حققت حركة "حماس" الكثير من اهدافها في هذه الحرب، لذلك فان قبولها التهدئة اليوم ربما يكون افضل من يوم غد، خاصة وان ماكينة الموت الاسرائيلي تحصد كل يوم ما يربو على المائة ضحية..
حققت "حماس" في هذه الحرب الاهداف التالية:
- وضعت رفع حصار غزة على الاجندة الدولية والاقليمية والاسرائيلية والفلسطينية، وباتت جميع الجهات "المتورطة" في الملف الفلسطيني تدرك انه دون رفع الحصار عن غزة فان جولة حرب أخرى ستعود بعد فاصل قصير، وانه لا يمكن حشر اهل غزة ومعم "حماس" في زاوية صغيرة الى الأبد دون تذمر او تمرد.
- حققت الحركة نجاحات عسكرية عززت مكانتها السياسية، وبات الطريق مفتوحا امامها البناء على هذه النجاحات عبر عمل سياسي يبدأ ببناء شراكة في اطار منظمة التحرير، ثم التوجه لانتخابات عامة.....
- حققت قوة ردع وصلت حد شل حركة المطار الدولي الوحيد في اسرائيل، وستتيح لها التهدئة العمل على تطوير قوة الردع هذه التي يبدو ان اسرائيل ستحسب لها اكثر من حساب في اي اجراء تجاه غزة مستقبلا.
- اظهرت الحرب ان هناك ادوات اخرى للتعامل مع اسرائيل. معلوم ان ما يصلح في غزة قد لا يصلح للضفة، لكن بالتاكيد هناك منطقة وسطى ما بين ادوات السلطة وادوات "حماس" تصلح في الضفة، ويمكن للحركة التوجه الى الانتخابات ودعم مرشحين للبرلمان والرئاسة يتبنون خطا سياسيا بديلا لكنه واقعي وغير انتحاري.
- يمكن لـ"حماس" ايضا استغلال الوحدة الوطنية والشراكة مع القيادة الفلسطينية والزخم الدولي في اعادة اعمار قطاع غزة والبحث عن بديل للمعابر مع اسرائيل ومصر باقامة ميناء بحري حتى لو كان تحت رقابة دولية..
تقف "حماس" اليوم على اعتاب مرحلة جديدة ربما تضعها في صدارة النظام السياسي الفلسطيني، وربما تعيدها ثانية الى المكانة الضعيفة التي كانت عليها قبل الحرب، وهذا يتوقف على عاملين، الاول مدى الانتفاح على الشارع الوطني وعدم حصر نفسها في القالب الايديولوجي، والثاني مدى الانفتاح على العالم العربي وعدم حصر نفسها في محور صغير.
كانت "حماس" ذات يوم شريك في محور ايران – سوريا حزب الله، واليوم شريك في محور آخر هو قطر-تركيا- الاخوان المسلمين... وفي الحالتين كسبت محورا لكنها خسرت محاور كثيرة...
حققت "حماس" اهدافها من الحرب، واذا ما واصلت التشدد في التهدئة فانها ربما تجازف بخسارة ما حققته
[email protected]