البيرة، غزة (خاص): أشاد مشاركون بمسيرة العودة وبالإنجازات التي حققتها، ودعوا إلى استمرارها، والحفاظ على طابعها السلمي، وتوسعها لتشمل الضفة الغربية وأراضي 48 والشتات.
وأوضح المشاركون أن المسيرة أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية، ولحق العودة، ورسخت مبدأ العمل الجماعي الوحدوي، فضلًا عن أنها وقفت في وجه "صفقة ترامب"، وفي وجه التطبيع مع دولة الاحتلال. وأشاروا إلى أن المسيرة لفتت أنظار العالم، وخاصة في ذروة المسيرة يوم 14 أيار، إلى ما يجري في القدس من تهويد متواصل، وإلى ما يعانيه قطاع غزة من حصار مستمر، فضلًا عن إجراءات الاحتلال الاستيطانية الاستعمارية العنصرية ضد الفلسطينيين.
ورأى المشاركون أن تعميم مسيرة العودة وحالة استنهاض العمل الشعبي، وتوسيعها لتصل إلى مختلف التجمعات الفلسطينية؛ يتطلب تحديد هدف ناظم لها، فضلًا عن عنصر التنظيم.
جاء ذلك خلال لقاء حواري نظمه المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات)، في مقريه بمدينتي البيرة وغزة، بحضور عشرات الشخصيات السياسية والأكاديمية والنشطاء وممثلين عن الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار، وذلك لتقييم مسيرة العودة، والاستفادة من الدورس والعبر التي تخللتها، وما الأهداف التي حققتها، وإلى أين تريد الوصول، وما تأثير ذلك على مسألة استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام.
طرحت خلال اللقاء أفكار واقتراحات وملاحظات عدة لتقييم المسيرة ولاستمرارها وتوسعها، ومنها:
المسيرات الجماهيرية هي مقتضى المرحلة الراهنة، مع الحفاظ على أدوات المقاومة الأخرى التي نمتلكها، مع العمل على توسيعها وتنظيمها لتشمل مختلف تجمعات الفلسطينيين، لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، ومواجهة "صفقة ترامب"، وملاحقة الاحتلال ومحاسبته، والضغط على المجتمع الدولي للوقوف عند مسؤولياته.
حققت المسيرة وحدة الجهود على الصعيد الداخلي في قطاع غزة، فضمت الهيئة ممثلين عن مختلف القوى والفصائل والمجتمع المدني والشباب والنساء ومختلف القطاعات المجتمعية.
يجب أن تستمر المسيرة في هدفها كرافعة للنهوض الوطني وحتى بعد رفع الحصار عن قطاع غزة.
استغلال الحراك للضغط من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية على أسس الشراكة ورفع الإجراءات العقابية.
على الهيئة المنظمة ضبط الأمور وتقليل الخسائر إلى أقصى حد ممكن، مع العمل على رفع كلفة الاحتلال.
هناك إخفاقات وإشكالات واختلافات رافقت المسيرة، كان بعضها يعود إلى اتساع وتنوع المشاركة والمبادرات الميدانية، فالميدان كان يحكم في بعض الأحيان، فلا بد من تلافي هذه الإشكالات، وضرورة الاستمرار في عمل ورشات عمل تخصصية لتقييم المرحلة القادمة، وإلى أين ستتجه المسيرة، وضرورة تعزيز دور الشباب والمجتمع المدني، وتقليل ظهور الفصائل وسيطرتها.
ما حدث يوم 14 أيار يقودنا إلى أن متطلبات العودة في هذه المرحلة غير ممكنة، ولكن لا بد من رفع شعار حق العودة حتى يبقى مطروحًا إلى حين توفر إمكانيات تحقيقه.
الإبقاء على رفع العلم الفلسطيني خلال كل الفعاليات المصاحبة للمسيرة، وهذا ما حصل.
المسيرة مستمرة لمواجهة المخططات الموجهة ضد القدس واللاجئين وحقوق الشعب الفلسطيني، ولا يمكن السماح لأحد أن يحدد مصيرها إلا بتوافق وطني شعبي، ويجب توفير كل الجهود المادية والمعنوية والفصائلية والمجتمعية لاستمرارها، ولوقف المؤامرات التي تستهدف إحباطها.
يجب توفير المعلومات والشفافية، وضمان أن تكون الهيئة الوطنية هي القيادة السياسية والميدانية، والجهة المخولة بقبول أو رفض أي عرض يمكن أن يقدم.
يجب الحفاظ على سلمية المسيرة، واستخدام كل الأدوات السلمية، بما فيها الطائرات الحارقة، والحجارة، و"الكوشوك"، والإبداع في استخدام تكتيكات جديدة، والامتناع عن استخدام الأسلحة بكل أنواعها.
عملت المسيرة على وقف بناء الجدار الأمني على حدود القطاع، واستنزاف الاحتلال وجيشه.
كان هناك اجتهاد من لجنة الفعاليات على أرض الميدان بزيادة أماكن عدد التجمعات ليوم واحد، وهو يوم نقل السفارة، لاستنزاف الاحتلال، وأزيلت هذه الخيم في هذه المواقع ما أدى إلى سوء في التفسير.
العمل على تعزيز صمود الناس على الأرض، والاهتمام بأهل الشهداء والجرحى، وزيارة الجرحى ودعمهم من خلال صندوق وطني.
كان قرار اجتياز السياج في بعض تجمعات المسيرة يوم 14 أيار من قبل بعض المشاركين في أرض الميدان، ولم يكن بقرار من اللجنة الوطنية العليا.
تعميم الحراك الشعبي في مناطق الضفة و48 والشتات، وذلك يتطلب التوافق على هدف ناظم، فربما كسر الحصار لا يعني بالدرجة الأولى فلسطينيي الشتات الذي يبحثون عن تلبية احتياجاتهم الإنسانية في المخيمات، ولا فلسطينيي الضفة الذين يركزون على مقاومة الاستعمار الاستيطاني، فلا بد من الاتفاق على هدف يجمع الكل الفلسطيني، وهو حق العودة، مع تخصيص فعاليات لأهداف فرعية أخرى في كل تجمع فلسطيني .
خرجت يوم 14 أيار عشرات المظاهرات في مختلف مناطق الضفة، ومثلها في 48 والشتات، شارك فيها الآلاف، فكانت هناك تحركات، لكنها لم تصل إلى الحد المطلوب.
لماذا لا تعمم الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة في الضفة الغربية والشتات كهيئة تنظيمة للعمل الوحدوي المشترك؟
هناك إشكالية في العملية الإعلامية التي رافقت مسيرات العودة، وخاصة لجهة تشكيل غرفة عمليات في أماكن التجمعات لنقل الحقيقة إلى العالم وكشف فضائح الاحتلال، ولقطع الطريق على الشائعات.
[email protected]