سَاحَةِ عَيْنِ الْعَذْرَاءِ..
حَامِلَةً مَفَاتِيحَ كَنِيسَةِ الْبِشَارَةِ..
عَلَى وَقْعِ خَيْلِ الرّيحِ..
يَذُوبُ الْعِشْقُ وَالْحُبُّ كَذَوَبَانِ
السُّكَّرِ فِي أَلْوَانِكِ
وَيَخْتَلِطُ الْغَضَبُ..
التَّمَرُّدُ..
عُنْفُوَانُ النَّصْرِ..
جُنُونُ اللَّوْنِ وَفَرَحُ الْعُشَّاقِ الصِّغَارِ
وَنِدَاءاتُ الْفُرْسَانِ الْعُشَّاقِ..
(بَكرَا لَمَّا بيرجعوا الخياله بتِرجَع يَا حَبيبِيِّ)
(بِكرَا وَأَنْتَ رَاجِع رحْ زَيْن الرّيح
خَلَّى الشَّمْس مراية والكنار يصيح)
يَحْتَاجُ جَسَدُكِ كَيْ أَسَتَرْجِعُكِ
مَلِكَةً عَلَى عَرْشِ بِلْقِيسٍ
أنْ أَترُكَ فِي فَمِ الْهُدْهُدِ الرِّيشَةَ
كَيْ يُعْطِيَهَا إِلَى (سِيسِيلَ)...
[email protected]