القبطان
وقد أزفَ الطريق
إلى الرحيل
إلى التشرذم والعويل
إلى المتاهةِ بربريًّا قاتلًا يرثي القتيل ..
يا أيها القبطانُ .. قبضتكَ الرماح
وسلاحُ أعينكَ الرياح
تبقى على مرِّ المرافئِ
غازيًا
ومغامرًا
ومقامرًا
ومهاجرًا..
هل ضعتَ في حدسِ المغادرِ للشقيق ..
وتحنُّ للجرحِ العتيق؟؟
كمغرقٍ صلى على جسدِ الغريق
فلا يغرّكَ في البراءة من رقيق !!
لا عشقٌ يبقى..
لا حبيبٌ ولا رفيق !؟
واحذر.. فأوّلُ خائنيكَ هو الصديق
يا مُدمنًا للنارِ لن تدمي الزمان
وإنما تُدمى ويأكلك الحريق
أنا سائلٌ ..
ما تلك موجات الهوى النزقِ القبيح.. أيا الجميل ؟؟!
وما في جعبة الشعر البخيل؟؟!.
اطرق جناح اليم صقرا نافرا
كي لا يضيع على خريطتك الدليل
وتضيع طفلا في السبيل ..
وما لجرحكَ من سبيل ؟
أستاذي العزيز الشاعر العراقيّ فائز الحداد، عميق شكري لقصيدتك الساحرة الْأَهْدَيْتَنِيها في مطلع عامي 2018، وكساحرٍ غجريٍّ تُذيبُ قوقعةَ اعتكافي عن حرفي، وتُعيدُني مُجدّدًا فراشةَ قزٍّ، تَغزلُ شَرانقَ حريرٍ وحياةٍ على شُجيرةِ شِعري فأقول:
كَقبطانٍ .. تُدْمِنُ الشِّعرَ والسَّهَرْ
وَما كنتَ يوْمًا .. بِهِذْرِيانْ
ما انفكّتْ روحُكَ .. تتأجَّجُ بالأحلامْ
فلا يُطفِئُها نَزْرٌ .. في أزقّةِ الزّوالْ
ولا يُذْعِرُها هَذْرٌ .. في ظَمَأ الزمان!
***
أيا توأمَ البَحرِ ووَاهِنَ القرصانْ
ما بينَ ذهولِ الموْت ولذّةِ الهَذَيان
ها الذُّنوبُ تَذوبُ
وها ذو الجمجةِ البيضاء .. بنظراتٍ مُتصالِبةٍ
قُرصةً .. قُرصةً
يُقرِّصُ عجينَ شِعرِك
يبسُطُهُ .. أرغفةَ هواجس
وبضميرِ الاستقباحِ .. يُوخِزُ السؤال:
مَنْ قلّبَكَ .. على سطوحِ الهَباء؟
أتراكَ بالجِمارِ تَخبزُ الجَمالْ؟
مَنْ شكّلكَ .. على سفوحِ النّقاء؟
أما انفكّ السندبادُ البحريُّ
يعومُ .. فوقَ بَراكينِ الأطياف؟
***
أيا نوْرَسًا كفيفًا
مِن ذاك المسرحِ الكوْنيِّ اهْرُبْ
اِمْزِجْني
بأسْرارِ بَحرِك .. بمِلحِ جُزُرِك
علّمْني رقصةَ الحياةِ
علّمْني أبجديّةَ الكوْنِ
لأضيءَ عينيْكَ بالآمالِ
ولأفَجّرَ شغفَكَ الغامضَ
على حوافِّ دمعة!
***
انا موْجُكَ الخرافيّ
أحملُ لكَ بأحشائي
مَرجانَ الحنين
وأنت المُترَعُ بالعِشقِ
تُحلّقُ حولَ الحُبِّ .. في مَرْجِ الغرامْ
وأنتَ المُنفتحُ على أبواب السّماءِ المُشرّعة
كرضيعٍ تُغمغِمُ
على ثديِ صلاة
ألا هَبيني تَوازُنًا .. على مَقامِ الْهُزام
لأزْهُوَ بالولادةْ .. ولِتُزَغرِدَني الحياةْ!
[email protected]