الانخراط في العمل كمعالجي سلوك ومرشدي فنون للتنمية المجتمعية ومرشدي سياحة تربويين في أماكن عمل نوعيّة بعد اجتياز دورات استمرت ما بين 3 أشهر وحتى سنة، بالتعاون مع كليّة شنكار ومركز ليئور وجمعيّة حماية البيئة
اجتاز نحو 60 شخص، 80% منهم نساء دورات تأهيل مهني في مجالات مرموقة كمعالجي سلوك ومرشدي فنون للتنمية المجتمعية ومرشدي سياحة تربويين، وذلك في إطار برنامج ريان المجتمع العربي الذي يدار من قبل شركة الفنار. وقد تراوحت مدّة الدورات ما بين 3 أشهر وحتى سنة تعليمية كاملة. وبدأ غالبية المشاركين العمل في مجالات تأهيلهم، في حين يتلقى البقيّة المرافقة الشخصيّة من قبل طواقم العمل في مراكز ريان حتى الاندماج في سوق العمل في المهن التي اكتسبوها.
وقد عقدت دورة مرشدي الفنون للتنمية المجتمعيّة في كليّة شنكار في رمات غان بمشاركة 12 امرأة واستمرت الدورة لسنة، اكتسبت المشاركات خلالها مهارات تمكنهنّ من تطوير وتنفيذ وإدارة مشاريع مجتمعيّة من خلال الفن، وفق نموذج خاص تمّ تطويره في شنكار، يدمج ما بين جميع شرائح المجتمع أطفالا وشبيبة وبالغين، مع اشراك السلطات المحلية ومؤسّسات المجتمع المدني والمؤسّسات العامة والتربوية والقطاع الخاص، وذلك في سبيل خلق تغيير مجتمعي من خلال الفن والابداع.
وأقيمت دورة مرشدي السلوك في مركز ريان في الطيرة بتوجيه وارشاد مركز ليئور لتعلّم العلاج السلوكي، وبمشاركة أكثر من 20 امرأة قسم منهنّ دون أيّة خبرة مهنيّة سابقة وقسم آخر من مجالات التربية والتعليم. واستمرت الدورة 3 أشهر شملت نحو 80 ساعة أكاديميّة، اكتسبت المشاركات خلالها مهارات التحليل والعلاج السلوكي وطرق دمج الأشخاص ذوي الصعوبات والمعيقات السلوكيّة في المجتمع ومتابعة تقدّم علاجهم. وبدأت معظم النساء المشاركات بالعمل في هذا المجال بحيث يرافقن أطفال ذوي احتياجات خاصّة، قسم منهم توحديّين، في مراكز ومؤسّسات مختلفة في هود هشارون وكفار سابا ونتانيا وتسور يتسحاك وغيرها. ويشار إلى أنّ الدورة هذه هي الثانية، اذ افتتحت بعد النجاح الكبير الذي لاقته الدورة الأولى.
أمّا دورة مرشدي السياحة التربويين فقد أقيمت في مركز ريان في سخنين بتوجيه وارشاد جمعيّة حماية الطبيعة، وبمشاركة أكثر من 20 شخص ما يقارب نصفهم نساء، واستمرت الدورة لخمسة أشهر شملت أكثر من 360 ساعة تعليميّة. وتضمنت الدورة قسمًا نظريًّا وقسمًا عمليًّا. وتتيح الدورة للمشاركين مرافقة مجموعات سياحيّة تعليميّة في البلاد، بحيث اكتسبوا مهارات التعلم الذاتي والوقوف أمام الجمهور وبناء برامج ارشادية وورشات متنوعة. كما خاض المشاركون تجربة الارشاد خلال الجولات الميدانيّة التي تضمنتها الدورة. ويذكر أنّ جمعيّة حماية الطبيعة تعهّدت بتشغيل قسم كبير من المشاركين لديها.
د. ياسر حجيرات، مدير عام شركة الفنار: "أهنئ جميع المشاركين الذين أنهوا تعليمهم بنجاح في دورات التأهيل المهني في إطار مراكز ريان وبدأوا بالعمل في مجالات تأهيلهم. نحن نحرص على تنويع مجالات التأهيل بما يتناسب مع قدرات وميول المشاركين من جهة واحتياجات سوق العمل من جهة أخرى، الأمر الذي يتطلب دراسة ومتابعة جادّة لكل التطورات في سوق العمل. منذ تأسيس المراكز ولغاية اليوم بادرنا إلى توفير التأهيل المهني للمئات من المشاركين والتي ساهمت في انخراطهم في مجالات عمل نوعيّة".
نبراس طه، مدير برنامج ريان-المجتمع العربي: "نحن نحتفل بإنجاز يتلوه انجاز، كلنا فخر بهذه الكفاءات التي تخرج إلى سوق العمل مزوّدة بكل الأدوات اللازمة والتي تتيح التقدّم في العمل وبناء سيرة مهنيّة غنيّة، وهنا تكمن أهميّة مراكز ريان، نحن لا نعمل على دمج المشاركين في سوق العمل فحسب، انّما نوفّر لهم قبل ذلك التأهيل المهني المناسب والمرموق لنضمن استمراريتهم في العمل ودمجهم في وظائف ومجالات ذات أهميّة وآفاق تشغيليّة".
وبدورهما أكّدا كل من وسيم غنايم، مدير مركز ريان في سخنين، وسماح جلجولي، مديرة مركز ريان في الطيرة، على الدور الهام والمحوري لمراكز ريان في دفع عجلة التشغيل قدمًا بالذات في ظل انتشار ظاهرة التشغيل المجحف بحق العمّال، فتأتي مراكز ريان لإصلاح الوضع القائم وتطويره، من خلال توفير التشغيل النوعي الذي يحترم حقوق وكرامة العامل. كما تطرّقا إلى الجهود الكبيرة التي تحتاجها مثل هذه الدورات من قبل طواقم العمل في المراكز نظرًا لأنّها تتطلب دراسة سوق العمل بشكل معمّق يأخذ بعين الاعتبار المنطقة الجغرافية التي تعمل فيها المراكز، إلى جانب فحص قدرات المشاركين، وكذلك عقد شراكات مع مشغلين استراتيجيين وجهات أكاديميّة وغيرها.
ومن الجدير بالذكر أنّ مراكز ريان للتشغيل والتأهيل المهني تدار من قبل شركة الفنار، وهي شركة عامة لمصلحة الجمهور العربي تعمل منذ نحو خمس سنوات على تعزيز التشغيل في المجتمع العربي، بدعم وتمويل وزارة العمل والرّفاه ووزارة المساواة الاجتماعيّة ومؤسّسة جوينت. وتنتشر مراكز ريان في جميع البلدات العربية من شمال البلاد إلى الجنوب، وتقدّم خدماتها مجانًا. وقد نجحت خلال سنوات نشاطها بدمج الآلاف من الباحثين عن عمل بوظائف متنوعة وتوفير التأهيل المهني للمئات من المشاركين.
[email protected]