القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأننا ندعو ابناء كنيستنا ورعيتنا الى مزيد من اليقظة والحكمة لأن المؤامرة التي تستهدف كنيستنا هي مؤامرة خطيرة وهدفها هو ليس فقط تصفية ما تبقى من اوقاف وانما ايضا النيل من مكانة كنيستنا التاريخية وتهميش واضعاف حضورنا في هذه الارض المقدسة .
هنالك تحديات وجودية تتعرض لها كنيستنا وسلطات الاحتلال وعملائها ومرتزقتها وادواتها يسعون للنيل من مكانة هذه الكنيسة وعراقة جذورها في هذه الارض المقدسة والنيل من اوقافها ، واننا نعتقد بأن استهداف كنيستنا هو استهداف للحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة ، هو استهداف لكل المسيحيين كما انه استهداف للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة ولمدينة القدس بنوع خاص .
ان الصهيونية تسعى عبر اذرعتها وادواتها لطمس معالم وجود كنيستنا في هذه الارض المقدسة فالمؤامرة كبيرة وما يخطط لكنيستنا لا يمكن ان يوصف بالكلمات ولذلك فإننا ندعو ابناءنا ابناء رعيتنا وكافة مسيحيي بلادنا بان يكونوا على قدر كبير من الوعي والحكمة والمسؤولية .
ان حضورنا المسيحي في خطر ونحن نؤمن بأن الله لن يترك كنيسته ولكننا ايضا ندعو ابناءنا لكي يقوموا بدورهم المأمول بالحفاظ على حضور هذه الكنيسة هذا الحضور الذي لم ينقطع منذ اكثر من الفي عام .
وقد اصبح واضحا لكل من لم يفقد البصر والبصيرة بأن هنالك مخطط واضح لسرقة ما تبقى من اوقافنا وخاصة في باب الخليل واستهداف هذه الاوقاف سيؤدي الى انتكاسة في البلدة القديمة من القدس وسيؤدي ايضا الى عملية افراغ ممنهجة للبلدة القديمة من مسيحييها .
هنالك اعداد كبيرة من ابناء البلدة القديمة الذين اشتروا لهم منازل في اماكن اخرى وفي احياء خارج المدينة وفي مناطق فلسطينية اخرى ، وقد تضائل عدد المسيحيين في القدس القديمة بشكل ملحوظ ويبدو بأن هنالك مخططا مرسوما يهدف لافراغ المدينة المقدسة من مسيحييها وكذلك من ابناء شعبها الفلسطيني .
القدس في خطر شديد وكنيستنا تتعرض لتحديات ومخططات ومؤامرات هادفة لاضعافها وتهميشها والنيل من مكانتها ، وان من يسربون وينهبون اوقافنا انما هدفهم ليس فقط الاستيلاء على الارض وانما ايضا افراغ القدس من سكانها ومن ابنائها الاصليين .
ان هذا المخطط الذي يستهدفنا ويستهدف مدينة القدس يحتاج الى اناس عقلاء حكماء متحلين بالصدق والاستقامة بعيدا عن الاجندات والمصالح الشخصية .
نعرف جيدا ان هنالك من هم على استعداد لبيع ضميرهم مقابل حفنة من الدولارات الملوثة بالعمالة والخيانة ، وهنالك من هم مستعدون للتصفيق للخونة والمرتزقة والعملاء وكل هذا مدفوع الاجر ، وهنالك من يصنعون من الخيانة وجهة نظر ، ويريدوننا ان نستسلم لمشاريعهم واجنداتهم وبرامجهم المشبوهة التي اصبحت واضحة وضوح الشمس .
لسنا على استعداد لتبديل وتغيير مواقفنا بناء على رغبة احد ولسنا على استعداد للرضوخ لاية ضغوطات او ابتزازات من اي جهة كانت ، نحن مستعدون للتضحية في سبيل هذه القضية ولكننا لسنا مستعدين لتبديل وتغيير مواقفنا والتي ستبقى ثابتة في وجه هذه العواصف والمؤامرات والتحديات التي تحيط بنا .
ندعو ابناء رعيتنا على ان يكونوا على قدر كبير من الحكمة والمسؤولية ومن هو ليس قادرا على ان يقول كلمة الحق التي يجب ان تقال فأضعف الايمان ان يبقى صامتا ومصليا من اجل كنيسته ومن اجل القدس ووطننا الجريح .
ان تكون صامتا ومصليا من اجل كنيستك ووطنك وشعبك هو افضل من ان تكون منافقا وكاذبا ومصفقا للخيانة ، لان هذه الشريحة انما هي جزء من المؤامرة المرتكبة بحق كنيستنا وقدسنا ومقدساتنا .
اقول بأن من لا توجد عندهم الجرأة لكي يقولوا الكلام الذي يجب ان يقال فليكونوا في حالة صمت افضل من ان يدافعوا عن هذه المؤامرة التي تُرتكب بحقنا وبحق قدسنا ومقدساتنا واوقافنا .
ان اولئك المصفقين للخيانة سيكونوا في وقت من الاوقات اكثر المتضررين من هذه المؤامرة التي تعصف بنا ونتمنى من هؤلاء ان يعودوا الى رشدهم وان يكتشفوا بأن المال الذي يحصلون عليه مقابل الخيانة هو ليس مال بركة بل هو مال لعنة .
الغالبية الساحقة من ابناء كنيستنا هي مدركة لخطورة الواقع الذي نحن فيه وما اتمناه هو ان تكونوا موحدين ولا تقبلوا بأن يقوم احد بتقسيمكم واثارة الفتن في صفوفكم ، نحيي شبابنا وابناءنا الذين يقولون كلمة الحق التي يجب ان تقال في زمن التضليل والتشويه ، نوجه التحية لكل انسان صادق في هذا الزمن الذي اصبح فيه الكذب والنفاق منتشر في كل مكان .
اما انا فسأبقى اسقفا خادما لهذه الكنيسة ولهذا الشعب ، سأبقى معكم ومع شعبي وانا اعلم بأن من يدافع عن القدس وعن القضية الفلسطينية قد يدفع ثمنا باهظا في وقت من الاوقات .
وما اود ان اقوله بأنني سأبقى كما كنت مدافعا عن القدس ومقدساتها وهويتها وشعبها وسيبقى انحيازي لشعبي الفلسطيني شاء من شاء وابى من ابى.
لا اضمر الشر لاحد ولم اسيء لاحد في يوم من الايام ومن يسيئون ويحرضون علي اسأل لهم الهداية واسأل الله لهم بأن ينير قلوبهم وعقولهم فأنا اسامحهم واسال الله بأن يسامحهم وان يرشدهم الى طريق الخير والى طريق الخدمة والعطاء والتفاني في خدمة الانسان .
ما هو مطلوب منا هو ان نكون معا وسويا لكي نُفشل المؤامرة التي تستهدف كنيستنا ولكي نُحافظ على وجودنا وصمودنا وثباتنا في هذه الارض المقدسة ، ما هو مطلوب منا هو ان نكون اكثر لُحمة ووحدة ووعيا وصدقا واستقامة وان تكون بوصلتنا دوما في الاتجاه الصحيح نحو القدس عنوان كرامتنا المدينة التي ننتمي اليها ونحن مغروسون فيها ولن يتمكن احد من اقتلاعنا وتهميشنا والنيل من حضورنا .
نحن فلسطينيون وسنبقى كذلك وسيبقى انتماءنا لهذه الارض المقدسة وسنبقى ندافع عن شعبنا وعن وطننا وعن قدسنا مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات .
وقد جاءت كلمات سيادة المطران هذه لدى لقاءه اليوم مع عدد من ابناء الرعية الارثوذكسية .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]