بيان كايروس فلسطين "وقفة حق" في أحداث غزة ونقل السفارة الأمريكية
إِنْ رَأَيْتَ ظُلْمَ الْفَقِيرِ وَنَزْعَ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ فِي الْبِلاَدِ، فَلاَ تَرْتَعْ مِنَ الأَمْرِ، لأَنَّ فَوْقَ الْعَالِي عَالِيًا يُلاَحِظُ، وَالأَعْلَى فَوْقَهُمَا." ( الجامعة 5: 8)
أمس الاثنين 14 أيار،في غزة ارتقى 60 شهيدا و2771 جريحا، في جماهير تسير بلا سلاح نحو قراها التي هٌجِّرت منها. قتلوا بدم بارد رغم أنهم لم يشكلوا أي تهديد.
وأمس، في يوم الاثنين نفسه، نقلت السفارة الأمريكية إلى القدس، ونقلها مخالفة للقانون الدولي. والمخالف هو الدولة العظمى المفروض فيها أن تدعو إلى احترام القانون الدولي.
هذا يعني أن الوضع الذي نعيشه ليس وضع عيد وفتح سفارة جديدة. إننا نعيش في أوضاع لا إنسانية لا بد من تبديلها.
يجب أن يرفع الحصار عن غزة، وعن مليونين من الناس يعيشون في مساحة لا تزيد على 380 كم2. يجب تحرير الضفة الغربية وإعادة الحرية والمساواة الكاملة لكل أهلها.
هذه السنة السبعون للنكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني وبدأت بتشويه وجه الأرض المقدسة، فجعلتها أرض حرب وموت. ونكبتنا ما زالت مستمرة. هذه السنة السبعون لهذه الحقيقة المرة: أن الأرض المقدسة أصبحت أرضًا يقتل فيها الإنسان أخاه الإنسان. ذكرى لتأسيس دولة إسرائيل، وذكرى لنكبة الشعب الفلسطيني، وذكرى لبداية مرحلة اقتتال وموت في الأرض المقدسة.
هي ذكرى موت وليست ذكرى عيد، ولا لإسرائيل، بما أنها ما زالت تخاف وترفض تطبيق قرارات هيئة الأمم المتحدة، بما أنها ما زالت تخاف السلام ومسيرات سلام لأناس عزّل في غزة وفي المناطق المحتلة، وبما أنها ما زالت تأمر جنودها بقتل أناس عزَّل يطالبون بحريتهم.
إننا نستصرخ الأسرة الدولية لتتنبه للقرارات التي أصدرتها ولتعمل على تطبيقها. نستصرخ الكنائس، لتكون ضمير العالم، فتتنبه وتسمع صراخ المظلومين في الأرض المقدسة. ندعوها أن تدين وتعزل المسيحيين الصهيونيين الذين رأيناهم بالأمس ينكرون انجيل المحبة والسلام ويدعمون الظالم والمستبد تحت مسمى النبوات، وساندوا أقوياء هذا العالم في ظلمهم.
نسأل الأسرة الدولية أن تقوم بواجبها. ندعوها للضغط على إسرائيل بكل الوسائل الفعالة وبفرض العقوبات، إن لزم، لتدخل في طريق السلام والعدل، وترفع الظلم عن أهل غزة وعن الشعب الفلسطيني كله، وترفع الموت عن الأرض المقدسة، وتتحول عن نظام الفصل العنصري (الأابارثهايد) التي تمارسه، وتخضع للشرعية الدولية.
نسأل الكنائس في أرضنا المقدسة وفي العالم، أن تتشجع وتحمل رسالتها، وتحمل مسؤوليتها تجاه الأرض المقدسة والإنسان فيها، فتجعل صلاتها توعية وعملا فعّالا في سبيل العدل والمساواة والسلام في ارض جذور إيمانها.
ندعو شعبنا إلى الثبات أمام كل الصعاب والمؤامرات التي تحاك ضدنا.
هذا نداؤنا، هذه صرخة الضمير المسيحي في الأرض المقدسة، صرخة كل المسيحيين، قادة وشعبا، في أيام الذكرى هذه، ذكرى بدء قتل الإنسان لأخيه الإنسان في ارض قدَّسها الله لتكون أرضًا يحب فيها الإنسان أخاهالإنسان.
[email protected]