تعاني القرى العربية مسلوبة الاعتراف في منطقة النقب، جنوبي البلاد، من المنخفض الجوي الذي ضرب البلاد وأوقف استمرار الحياة الطبيعية فيها بسبب انعدام البنى التحتية المناسبة ونقص خدمات المساعدة والإنقاذ.
ولا تتوفر سبل التدفئة في منازل المواطنين بالقرى العربية مسلوبة الاعتراف، ويزداد الأمر سوء وشراسة في ظل انعدام سياسة الحكومة الإسرائيلية التي تهمل هذه القرى لدفع السكان على الرحيل.
وفي الكثير من قرى النقب أغلقت الطرق والشوارع، اليوم الجمعة، وقطعت مياه الأمطار التواصل بين القرى مسلوبة الاعتراف والطرق الرئيسيّة الأمر الذي يشكل خطرا في الحالات الطارئة، وتٌرك الأهالي ليعانوا من العاصفة وحدهم.
انعدام التدفئة
وقال أحد سكان قرية أم بطين، سلامة أبو كف إن "قرية أم بطين هي إحدى القرى التي تم الاعتراف بها قبل أكثر من 15 عاما ولَم تزود بالخدمات الأساسية حتى اليوم".
وأضاف: "أستطيع القول وأنا مسؤول عن كلامي إن أسوء الأوضاع التي تؤثر على سير حياة أهل النقب هي الأوضاع الجوية الصعبة مثل هذه العاصفة، فخلال العواصف تنفصل قرية أم بطين عن الشارع الرئيسي وهو المخرج الوحيد للقرية، ويكون صعبا جدا علينا التعامل مع الحالات الطارئة فمثلا إذا احتجنا الوصول إلى المستشفيات لن تدخل سيارات الإسعاف إلى القرى، ويترك الأهالي ليعانوا العاصفة ويتعاملوا معها وحدهم".
وأكد أبو كف أن "الغياب واضح للأجسام الحكومية المسؤولة وللمجلس الإقليمي القَسوم، وعليه قد يكون من الأساسيات توظيف جرافة للعمل خلال العواصف لفتح الطرق وهو شيء طالبنا به، لكنه لم يحدث بحجة نقص التمويل وهذا غير منطقي".
وختم بالقول إن "أهل النقب لم يقصروا فهناك الكثيرون عرضوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي جرافاتهم للعمل في القرى بالمجان من باب التآخي والمؤازرة، والعديد من الحملات التي عرضت الدعم بعدة أشكال من خدمات الإنقاذ وحتى مستلزمات التدفئة لأهالي القرى".
مخططات اقتلاع
وقال ابن قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، التي هدمتها إسرائيل 123 مرة لغاية الآن، عزيز الطوري، إن "الدولة تحاول بشتى الطرق اقتلاعنا من أرضنا، وهي آخر من سيتوجه لمساعدتنا في حال الضيق لنا في العراقيب".
وأضاف: "نحن نبحث دائما عن الحلول للأوضاع الصعبة دون الاعتماد أو انتظار أي جسم حكومي. في العراقيب تعيش 22 عائلة اليوم، بينهم أكثر من 30 قاصرا يعتمدون في التدفئة على الحطب ومنهم من ينامون في السيارات في الظروف الصعبة، نقوم بإشعال الحطب وتوزيعه على الخيم والبيوت ونبقى متيقظين لأي أمر طارئ بالإمكان حدوثه، ليست بالمسؤولية السهلة، ولكن لا طرق أخرى للصمود في العاصفة، ولن نتزحزح من الأرض لأي سبب كان".
حملات مساعدة
وتطور في السنوات العديد من الحملات من أهل النقب لإغاثة أهل القرى مسلوبة الاعتراف في أوقات العواصف والحاجة منها "حملة الشتاء الدافئ 3" المنبثقة عن "سواعد الأخوّة"، حيث يقوم المشاركون فيها بجمع التبرعات وتوزيعها على العائلات المعوزة، و"حملة خيرك دفئ" المنبثقة عن جمعية "كفى"، تهدف إلى جمع الملابس الشتوية، والحرامات والمدافئ وغيرها، للعائلات المحتاجة، و"فريق النخوة للدفع الرباعي" مختص بمجال الإنقاذ والمساعدات لأهل النقب خاصة في هذه الأيام العاصفة، و"حركة ثبات الشبابية" وهي عبارة عن طاقم إنقاذ وغرفة طوارئ للأهل في النقب في الأيام الشتوية العاصفة.
[email protected]